عبد الصادق الشوربجي: مزج الخبرات المهنية بتطلعات شباب الثورة الرقمية
أحمد عبد المعطي حجازي: جلسات الحوار تجسيد لمعنى الرأي والرأي الآخر
عبد المنعم سعيد: اللحاق بقطار الثورة الرقمية من ضروريات تطوير الخطاب الإعلامي
كرم جبر: التدريب على مستحدثات التكنولوجيا يوفر حلولًا لمشكلات الصحافة
علاء ثابت: الهيئة الوطنية لا تدخر وُسعًا في تطوير المحتوى
فايز فرحات: «الأهرام» دخلت العصر الرقمي ببوابات ومنصات إلكترونية متطورة
أسامة سرايا: الصحافة القومية لا تزال حجر الزاوية في تطوير الخطاب الإعلامي
عبد الله حسن: مطلوب الاستخدام النموذجي للحصاد الإعلامي في الفضاء الإلكتروني
عبد القادر شهيب: المهنية الاحترافية سبيل لاستعادة قوة الخطاب الإعلامي
محمد بركات: قوة الصحافة القومية في مواجهة الخطابات المعادية للدولة الوطنية
سمير رجب: الصحافة القومية تملك أسباب البقاء في العصر الرقمي
يوسف القعيد: عبء تغيير الخطاب الثقافي يقع على عاتق الصحافة القومية
حلمي النمنم: تعدد الآراء هو الحل.. والحرية متوافرة ويجب استغلالها
ضياء رشوان: من المهم صدور قانون حرية تداول المعلومات
في جلسة نقاشية ثرية بالهيئة الوطنية للصحافة، اجتمع رموز وشيوخ الصحافة القومية وكبار كتابها حول ورقة تطوير المحتوى الإعلامي، التي أعدتها لجنة تطوير المحتوى بالتعاون مع خبراء مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
وفي رابع جلسات الهيئة، وتنفيذًا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، انتهت الحلقة النقاشية إلى مجموعة من الأفكار والتوصيات والمقترحات التي دعمت ورقة المحتوى وأضافت إليها مزيدًا من الرؤى الملهمة.
المناقشات التي جرت قامت على أرضية مشتركة وهدف واحد، هو تطوير وتحديث المحتوى الصحفي باعتباره مصدر المحتوى الإعلامي الوطني. وقد عكست الجلسة حجم الإدراك لأهمية القضية المطروحة، والاحتياج الشديد إلى تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعاته مع قيادات الهيئات الإعلامية، بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام.
قدَّم كل مشارك مقترحاته استنادًا إلى تجربته العملية وقراءته للمشهد الصحفي والإعلامي المصري والعالمي، ورؤيته للتحديات التي تواجه الدولة سواء على مستوى الأمن القومي أو الهوية أو الاقتصاد.
توافق الحضور على عدد من الحقائق:
- أن الإعلام بوجه عام والصحافة على وجه الخصوص ليست ترفًا بل ضرورة في ظل الأوضاع الحالية إقليميًا ودوليًا، وأن الصحافة رسالة وطنية يجب أن يتعاون الجميع في دعمها.
- أن الصحافة الورقية لم تفقد مصداقيتها أو تأثيرها، بل ما زالت لها مكانتها لدى القارئ المصري، وإذا كانت قد تعرضت لتحديات أثرت على رسالتها فقد استطاعت خلال السنوات الأخيرة أن تستعيد قوتها ومكانتها، وأرقام التوزيع تؤكد ذلك.
- أن أخطر التحديات التي تواجه الصحافة الورقية هي الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، ولا يمكن التعامل مع هذه الوسائل بمنطق العداء أو التناقض، بل باعتبارها أدوات داعمة للرسالة الصحفية، بما يضمن وصول المحتوى التقليدي إلى مساحات أكبر من القراء.
- أن المؤسسات الصحفية تحتاج إلى مواصلة تطوير إمكاناتها التكنولوجية والارتقاء ببنيتها التحتية.
- أن الدولة لا تدخر جهدًا في دعم الصحافة ورسالتها على المستويين المهني والاقتصادي، وتحرص على توفير أجواء الحرية الداعمة لتحقيق رسالتها، وهو ما أكدته توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بطرح الرأي والرأي الآخر واستيعاب جميع الأفكار.
- أن هناك سبيلين للتطوير:
- أولهما: ضمان زيادة مساحة حرية الرأي، بحيث تكون الصحافة القومية جامعة لكل الأصوات على أرضية وطنية، على أن تكون الحرية مسؤولة وليست فوضى.
- ثانيهما: المهنية، التي تتطلب تكثيف جهود التدريب والتأهيل للعاملين بالصحافة على الوسائل الحديثة لتكون أداة داعمة للرسالة الصحفية.
- ضرورة إيجاد وسيلة لزيادة مساحات التوزيع، بحيث يظل التنافس في المحتوى، مع التعاون في الطباعة والتوزيع للوصول إلى أكبر عدد من القراء.
- ضرورة البحث عن آلية لتخفيف المؤسسات الصحفية من الديون المتراكمة عبر عصور سابقة، سواء للضرائب أو التأمينات، خصوصًا أن هذه المؤسسات غير هادفة للربح وتقدم رسالة مجتمعية تنويرية لبناء الوعي.
- ضرورة الاستفادة من التجارب العالمية في تطوير الخطاب الإعلامي والحفاظ على الدور الوطني للصحافة والإعلام.
نقاش الأجيال
أكد المهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أن الهيئة حريصة على الاستماع إلى جميع الآراء للوصول إلى رؤية شاملة، وأن كل مقترح سوف تتم مناقشته بجدية، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد جلسات نقاش مع الأجيال المختلفة وخاصة الشباب، مع استقبال المقترحات عبر البريد الإلكتروني أو التواصل المباشر.
وأضاف أن الصحافة الورقية، رغم تراجع توزيعها خلال العقدين الماضيين، لم تفقد تأثيرها أو قدرتها على أداء رسالتها، لافتًا إلى أن الهيئة لا تدخر جهدًا لدعم التطوير المهني والتقني للمؤسسات الصحفية.
وشدد الشوربجي على أن الهيئة لا تتدخل في المحتوى الصحفي، لأن السياسة التحريرية لكل مطبوعة يحددها مجلس تحريرها برئاسة رئيس التحرير، موضحًا أن الهيئة لم تبيع أي أصل من أصول المؤسسات القومية لتوفير الرواتب، بل استثمرت الأصول لتحقيق عائد مالي يحافظ على بقاء المهنة.
ومن جهته، عبّر الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي عن تفاؤله بهذه الجلسات، مشيرًا إلى أهمية حديث الرئيس السيسي عن التزام الدولة بحرية الرأي، ومطالبته الصحفيين بفتح المنابر للرأي الآخر، مؤكدًا أن حرية الرأي هي المفتاح الذي يُوقظ به كل شيء.
وأشار الكاتب الكبير كرم جبر، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للإعلام، إلى ضرورة الاستعداد لثورة الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الرسالة الإعلامية والصحفية، مؤكدًا أن الدولة تدعم حرية الرأي.
ولفت الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إلى أن الصحافة ليست مهنة ترفيهية، مؤكدًا أن حرية التعبير لا حدود لها إلا في إطار الدستور والقانون.
وأضاف أن تقارير الهيئة ترصد تناولًا خارجيًا للوضع في مصر يقدم في جانب منه صورة إيجابية، مشددًا على أن وسائل التواصل الاجتماعي لن تحل مكان الصحافة التقليدية، بل يمكن استثمارها لنشر ما تنتجه الصحافة.
وتناول الكاتب الكبير أسامة سرايا، رئيس تحرير الأهرام الأسبق، ثلاث قضايا مهمة: اقتصاديات المهنة، ملف التوزيع، ورعاية العاملين، مطالبًا بتجديد دماء المهنة بجيل جديد يمتلك مهارات العصر.
وشدد الكاتب الكبير سمير رجب، رئيس تحرير الجمهورية ورئيس مجلس إدارة دار التحرير الأسبق، على ضرورة تسوية مديونيات المؤسسات الصحفية أو دراسة إمكانية إعدامها لتخفيف الأعباء عنها، مشيرًا إلى أن التطوير الحقيقي يكون عبر المتابعات الصحفية والتحليلات القائمة على المعلومات.
وأكد الكاتب الكبير علي هاشم، رئيس مجلس إدارة دار التحرير الأسبق، أهمية رفع سقف الحرية مع الالتزام بالمسؤولية، مشددًا على ضرورة توفير البنية التحتية اللازمة للتطوير التكنولوجي.
وأوضح الكاتب الصحفي الكبير خالد جبر ضرورة اللحاق بقطار التطوير قبل فوات الأوان، محذرًا من خطورة الانسياق وراء دعوات التصفية أو التفريط في المؤسسات القومية.
ولفت الروائي الكبير يوسف القعيد إلى ظاهرة غياب باعة الصحف وتأثيرها على التوزيع، مطالبًا بآلية جديدة لتعويض هذا الغياب، مؤكدًا أن القارئ ما يزال يحتاج الصحافة الورقية.
وأكد وزير الثقافة الأسبق حلمي النمنم أن المشكلة ليست في حرية الرأي، بل في تراجع المهنية، داعيًا إلى العودة لقواعدها الأصيلة التي صنعت ازدهار الصحافة لعقود طويلة.
وشدد الكاتب الكبير عبد القادر شهيب، رئيس تحرير «المصور» ورئيس مجلس إدارة «دار الهلال» الأسبق، على أن الإعلام الفعّال يحتاج إلى مهنية قائمة على المعلومات وحرية مسؤولة، وأولها حرية نشر المعلومات، رافضًا دعوات تصفية المؤسسات.
وأشار الكاتب الكبير نبيل عمر إلى أهمية تدريب الصحفيين والإدارات الصحفية على الأدوات الحديثة، لافتًا إلى أن التطوير يحتاج مهارات مختلفة، مؤكدًا أن المهنية وحرية الرأي العاقلة هما الطريق الصحيح للتطوير.
وأوضح الكاتب الكبير محمد بركات، رئيس تحرير الأخبار الأسبق، أن الأعباء أصبحت ثقيلة ويجب مواجهتها، مشيرًا إلى أن المهنية والحرية والمسؤولية تمثل ثلاثية ضرورية للارتقاء بالمحتوى.
وأكد الكاتب الكبير عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، على ضرورة الدمج بين المطبوع والإلكتروني، وتسييد غرف الأخبار المدمجة، ودمج المطبوعات المتشابهة مع التركيز على المطبوعات الرئيسية باعتبارها قاطرة الصحافة القومية.
وشدد الكاتب الكبير عبد الله حسن، رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط الأسبق ووكيل الهيئة الوطنية للصحافة الأسبق، على استمرار أهمية الصحافة ووكالات الأنباء، مؤكدًا إمكانية تعزيز دورها عبر الالتزام بالمهنية والبحث عن المعلومة، ومطالبًا بدراسة فتح مكاتب جديدة للوكالة في بعض العواصم.