التنمية المستدامة شرط لضمان حياة كريمة للإنسان
الغردقة: مصطفى ياسين
واصل المنتدى العربي للشباب والبيئة الساحلية الثالث عشر، الذي ينظمه الاتحاد العربي للشباب والبيئة، برئاسة د. سيد خليفة، وإشراف د. ممدوح رشوان أمينه العام، تحت شعار “شواطئنا حياتنا.. والبلاستيك خطرها”، فعالياته بالمدينة الشبابية بالغردقة، في يومه الثاني بمشاركة واسعة من الوفود العربية وممثلي المنظمات البيئية والخبراء والبرلمانيين، ويحمل المنتدى هذا العام اسم العالم الجليل الرائد البيئي د. مصطفى فوده، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في مجال حماية البيئة والمحميات الطبيعية.
اطلع المشاركون في المنتدى على عروض مصرية وعربية لأوضاع المحميات الطبيعية، مؤكدين أن هذه المحميات منح إلهية وثروات مستدامة لا تقدر بثمن، ويمكنها توفير الإمكانات المادية لقرون طويلة مقبلة.
مشاركة أزهرية
وكان لوفد مدينة البعوث الإسلامية بالأزهر، بإشراف محمود توفيق، دعاء زكرى، دينا السيد، ومشاركة الطلاب: مختار كمارا من غينيا كوناكري، صالح محمد السودان، مصطفى عمر تشاد، دياباتى محمد بشير كوت ديفوار. والطالبات: رهف الشريف السودان، زينب عمر تشاد، لول احمد ياسين الصومال، سخنة كان السنغال.
حيث قدموا تقريرا عن البلاستيك ومخاطره البيئية ومبادرة لمواجهة أخطاره. ولتميزهم ودورهم البارز اختيرت رهف السودانية لتقديم الحفل الختامي للمنتدى.
تجارب متنوعة
وعرض الوفد التونسي لمعنى المحميات الطبيعية، والتونسية نموذجا، بواسطة م.الفة السياري، م. سندة السبيسي، شيماء بن عثمان.
وأطلقت مونيكا عواض، ومحمد شمعة، الوفد اللبناني، التحذير من الاستخدام العشوائي للبلاستيك موضحين أنه سلاح ذو حدين.
واستعرض وفد كلية إدارة الأعمال والاقتصاد التطبيقى، جامعة باديا، برئاسة د. حسام الملاحى، د. وفاء مرزوق عميدة الكلية، وإشراف د. أمل جميل، من خلال الطلاب: على صفوان، بسام إيهاب، سارة أبو باشا، جنى جمال، الذين قدموا “سبل إنهاء التلوث وتحقيق الاقتصاد الدائري”.
رؤية يمنية
وشارك الوفد اليمني برئاسة فايز قروش وعضوية كلٍّ من: بدر المنصوري وحمزة الحذيفي، فقدّم ورقة حول آثار الحرب على البيئة الساحلية في اليمن، موضحين حجم الأضرار التي طالت النظم البيئية البحرية والساحلية، وما خلّفته الحرب من تلوث ودمار للبنية التحتية وتراجع الأنشطة الاقتصادية الحيوية مثل الصيد والسياحة.
وأكد الوفد أن حماية البيئة الساحلية تمثل أولوية لا تقل أهمية عن إعادة الإعمار، داعين إلى تكاتف الجهود العربية والدولية من أجل إعادة تأهيل المناطق المتضررة، ودعم برامج التوعية البيئية وإشراك الشباب في صياغة الحلول.
إن هذه المشاركة تأتي لتعكس حرص الشباب اليمني على نقل صوت الوطن وقضاياه البيئية إلى المحافل العربية، والمساهمة في صياغة رؤى مشتركة نحو مستقبل مستدام للبيئة الساحلية في المنطقة.
سبل السلامة
أوضحت د. سالي فريد، رئيس قسم الاقتصاد والعلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، أن الاقتصاد الأزرق أحد أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر ٢٠٥٠، وأن توفير نسبة من الناتج المحلي لا يتعارض مع النمو والربح الاقتصادي، مع مراعاة البعد الاجتماعي، وضرورة الوعى والاهتمام البيئي، بجانب المبادرات الشبابية للوصول إلى حلول وتخطى للتحديات والصعوبات، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التى انسحبت على كل مجالات الحياة البشرية.
وعرضت د. سالى، سبل تحقيق السلامة البحرية وأمن أنشطة الاقتصاد الأزرق، فركزتها في: ضمان مستوى عالٍ من السلامة والأمن البحريين لتنمية اقتصاد أزرق مستدام، وتدعيم الدور النشط الذي يقوم به منتدى وظائف خفر السواحل المتوسطي الإقليمي وتعزيز فهم القضايا البحرية ذات الأهمية المشتركة والمصالح المشتركة المتعلقة بوظائف خفر السواحل عبر الحدود والقطاعات، المدنية والعسكرية على حد سواء.
تطوير أنشطة التدريب وزيادة تسهيل تبادل المعلومات والخبرة والمساعدة التقنية والتدريب وأفضل الممارسات للتصدي للأنشطة غير المشروعة في البحر.
أهمية تحسين السلامة البحرية، وفقا لاتفاقيات المنظمة البحرية الدولية، والقدرة على منع الكوارث الطبيعية والكوارث التي من صنع الإنسان والتصدي لها، فضلاً عن التلوث الناجم عن السفن، ومواصلة إجراء الإصلاحات المحلية اللازمة لخلق بيئة أكثر ملائمة للاستثمارات.
تابعت د. سالي: وكذا تعزيز الانتقال إلى الاقتصاد الأزرق المستدام وإعطاء الأولوية للاستثمار في الاقتصاد الأزرق وفق مبادئ تمويل الاقتصاد الأزرق المستدام ولا سيما في المجالات التالية: الحفاظ على البيئة البحرية. والابتكار في الاقتصاد الأزرق المستدام والاقتصاد الدائري وإدارة النفايات والحد منها؛ سلاسل القيمة الغذائية المستدامة من البحر – بما في ذلك مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية؛ والطاقات البحرية المتجددة وإزالة الكربون من قطاعات الاقتصاد الأزرق، والنقل البحري المستدام بما في ذلك كفاءة الطاقة في الموانئ؛ السياحة الساحلية والبحرية المستدامة، بما في ذلك حماية التراث الثقافي البحري وتثمينه؛ والتكيف مع تغير المناخ، ولا سيما تكييف البنية التحتية ذات الصلة والعمل ضد تآكل السواحل باستخدام الحلول القائمة على الطبيعة.
أضرار جسيمة
وحذر د. صابر جمعة عبده، أستاذ تغذية الحيوان وتدوير المخلفات بكلية الزراعة جامعة الأزهر، من وجود أضرار جسيمة ناتجة عن المخلفات البلاستيكية، عن طريق المواد النانونية التي تنطلق من البلاستيك او الميكروبلاستيك، وتسبب مشاكل صحية خطيرة جدا علي الاسماك والحيوان ومن ثم على الإنسان الذي بتغذي علي هذه الحيوانات التي يوجد باجسامها هذه المواد النانونية، وتسبب اضطرابات هرمونية وتسبب السرطان وانعكاسات سلبية على التكاثر والنمو والمناعة، فالبلاستيك هو أخطر التحديات المدمرة للبيئة، ورغم ذلك فإن ٩٩ بالمائة من الأدوات والتجهيزات الحديثة بلاستيكية، بسبب رخصه وجودته وسهولة تشكيله وتلوينه.
واقترح بعض الحلول مثل أولا: سن تشريعات وقوانين ملزمة للحد من استخدام المواد البلاستيكية ، ثانيا: المبادرات الفردية الشخصية بأن يحد كل فرد من الاستخدامات اليومية للمواد البلاستيكية ، ثالثا: العودة للمنتجات الورقية الطبيعية والاستغناء عن البلاستيك، رابعا: الحملات التوعوية، معلناً أنه يوجد تحت الدراسة نموذج تأثير وضع المواد الغذائية الساخنة والباردة في الأوانى البلاستيكية.
ويواصل المنتدى فعالياته صباح الجمعة بجولة بحرية إلى جزيرة الجفتون، للاطلاع عن كثب على الحياة البحرية، ثم بجولة أخرى صباح السبت إلى سفاجا حيث أشجار المنجروف.