د. سامي الشريف: الكلمة تمثل السلاح الأبرز للإعلامي والمترجم
متابعة: محمد لملوم
أكد الدكتور سامي الشريف، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، أن الإعلام هو فن مخاطبة الجمهور على اختلاف ثقافاته ومستوياته الاجتماعية والاقتصادية، موضحًا أن الكلمة تمثل السلاح الأبرز للإعلامي والمترجم سواء كانت مقروءة أو مكتوبة أو مسموعة.
جاءت ذلك خلال الندوة الشهرية للجنة الترجمة بالنقابة العامة لاتحاد كتّاب مصر، والتي انعقدت بمقر اتحاد الكتاب بالزمالك، تحت رعاية د. علاء عبد الهادي، رئيس النقابة العامة لاتحاد كتّاب مصر، والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، وبرئاسة د. أحمد الحسيسي، بعنوان “ترجمة النصوص الإعلامية”.
وأضاف د. الشريف، أن للكلمة مستويات متعددة (لغوي، اصطلاحي، دلالي)، ولا يجوز استخدامها دون إدراك كامل لمعناها ودلالتها في الثقافة المستهدفة.
وأشار إلى أن الاتصال عملية مركّبة لا تقتصر على الألفاظ فقط، بل تشمل الإشارات وتعابير الوجه والملابس والرموز الثقافية، إلى جانب توقيت الرسالة والحالة المزاجية للمتلقي، وهي عناصر قد تغيّر معنى الرسالة المنقولة، مشدداً على أن الإعلام في الدول المتقدمة يعزف لحنًا واحدًا متناغمًا مع مؤسسات المجتمع، داعيًا إلى وعي أكبر بدور الإعلام في تشكيل الرأي العام بعيدًا عن التشويش.
كما اعتبر المترجم الإعلامي إعلاميًا كاملاً بحكم عمله ضمن المنظومة ذاتها، إذ يواجه نفس التحديات ويتحمل نفس المسؤوليات، موضحاً أن أبرز ما يواجه المترجم الإعلامي اليوم هو الاعتماد المفرط على الرقمنة، التي تساعد لكنها لا تمنح المعنى الحقيقي للنص، مما يحتم على المترجم أن يستوعب الواقع عبر ثقافته الشخصية وسياق النص، وأن يمتلك وعيًا عميقًا بالثقافتين المترجم منها وإليها.
الذكاء الاصطناعي
ووصف د. سامي الشريف الذكاء الاصطناعي بأنه “نعمة وخطر” في آن واحد، إذ يمنح فرصًا هائلة لكنه قد يهدد القيم الإنسانية إذا استُخدم في غير موضعه، لا سيما في ما يتعلق بالأخلاق والدين، مشيراً إلى أن المحتوى العربي على الإنترنت لا يتجاوز 4%، داعيًا إلى مضاعفة هذا الحضور.
شهدت الجلسة تفاعلاً واسعًا من الحضور الذين طرحوا قضايا متنوّعة، أبرزها: دور الذكاء الاصطناعي في الترجمة بين المساندة والإحلال، وضعف المحتوى الإعلامي العربي والحاجة إلى إطار أيديولوجي وقيمي واضح، وأهمية الترجمة العكسية وإنتاج مصطلحات أكثر دقة.
وفي مستهل اللقاء، رحب د. أحمد الحسيسي بالضيف الكبير، مستعرضًا السيرة الذاتية والدراسات العلمية والمناصب الوظيفية التي تقلّدها د. سامي الشريف. كما وجه التحية إلى أعضاء اللجنة، د. مكارم الغمري، ود. لبنى عبد التواب، ود. أحمد السعيد، والأديبة بهيئة هيكل المنسق الإعلامي.
وفي ختام الندوة، أشاد الحسيسي بالمناقشات الثرية التي عكست عمق الموضوع وأهميته، مؤكدًا استمرار اللجنة في تناول القضايا الجوهرية التي تمس واقع الترجمة ودورها في المجتمع. ثم قدم درعًا تكريميًا باسم اللجنة إلى د. سامي الشريف تقديرًا لمشاركته القيمة.