كتب- محمد لملوم:
شهدت كلية القرآن الكريم موقفًا إنسانيًا مؤثِّرًا، حين تدخَّل الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بنفسه لإنهاء أزمة طلاب استُبعدوا من “المَقْرَأة” بكلية القرآن الكريم وعلومه بطنطا.
الدكتور مصطفى الحلوس- أستاذ القراءات وعلوم القرآن، والقائم على المقرأة الكبرى التى اعتمدتها لجنة الجودة والاعتماد بجامعة الأزهر بكلية القرآن الكريم- يروي تفاصيل الواقعة قائلًا: إنه تلقى اتصالًا من د. محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا، يخبره بأن الإمام الأكبر يريد التحدّث إليه، في لحظة وصفها بأنها “أعظم شرف في حياته”. وخلال الاتصال، طلب الإمام الأكبر بكل تواضع “قبول شفاعته” في عودة الطلاب إلى المقرأة ليستكملوا حفظ القرآن وتلقّي القراءات، رغم أن الأمر في الأصل من صلاحياته المباشرة.
يضيف د. الحلوس: “دُهِشْتُ من عظيم تواضع الإمام الأكبر، وانشغاله بأمر هؤلاء الطلاب المستضعَفين، على الرغم من جسامة مسؤولياته”، معتبرًا أن هذه اللفتة تعكس عُمق اهتمام الأزهر وقيادته بأبنائه من طلاب القرآن.
وكان الطلاب قد رفعوا مظلمتهم إلى الإمام الأكبر، موضّحين أن المقرأة تعلّمهم بالمجان، وأن أثرها بدا واضحًا في مستواهم العلمي. وهو ما أكّده د. محمود صديق، بعد أن امتحنهم في القراءات والمتون وأثنى على مستواهم.
ليثبت الأزهر من جديد أنه ليس مجرّد مؤسّسة تعليمية، بل كَعْبة طلاب العِلْم وملاذ المستضعَفين، وأنه باقٍ على عهده في نُصرة القرآن الكريم وحَمَلْتِه جيلاً بعد جيل.
كانت عقيدتى قد نشرت الأسبوع الماضى تحقيقا موسعا بعنوان “معاهد القراءات حصون الحفظة بين التحديث والتضييق”، تناولت فيه أزمة القيد والسن المطلوبة وما ترتب عليها من معاناة لطلبة العلم.