يُعدُّ الرواق الأزهري أحد أهم المنارات العلمية التي أعاد الأزهر إحياءها في العصر الحديث؛ ليجدد رسالته الخالدة في نشر العلم الشرعي، وحفظ القرآن، وتربية الأجيال على منهج الوسطية والاعتدال. وهو بذلك يُمثّل امتدادًا طبيعيًا لدور الأزهر عبر التاريخ في تخريج العلماء والفقهاء وحملة كتاب الله.

لقد ارتبط الرواق الأزهري منذ نشأته بالقرآن؛ فكان موئلًا لحلقات التحفيظ والتجويد، وميدانًا لدروس التفسير وعلوم القرآن، ومنطلقًا لتربية النشء على قيم الكتاب العزيز وأخلاقه. ولم يقتصر دوره على الحفظ فحسب، بل تجاوز ذلك إلى ترسيخ معاني القرآن في القلوب والعقول، عبر برامج تعليمية عصرية، وإجازات بالسند المتصل إلى النبي ﷺ، مما يعمّق صلة الطالب بكتاب الله لفظًا ومعنى، ويجعله يعيش مع القرآن علمًا وعملًا.
كما يسهم الرواق الأزهري اليوم في تحصين الشباب من الانحرافات الفكرية، عبر الفهم الصحيح للقرآن الكريم، وربط الآيات الكريمة بواقع الأمّة وقضاياها المعاصرة، ليبقى القرآن حيًّا في حياة المسلمين، منارةً للهداية، ومصدرًا للطمأنينة، ودستورًا لبناء المجتمعات. وقد بات الرّواق مقصدًا لطالبي العلم من مختلف الفئات والأعمار، بما يعكس شمول رسالته وتجديد أساليبه في الدعوة والتعليم.
إن رسالة الرواق هي امتداد لرسالة الأزهر عبر القرون: أن يكون القرآن روحًا للعلم، ومنهجًا للحياة، وسبيلًا إلى النهضة الأخلاقية والحضارية، وأن يظلّ الأزهر جامعًا بين الأصالة والمعاصرة في خدمة كتاب الله ونشر نوره بين الناس.





























