“مئذنة الأزهر للشعر العربي” تصدح بالقضية الفلسطينية
كتب- إيهاب نافع:
يشهد الأزهر الشريف في مختلف مؤسّساته نشاطًا مكثَّفًا، ففي أكاديمية الأزهر انطلقت صباح أمس الاول الأحد، فعاليات دورة “تفكيك الفكر المتطرّف”، التي تنظمها بالتعاون مع المنظمة العالمية لخرّيجي الأزهر، بمشاركة عدد من الأئمة والدعاة الوافدين من دول: ليبيا، الهند، الصومال، وتستمر حتى الخميس ٢٨ أغسطس الجاري.
أوضح د. حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، أن الدورة تأتي في إطار استراتيجية متكاملة تسعى لتأهيل الدعاة الوافدين تأهيلاً علميًّا وفكريًّا شاملاً، يُراعي التحديات المعاصرة، ويعزّز القُدرة على تفكيك البُنَىَ الفكرية للخطابات المتطرّفة بالحجُّة والبرهان. مشيرا إلى أن البرنامج التدريبي يتضمّن محاضرات علمية ونقاشات تطبيقية تُعنى بتحليل المفاهيم المغلوطة، وتصحيح الانحرافات الفكرية، وتنمية مهارات الحوار والتواصل الفعّال، كما يركّز على إبراز قيم التسامح والعيش المشترك، وإكساب الدعاة القُدرة على توظيف الوسائل الحديثة في إيصال الرسالة الدعوية بفعالية.
وتأتي هذه الدورة تكثيفا للبرامج التأهيلية للكوادر الدعوية من مختلف دول العالم، بما يمكِّنهم من أدوات المواجهة الفكرية، ويعزّز قُدرتهم على التصدّي للأفكار المنحرفة، وترسيخ خطاب ديني وسطي منضبط، يجمع بين الأصالة والمرونة والوعي بقضايا العصر.
من ناحية أخرى، أعلن الأزهر انطلاق فعاليات الموسم الخامس من “مسابقة مئذنة الأزهر للشِعْر العربي”، التي ينظمها مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في إطار رسالة الأزهر العلمية والثقافية، ودوره التاريخي في حفظ اللغة العربية ونشر قيم التسامح والحضارة الإسلامية، كما تهدف إلى دعم الإبداع الشعري باللغة العربية الفصحى وتعزيز مكانة الشِعْر في الحفاظ على الثقافة والهُوية العربية، ودعم الإبداع والمُبدعين في الوطن العربي وجميع أنحاء العالم، وتعريف العالم برسالة الأزهر.
أوضحت د. نهلة الصعيدي، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، أن المسابقة تحمل هذا الموسم بُعدًا إنسانيًّا ورسالة سامية، حيث خُصِّص موضوع المسابقة لاختيار أفضل خمس قصائد عمودية نُظِّمت باللغة العربية الفصحى عن «القضية الفلسطينية»، باعتبارها أمّ القضايا، وقضية كل مسلم وعربي ومنْصِف حول العالم، وهي قضية تربَّت عليها كل الأجيال، إذ تُعد فلسطين أرض الأنبياء والشهداء والمقاومة والصمود، فيما يتربَّع الصراع المستمر بين الحقّ والباطل في قلب الشرق الأوسط منذ أكثر من سبعين عامًا.
وتفتح المسابقة أبواب المشاركة للمبدعين والمهتمين باللغة العربية من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الطلاب الوافدون الملتحقون بمدرسة الشِعر بأكاديمية مواهب وقُدرات، والطلاب الدارسون بالأزهر في مراحل التعليم قبل الجامعي والتعليم الجامعي، والدارسون للغة العربية والعلوم الشرعية في المؤسسات الدولية، فضلًا عن العاملين بالأزهر الشريف وقطاعاته المختلفة، والشعراء والأدباء والموهوبين من مصر وخارجها.
ونجحت المسابقة في مواسمها السابقة في جذب عدد كبير من الشعراء العرب والناطقين بالفصحى من مختلف أرجاء العالم، حيث تناولت موضوعات متنوّعة، من أبرزها دور الأزهر وتاريخه ومسيرة علمائه، ومكانة اللغة العربية، مكانة مصر الإقليمية والعالمية، تمكين المرأة والحفاظ على حقوقها، وشهدت هذه المواسم إنتاج قصائد قيّمة، جسّدت القيم التي يتبنّاها الأزهر وحرصه على ربط الأجيال الجديدة بهُويتها الحضارية واللغوية.
كما شهد الأزهر أمس الاثنين فعاليات تكريم الفائزين في مسابقة (ثقافة بلادي) في موسمها الثاني، التي عقدها مجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع وزارات: (الثقافة، السياحة والآثار، الشباب والرياضة)، برعايةٍ فضيلة الإمام الأكبر، وإشراف د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، د. محمد الجندي، الأمين العام للمجمع، ومتابعة تنفيذية للدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لشئون الواعظات.
شهد الحفل حضور قيادات الأزهر، فضلا عن حضور د. أحمد هنو، وزير الثقافة، وعدد مِنَ السفراء وممثّلين عن المؤسَّسات الوطنيَّة، إلى جانب شخصيَّات أكاديميَّة وثقافيَّة وإعلاميَّة، في أجواء تعكس مكانة المسابقة وقيمتها المعرفيَّة والثقافيَّة.