عبَّر كبار العلماء والمفتين والوزراء من أكثر من 30 دولة، عن تقديرهم العميق لفضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ولمؤسسة الأزهر الشريف جامعًا وجامعة بحسبانه قلعة العلم والدين، وركيزة الوسطية والاعتدال في العالم الإسلامي، مؤكّدين دوره البارز في مواجهة التحديات الفكرية والمعرفية المعاصرة، وتصدّيه لقضايا المسلمين من خلال منهج علمي رصين، متجذِّر في أصوله ومتّصل بواقع الناس، مشيرين إلى أن الأزهر كان- ولا يزال- الملاذ الآمن للعلماء من مختلف الجنسيات، والمصدر الموثوق للفتوى الرشيدة التي تُراعي مقاصد الشريعة ومتطلّبات العصر.
جاء ذلك خلال الزيارة التى قام بها فضيلة د. نظير محمد عياد- مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- إلى فضيلة الإمام الأكبر على رأس وفد علمي رفيع المستوى، ضمّ عددًا من كبار العلماء والمفتين والوزراء من أكثر من 30 دولة، عقب اختتام أعمال المؤتمر الدولي العاشر للإفتاء، والذي جاء هذا العام تحت عنوان “صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي”.
وأعرب فضيلة المفتي عن خالص شكره وتقديره لفضيلة الإمام الأكبر على دعمه الكريم ومساندته المستمرة، مشيرًا إلى أن هذا الدعم كان له أثر بالغ في مسيرته العلمية والدعوية، وأن أيادي الإمام الأكبر البيضاء كانت حاضرة في كل خطوة من خطواته، من خلال النصح والتوجيه والإرشاد، وأن الثقة الغالية التي أولاه إياها كانت دافعًا قويًا لبلوغه موقعه الحالي، مؤكدًا أن الأزهر الشريف هو البيت والقِبلة العلمية والفكرية والروحية، وأن شيخه الجليل يمثِّل رمز الوحدة والاعتدال ومرجعية المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، داعيًا الله أن يحفظه ويديم عليه الصحة والتوفيق ويجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
منارة وركيزة
من جانبه عبر فضيلة الإمام د. الطيب، عن اعتزازه بهذه الزيارة الكريمة، مؤكدًا أن الأزهر الشريف سيظل منارةً للعلم والعلماء، ومرجعًا للمسلمين في شتى بقاع الأرض، وركيزةً للتعاون بين المؤسسات الدينية والفكرية، وأن أبوابه ستظل مفتوحة لكل العلماء والفقهاء والمفكّرين والباحثين من أقطار الأرض.
وشدّد فضيلة الإمام الأكبر على أهمية موضوع المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، خاصة ما يتعلّق بتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الإفتائي، مشيرًا إلى ضرورة تطوير بيئات رقمية آمنة ومعتمدة تسهم في إعداد الفتاوى ومراجعتها وتوثيقها بدقة وسرعة، بما يلبي احتياجات المجتمعات المسلمة في العصر الرقمي، ويعزز الوصول إلى الفتوى الوسطية الرشيدة بأساليب حديثة تراعي التنوع الثقافي والمعرفي، دون الإخلال بثوابت الشريعة ومقاصدها العليا.
وفي ختام الزيارة، طلب وفد الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم من فضيلة الإمام الأكبر أن يتولّى فضيلته الرئاسة الشرفية لدور وهيئات الإفتاء في العالم، مؤكدين أن هذه الرئاسة تمثّل دعمًا معنويًا كبيرًا للمؤسسات الإفتائية، وترسيخًا لمرجعية الأزهر الشريف كمنارة علمية وروحية للمسلمين.