تجرى الاستعدادات على قدم وساق بالطريقة الجازولية الحسينية، لتنظيم احتفالية كبرى خلال سبتمبر المقبل، بمناسبة اليوبيل الماسي للطريقة، لاستقبال ومشاركة آلاف المريدين والعشرات من شيوخ الطرق الصوفية وعلماء الأزهر والأوقاف.
أوضح السيد سالم جابر الجازولي شيخ الطريقة الجازولية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن الاحتفال باليوبيل الماسي للطريقة يتزامن مع مولد الإمام جابر الجازولي مؤسس الطريقة، ولذلك سيكون الاحتفال مختلفا تمامًا عن كل عام، حيث يقام الحفل لمدة 5 أيام بداية من أول سبتمبر حتى 5 سبتمبر.
وأكد “الجازولي”، أن أبناء الإمام جابر الجازولي اعتادوا الاحتفال بذكراه سنويًا في ساحته العامرة، حيث يتدارسون سيرته العطرة وكلماته الطيبة التي صاغ منها قصائد صوفية تحكي مسيرته في طريق التصوف، حيث يعتبر الاحتفال بمولده فرصة طيبة لاجتماع مريديه من شتي البقاع ليتعارفوا فيما بينهم.
ويقوم شيخ الطريقة في هذه الاحتفالات بتكريم حفظة القرآن الكريم من الشباب، وتكريم أسماء المتوفين من أبناء الطريقة حتي يتذكر الجميع من سبقوهم إلى الإيمان.
أضاف “الجازولي”: لا يقتصر الاحتفال على ذلك فحسب، بل يقوم شيخ الطريقة بإجراء مسابقات في الشعر والإنشاد بين أبناء الطريقة، حيث يعتبر المولد الجازولي شحنة معنوية وروحية كبيرة يتعاهدون فيها علي الاستمرار فى طريق الإمام جابر الجازولي والدعوة الي حب الله محبة خالصة بعيدة عن العلل والأوهام.
صاحب الذكرى
الإمام جابر الجازولي يرجع نسبه إلى الإمام الحسين بن علي سبط النبي الكريم، ولد في 25 أكتوبر 1913، الموافق 13 ذي القعدة 1331، وأسمته والدته جابر عندما رأت في الرؤيا الصوفي جابر الأنصاري المدفون بالإسكندرية يقول لها “في بطنك جابر”.
ومنذ مهد صباه، ظهرت على الشيخ المؤسس علامات الولاية وحمل مشاعل الهداية والدعوة للتصوف الإسلامي في عصر كثرت فيه التيارات الفكرية، وازدحمت فيه الساحة بالدخلاء والمبتدعين، فأخذ علي عاتقه نشر بساطة الأسلوب وصدق التوجه ونقاء السريرة وطهارة اليد والعفة مسئولية الدعوة إلي حب الله محبة خالصة.
تابع: الشيخ المؤسس كان صاحب بصيرة نافذة ورؤية ثاقبة وفكر مستنير، فأضحي قنديلا وضميرا للتصوف في طور عاصف من أطوار تاريخه، واستمدت دعوته من الحضرة المحمدية جوهر الدعوة الإسلامية، وأن التصوف هو ممارسة الإسلام كدين وفقًا لما قاله الإمام المؤسس: «إننا ندعو إلي التصوف الذي يري الحياة جمالا وكمالا وعملا».
أضاف: كان مؤسس الطريقة الجازولية ذى شمائل وصفات تأسر القلب والروح معا، فكان يتميز بالسماحة ولين الجانب، وكان يتصف بالجود الذي بلغ مداه، يرتدي ثوب المهابة والوقار، وتظهر عليه علامات الخشوع لله، يجمع في صفاته بين جمال الروح وكمال العقل، وكان ذى أدب جم، لا يخاطب أحبابه إلا بكلمة أخ، يحنو علي الصغير ويوقر الكبير، ويحترم العالم ورجل الدين ويتواضع للجميع.