الشاعر د. صابر عبدالدايم- أستاذ الأدب والنقد وعميد كلية اللغة العربية فرع الزقازيق جامعة الأزهر- جمعتنا المحبّة والصداقة على مدار نصف قرن من الزمان وعندما تقابلت معه في مقرّ اتحاد كتّاب مصر بالزمالك أهديته نسخة من كتابي “البطل الأسطورة”. ومرّت الأيام ثم تقابلت معه أخرى في ندوة أدبية أقامها قصر ثقافة نعمان عاشور، بميت غمر بالدقهلية، وكان بصحبتي م. أحمد حامد فهمي، وبعد انتهاء فعاليات الندوة قال الشاعر الدكتور المهذّب صابر عبدالدايم: لقد قرأت كتابك أكثر من مرة وأحيّيك عليه وقد بكيتُ عندما قرأت ما كتبته عن العملية البطولية التي أصيب فيها البطل الأسطورة .
يُذكر أن البطل الأسطورة هو عبدالجواد محمد مسعد سويلم، وعندما تمّ تجنيده التحق بسلاح الصاعقة تلبية لرغبته، وخلال معارك الاستنزاف التى بدأت فى الأول من يوليو 1967 واستمرت حتى السابع من أغسطس 1970 اشترك فى 18 عملية عبور داخل وخلف خطوط القوّات الإسرائيلية وتمكّن من تدمير16 دبابة و (11) مدرعة و (2) بلدوزر و (2) عربة جيب وأتوبيس. كل هذا بمفرده كما شارك رفاقه الابطال فى تدمير (6) طائرات إسرائيلية خلال هجومهم على مطار المليز وأصيب بطلنا بصاروخ إسرائيلى ونتج عن إصابته بتر ساقيه اليمنى واليسرى وساعده الأيمن كما فقد عينه اليمنى، بالإضافة لجرح كبير غائر بالظهر، وبعد تركيب الأطراف الصناعية رفض الرفت من الخدمة العسكرية وواصل كفاحه وشارك فى معارك أكتوبر 1973 ويعد الجندى المصرى الوحيد الذى نال شرف التكريم من رؤساء مصر: جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات ومحمد حسنى مبارك، وأيضا الجندى الوحيد على المستوى العالمى الذى قاتل وهو مصاب بنسبة عجز مائة في المائة .
كانت كلمات الإشادة من الشاعر والناقد د. صابر عبدالدايم مثل كل أوسمة الحياة وبعد أن شكرته قلت له: يا دكتور، الكتابة عن الوطن وأبطاله أمانة في عنقي لأن أجمل وأعظم وأخلد الكتابات تلك التي تكون عن الوطن أو له .
وصباح الاثنين 18 أغسطس 2025 توفّى الشاعر د. صابر عبدالدايم فهاجت الأحزان داخل قلبي. رحمة الله على روحه النقية الطاهرة وستظل كلماته خالدة ما بقيت الحياة.