اتخذت وزارة الأوقاف أشكالاً متعددة ومتنوعة في دعمها لأهل غزة الكرام وقضيتهم العادلة، إدراكا منها لرسالتها الدعوية والوطنية والإنسانية التي لا تنفصل عن رسالة الدولة المصرية، وكان من أبرز هذه الجهود تكثيف التوعية بالقضية الفلسطينية عبر المنابر الدعوية والندوات العلمية، لتبقى القضية حاضرة في وعي الأجيال جيلاً بعد جيل، مع ربط الناس بواجب النصرة والوفاء، إضافة إلى تخصيص الدعاء المستمر لأهل غزة في خطب الجمعة والدروس الدينية والدعوية، تأكيداً على أن فلسطين حاضرة في قلب المصري وفي وجدانه وفي عبادته، ونؤكد في كل مناسبة عامة على التأكيد على الموقف المصري الثابت، ومساندة الدولة المصرية في رفضها القاطع لأي مخططات لتهجير الشعب الفلسطيني أو لتصفية قضيته، وفي رفض كل صور الظلم المهول والقهر المرير والعدوان على غزة، بل على أي بقعة في الوطن العربي، مع الدعوة الدائمة للأشقاء الفلسطينيين إلى الثبات على أرضهم والتمسك بها، مهما كانت الآلام والتضحيات، لأن الأرض لا تُفرط ولا تُباع، ولأن الحقوق لا تسقط بالتقادم.
ولا نمل من التأكيد على أن الحل العادل والوحيد للقضية الفلسطينية لن يكون إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الموقف الذي لم يتبدل أو يتغير، بل يعاد تأكيده في كل منبر وكل محفل، محلياً كان أو إقليمياً أو دولياً من القيادة السياسية وبدعم كامل من الشعب المصري، ويعكس هذا الموقف عمق الرؤية الاستراتيجية لمصر في التعامل مع هذه القضية، بوصفها قضية العرب والمسلمين جميعاً، بل قضية إنسانية عادلة.
وإن كل مصري يشعر بالاعتزاز والفخر بالموقف المصري الأشمّ حيال هذه القضية المصيرية، موقفٍ أثبت عبر التاريخ أنه لا يخضع لمساومات ولا يلين أمام ضغوط أو ابتزازات، بل يستند إلى مبادئ راسخة وقيم إنسانية ودينية عليا، فالتاريخ شاهد أمين على أن مصر كانت دائماً في طليعة المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، والحق ساطع لا يُحجب مهما حاولت قوى الباطل إخفاءه، والله سبحانه وتعالى خير الشاهدين على صدق النوايا وصواب المواقف.
ولم يقف الدعم المصري عند حد المواقف السياسية والدبلوماسية فحسب، بل تجلى كذلك في ميادين العطاء الإنساني والخيري، إذ جاء التقرير العالمي للعطاء لعام 2025 ليؤكد هذه الحقيقة الراسخة، حيث وضع مصر ضمن الدول الأكثر سخاءً في التبرع والتطوع، مسجلة معدلات مرتفعة في نسبة الدخل الموجه للعطاء والعمل الخيري، وهذا لا يعكس حجم المشاركة فحسب، بل يبرهن على القيم المتجذرة في وجدان الشعب المصري، وتجذره في ثقافة البذل والعطاء، واستجابته الفورية لكل مبادرات الخير والإغاثة، فضلاً عن وعيه الراشد بقضايا التنمية في الداخل وقضايا الحق والعدل في الخارج.
إن موقف الدولة المصرية، متمثلة في القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس ومؤسسات الدولة الراسخة وشعبها العظيم، سيظل موضع إكبار من كل منصف، وباعث ردع لكل معتدٍ ومُرجف، وسيبقى واجب الأخوة والإنسانية والدين والوعي متصلاً بقوة تجاه قضايا الحق والعدل، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.