د. محمد رجب: يعلِّم أمور الدين والدنيا
د. إسماعيل عبدالرازق: أكبر ردٍّ على الطاعنين والمتطاولين
كتبت- مروة غانم:
مع بدء العام الدراسي الجديد أطلق روَّاد السوشيال ميديا مبادرة طيّبة يحثّون فيها الناس على إلحاق أبنائهم بالأزهر الشريف تحت عنوان “دخَّلوا ولادكم الأزهر”، مصحوبة بمزايا الدراسة بمعاهد وكليات الأزهر منها وأهمها: حفظ الطالب الأزهرى للقرآن الكريم وهذا يصبُّ فى ميزان حسنَات والديه.
فالطالب فى المرحلة الابتدائية يحفظ 18 جزءًا فقط، هذا بالإضافة إلى تعلُّم دينه بداية من شروط الطهارة وأركان الصلاة ومقدارالزكاة ومصارفها فهو يعرف ما لا يعرفه الكثيرون من كبار السنِّ وحمَلة المؤهلات العليا، مؤكّدين أن الأزهر يهدف الى تخريج شخصية متكاملة تتعلّم الدين الوسطى المعتدل ومُلِمَّة فى ذات الوقت بالعلم الدنيوى، مشيرين إلى أن الأزهر يواجه مؤامرات عالمية تستهدف إغلاقه والطعن فى مناهجه .
وبالرغم من عدم وجود دراسة أو إحصائية تشير لعدد المُلتحقين بالأزهر أو عدد المحوِّلين له من التعليم العام، إلا أن الكثير من الأخبار المنتشرة على المواقع المختلفة تشير إلى زيادة الإقبال على الالتحاق بالأزهر.
فقد شهد عام 2020 إقبالا ملحوظا فى الالتحاق بالمعاهد الأزهرية، حيث بلغ إجمالى عدد الطلاب المقبولين ذاك العام فى مرحلة رياض الأطفال 128 ألف طالب، 978 طالبا بزيادة 17 ألف و298 عن العام السابق، فى حين بلغ إجمالى عدد الطلاب المقبولين هذا العام فى الصف الأول الابتدائى 237 ألفا و520 طالبا و617 تلميذا عن العام السابق، كما لوحظ زيادة فى نسب تحويلات الطلاب من مدارس التربية والتعليم الى المعاهد الأزهرية.
من جانبه أشاد د. محمد رجب- أستاذ مساعد العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر بالديدامون بالشرقية- بهذه المبادرة لكنه تمنّى لو كانت تُدَشَّن باللغة العربية الفُصحى حتى تليق بالأزهر الشريف حِصن اللغة وحامى الشريعة، كما لو كانت “هلُمُّوا إلى الأزهر” أو “أطفالنا فى رعاية الأزهر”.
أضاف: الدراسة بالأزهر لها الكثير من المزايا، فمن ناحية المنهج الأزهرى ودوره فى بناء الإنسان الواعى والنهوض بالمجتمع، فالمنهج الذى يدرَّس يمثِّل الشريعة الإسلامية المعتدلة والسمْحة بكل معانيها ومشتقّاتها، فالأزهر يرسِّخ الوسطية ويحذِّر من العنف والتطرّف، فضلا عن كونه يحصِّن أبناءه من الوقوع فريسة لأفكار وتيارات العُنف والتدمير .
أشار إلى تنوّع التخصّصات بالأزهر ما بين شرعية ربّانية ولغوية تربطنا بلُغة القرآن الكريم، بالإضافة إلى العلوم الإنسانية والتطبيقية والعلمية. أضف إلى ذلك التخصّصات المُلْحقة حديثا بالجامعة والبرامج الخاصة مثل الذكاء الاصطناعى وغيرها .
ولفت د. رجب إلى أنه لا مكان فى الأزهر للدروس الخصوصية، فلا ضغوط على الطلاب وابتزازهم لإرغامهم على الدروس الخصوصية، كما نرى فى بعض المؤسّسات التى صارت ظاهرة مَرَضية تتجاوز القانون وتنزلق إلى دَرَكات الفساد، وإن وجدت فى الأزهر فتحكُمها رغبة الطالب المستقلّة فى المقام الأول، وفى الأغلب يقوم بها مدرِّسون من خارج المعهد الأزهرى، بما يحول دون وجود فرص فساد أو ابتزاز. فضلا عن أنها لا تكون إلا فى أضيق الحدود وخاصة تكون فى المواد العلمية مثل الفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات.
ردٌّ عملى
يتفق معه فى الرأى د. اسماعيل عبدالرازق- أستاذ مساعد الإعلام بجامعة الأزهر بالقاهرة- مؤكّدا دعمه وتعزيزه لهذه المبادرة الإيجابية التى تشير لاستعادة الأزهر مكانته فى نفوس المصريين ومكانته الرفيعة التى يتمتّع بها عند أغلب فئات المجتمع .
يضيف: هذه المبادرة الإيجابية تعتبر أكبر رَدٍّ على كل من يطعن فى الأزهر ويشكِّك فى رجاله ويصف مناهجه بما ليس فيها، ويحرّض الدولة ضدّه ويطالبها بعدم الإنفاق عليه، خاصة أولئك الذين يتربّعون على شاشات الفضائيات ولا يكفّون ليل نهار عن الطعن فى الأزهر والتطاول على شيوخه وتحميل مناهجه ما ليس فيها.
ويشدَّد على أن الدراسة بالأزهر تختلف عن أى مكان آخر فيكفى من يدرس بالأزهر أن يتعلّم أمور دينه من حلال وحرام، فضلا عن إلمامه بالمسائل الفقهية الدقيقة المتّفق عليها والمختلف فيها، فالأزهر يُخرِّج داعية طبيبا يعالج مرضاه برحمة وعلم، كما يخرِّج المهندس الداعية الذى يراعى ضميره ولا يغشّ ولا يسرق، وغير ذلك من المهن التى تفيد المجتمع وتساعد على بنائه ورُقِيَّه، فنحن فى أمسِّ الحاجة لتعليم أبنائنا تعاليم دينهم، بجانب تعليمهم العلوم الدنيوية، وهذا لن يتحقق إلا بالدراسة فى الأزهر.