أحيت الطريقة الجازولية الحسينية ذكرى المولد النبوي الشريف التى تواكب العام ١٥٠٠ على ميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين، خير خلق الله اجمعين، سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وتتزامن مع احتفالات الجازولية بالعام الماسي على تأسيسها.
تزينت الليلة المحمدية الجازولية بحضور جميع مشايخ ومريدى ومحبى الطرق الصوفية، بجانب قيادات الدولة المصرية من مختلف الوظائف والطوائف والانتماءات السياسية والحزبية، في مشهد يعبر عن وحدة الصف الصوفي والمجتمعى، ويؤكد الوعي الصوفي وتشابكه واصطفافه على قلب رجل واحد خلف القيادة السياسية الحكيمة، دعما وتأييدا ومساندة في كل المواقف والقضايا الداخلية والخارجية، تجسيداً للمعنى الحقيقي للانتماء الديني والوطني.
وقد عبر السيد سالم جابر الجازولي، شيخ الطريقة الجازولية الحسينية، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، عن شكره وامتنانه العميق لجميع الحضور الذين تجشموا مشقة الانتقال إلى حيث مقر الاحتفال، مؤكداً أن الطريقة الجازولية وأتباعها في مصر والعالم الإسلامي يتوجهون بالتحية والشكر إلى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي بهذه المناسبة الجليلة السعيدة التي تحتفي بها كل عام، ولذلك تعلن الجازولية تجديد بيعتها للرئيس السيسي الذي يقوم بدور كبير في حماية الوطن من كافة الأخطار التي يتعرض لها خلال الفترة الأخيرة.
وبعث الجازولي، برسالة دعم وتأييد للرئيس عبدالفتاح السيسي، بمناسبة الاحتفال باليوبيل الماسي للطريقة ومرور 75 عاما على تأسيسها، وكذلك الاحتفال بمولد مؤسس الطريقة الإمام جابر الجازولي.
مناسبة عظيمة
وكان فضيلة د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، قد وصف إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، بأنها مناسبة عظيمة نستحضر معها قيم الرحمة والعدل والإخاء الإنساني، وبث السكينة والسلام بين البشر، تلكم القيم الخالدة التي جاء بها النبي الكريم ﷺ؛ موضحاً في كلمته التي ألقاها نيابة عنه د. محمد وسام خضر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن المولى سبحانه أرسل رسوله الكريم، رحمة للعالمين ومتمما لمكارم الأخلاق، وعلى طريقه ودربه يسير عباد الله وأولياؤه الصالحون، متخلقين بأخلاق النبوة في القول والعمل، واحتفالنا بالمولد النبوي الشريف هو تعظيم وتبجيل لقدر الحبيب المصطفى ومكانته في نفوسنا، كما أن احتفالنا بمن ساروا على طريق الهدى والرحمة من أولياء الأمة وصالحيها وآل بيت نبيها الذين اتبعوا أطهر الخلق صلى الله عليه وآله وسلم هو تقدير لهم.
وتوجه فضيلته بالدعاء للخالق سبحانه، أن يُعيد هذه الذكرى العطرة على مصرنا الحبيبة بمزيد من التقدُّم والاستقرار، وعلى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتوفيق والسداد في جهوده لبناء الوطن ورفعة شأنه، وعلى شعوب الأمة العربية والإسلامية بالخير واليُمن والبركات، وأن يرفع المعاناة والظلم عن أهلنا في غزة ويمنّ عليهم بالأمن والنصر القريب.
وأعرب الجازولي، عن شكره وامتنانه لفضيلة مفتي الجمهورية، على ما شهدته منظومة دار الإفتاء، مشددا على النهضة التي تشهدها الدار هي لخدمة الإسلام والمسلمين في مصر وسائر الدول العربية والإسلامية، مؤكداً أن ما تشهده مصر من إنجازات كبيرة في شتى المجالات إنما هو تجسيد واقعي لرؤية واستراتيجية وضعها فخامة الرئيس السيسي، لبناء الجمهورية الجديدة لتحظى مصر بمكانتها بين الأمم، وندعو المولى عز وجل أن يحفظ مصر ورئيسها البطل وشعبها الأصيل ومؤسسات دولته.
الوحدة الصوفية
وأكد الشيخ طارق يس الرفاعي، شيخ عموم السادة الرفاعية، أن هذه الاحتفالية جسدت معنى الوحدة بين أبناء الطرق الصوفية، حيث اجتمعوا جميعًا على محبة النبي، مجددين العهد مع الله على الاتحاد والعمل المخلص لما فيه خدمة الطرق الصوفية والمجتمع بأسره.
ووصف د. محمود مالك علوان، شيخ الطريقة العلوانية، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، الليلة بأنها “محمدية” بامتياز، وتفرض على الجميع التخلق بأخلاق صاحب الذكرى النبي العدنان.
ولم تقتصر الاحتفالية الجازولية على إلقاء الكلمات والدروس العلمية فحسب بل شملت أيضا تقديم فقرات فنية من المديح والإنشاد من كلمات سيدى جابر الجازولي ومن إلقاء فرقة الانشاد الجازولية، وكذا تكريم عدد من حفظة القرآن الكريم والمتميزين في مختلف مجالات الحياة.