د. أحمد أبو طالب: السيرة النبوية مليئة بنماذج رعاية الضعفاء
الشيخ خالد راضي: الاهتمام بالفئات المستضعفة يجعلهم أسوياء منتجين
أدار الندوة: جمال سالم
تابعها: محمد الساعاتى
أكد العلماء المشاركون فى الندوة التى أقيمت بمسجد نصر الدين بالجيزة، بالتعاون بين عقيدتي ووزارة الأوقاف، برعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، تحت عنوان:” مناهج النبي صلى الله عليه وسلم في رعاية الضعفاء.. كفالة اليتيم نموذجًا”، أن الإسلام يحرص على رعاية الفئات المستضعفة على عكس الحضارات المادية التي تنظر إليهم على أنهم عبء يجب التخلص منه.
حذروا من غياب التنشئة الدينية للأجيال الجديدة في العطف على المستضعفين وخاصة الأيتام مما يؤدي إلى مشكلات اجتماعية. وطالبوا بتوعية الأجيال بالسيرة النبوية وكيفية تعامل الرسول مع المستضعفين وخاصة الأيتام، حضر الندوة الشيخ خالد بركات، خطيب المسجد.
أكد الزميل جمال سالم، مدير تحرير عقيدتى، أن النبي هو “اليتيم الأول” في الإسلام، فقد أباه قبل ولادته، وفقد أمه في سن مبكرة، وعاش اليتم بكل معانيه، مما منحه تجربة واقعية عاشها ويفهم مرارة الفقدان والحاجة للعطف والرعاية، ولهذا فقد اهتم بكل الفئات المستضعفة وخاصة الأيتام حتى أنه جعل كفالة اليتيم من أعظم الأعمال التي تُقرّب العبد من الله، وجعل كافل اليتيم رفيقًا له في الجنة، ودعا المؤمنين للاهتمام بالأيتام ورعايتهم كالأب الحنون، فاليتم ابتلاء يُحرم فيه الطفل من الدفء والحنان والرعاية الأبوية، ويشمل حق اليتيم في الإسلام الحفاظ على ماله وتنميته وعدم الأخذ منه إلا بحق، إلى جانب الإحسان إليه ودعمه ماديًا ومعنويًا، وتوجيهه وتربيته على الأخلاق.

رعاية متكاملة
أكد د. أحمد أبو طالب، مدير الدعوة بأوقاف الجيزة، أن الإسلام حث أتباعه على التفاني في خدمة الآخرين بإخلاص لوجه الله حتى ينال الثواب العظيم، بل جعل خير الناس أنفعهم للناس، وأختص اليتيم، وهو الطفل الذي فقد والده قبل أن يبلغ سن الرشد، برعاية خاصة لأن الأب عمود الأسرة والمسئول الأول عن رعاية الطفل وحمايته، وفقدان الأب يُدخل الطفل في حالة ضعف وحاجة للرعاية المادية والمعنوية، واليتيم هو من فقد والده وهو دون البلوغ، فإذا بلغ سن الرشد لم يعد يُعتبر يتيمًا شرعًا، وقد اهتم الإسلام بكل الفئات المستضعفة اهتمامًا كبيرًا وخاصة اليتيم حيث جعل كفالته ورعايته من أعظم القربات إلى الله، حيث نصت النصوص الشرعية على ضرورة الإحسان إليه وحفظ حقوقه، فقال تعالى:” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلۡيَتَٰمَىٰ قُلۡ إِصۡلَاحٞ لَّهُمۡ خَيۡرٞ”، مما يعكس ضرورة العناية بمصلحة اليتيم في كل جانب من حياته، هذه الرؤية تجعل الإسلام دينًا شاملًا يرعى المحتاجين والأكثر ضعفًا، ليضمن لهم حياة كريمة ومستقبلًا مستقرًا.
مكانة خاصة
أشار إلى أن الدين الإسلامي خص اليتيم بمكانة خاصة ورفيعة، فكرّمه وأمر بالإحسان إليه، ووعد الله تعالى كافله بأجر عظيم في الدنيا والآخرة، فكان من أبواب الخير التي ينال بها العبد السعادة في الدنيا والتكريم في الآخرة، قال تعالى في كفالة اليتيم ورعايته:” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ”، ويُستخدم مفهوم رعاية اليتيم للإشارة إلى جميع الأفعال والأقوال التي تتصل بالإحسان إليه، وحفظ حقوقه وماله، وتنشئته على دين الله، وهذه الرعاية لا تقتصر على تقديم المأكل والمشرب، بل كلمة الإحسان تشمل دلالة أوسع على مستوى الفعل والقول معًا، فالإسلام يُحرّم قهره أو التعدي عليه وعلى حقوقه بجميع أشكالها، ويحث على تربيته على القيم والأخلاق الفاضلة، وتعويضه بالقدر الكافي عما فقده من الحب والحنان بموت أبيه، مع توجيهه بالشكل السليم وتعديل سلوكه باتجاه الاستقامة، وردعه عن الخطأ والانحراف، قال رسول الله:” أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كَهاتين، وأشارَ بأصبُعَيْهِ يعني: السَّبَّابةَ والوسطى”، وأوصى رسولنا الكريم باليتيم في أكثر من عشرة أحاديث مما يؤكد المكانة الرفيعة لمن يكفله، وبالمقابل حذّر من أكل حقوقه وعواقبه، ولست مبالغًا إذا قلت إن الإحسان إلى اليتامى سببٌ للنجاة من أهوال القيامة وكرباتها الشديدة، لقوله تعالى:” فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ. فَكُّ رَقَبَةٍ. أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ. أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ. ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ. أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ”.
أوضح د. ابو طالب أن الله كرَّم كافل اليتيم، ووعده بالرزق والمغفرة، وجاء تأكيده في كلام رسولنا الكريم الذي وعد من يكفل يتيمًا بالعديد من الخصال والفضائل والمنزلة الرفيعة، فكما حث الإسلام على الزكاة والصلاة والشعائر الإسلامية التي توصل صاحبها للخير والجنة، خص أيضًا اليتيم وكافله ومن يرعاه بخصال كبيرة فأمر بالإحسان إليه، ونهى عن أكل حقوقه وحذّر منها؛ فكان أكل مال اليتيم أحد الموبقات السبع التي أمر الرسول الكريم بتجنبها، ونهى الله عنها في قوله تعالى: “وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ”، وليس هذا فقط بل ذكر القرآن الكريم اليتيم في ثلاثة عشر موضعًا، ووعد الله كافله بأجر عظيم في الدنيا والآخرة، بل جعل كفالة اليتيم من صفات الأبرار والمتقين فقال تعالى:” لَّیۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ وَٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینَ”، وأنكر الله تعالى في القرآن الكريم سلوك من يسيء إلى اليتيم، وينتقص من كرامته، وربط ذلك بالدين، وبيّن أهمية رعايته وحفظ حقوقه فقال:” أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ. فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ. وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ”، كما جاء ذكر اليتيم في القرآن الكريم في معرض الحديث عن أركان الإيمان، لتكون دلالة على أهمية البر به وحسن معاملته، فقال تعالى:” لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ”.
وأنهى د. أبو طالب كلامه بعرض إنصاف الرسول لليتيم فقد كان يجلس وسط أصحابه عندما دخل عليه فتى قائلًا:” يَا رَسُولَ اللهِ: إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً، وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا، فَأْمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِي حَتَّى أُقِيمَ حَائِطِي بِهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: (أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ) فَأَبَى. فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي – أي بستاني الذي به ستمائة نخلة-، فَفَعَلَ، فَأَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ له: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي، قَالَ: فَاجْعَلْهَا لَهُ، فَقَدْ أَعْطَيْتُكَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: (كَمْ مِنْ عِذْقٍ رَدَاحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ) قَالَهَا مِرَارًا. فَأَتَى أَبُو الدَّحْدَاحِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ امْرَأَتَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ، فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَتْ: رَبِحَ الْبَيْعُ”.
ضوابط شرعية
أكد الشيخ خالد راضي، مسئول المساجد بأوقاف الجيزة، أن هناك إيجابيات كثيرة لرعاية الضعفاء عامة، والأيتام خاصة على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة، فقد حث ديننا الحنيف على بناء مجتمع قوي متماسك بأفراده الذي يمثل اليتيم شريحة منه، ولرعايته وكفالته الكثير من المكاسب لليتيم نفسه وللمجتمع إذا تمت تنشئته تنشئة سليمة على جوهر الإسلام والقيم والعادات الصحيحة، ولهذا لم يغفل ديننا أهمية الدعوة لكفالة اليتيم في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تؤكد المعاملة الحسنة والاحتضان لليتيم، وبشَّر بالخير والرزق والرضا والرفقة للنبي في الجنة لمن يكفله بالحسنى، ويتحمل علماء الأمة والمؤسسات المجتمعية مسئولية التوعية بأهمية رعاية اليتيم، ونشأة الطفل نشأة طبيعية، تتحقق فيها العدالة المجتمعية القائمة على التضامن والترابط بين أفراد المجتمع، وأكد ربنا أهمية الإحسان لليتيم والرحمة، فقال:” وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ…”، وأكد ضرورة التربية الصالحة القويمة في المجتمع، ورسولنا “أبو الأيتام” فقال تعالى:” أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ”، ونبه القرآن لأهمية حفظ حقوق ومال اليتيم، فقال تعالى:” وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا”، وارتبطت الآية السابقة الدالة على حفظ أموال الأيتام ثم دفعها لهم بعد رشدهم بما قبلها من الآيات في سورة النساء التي تأمر بوجوب تقوى الله.
وأشار إلى هناك العديد من الأحاديث الصحيحة تحث على رعاية “اليتيم” فقال النبي:” السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ”، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:” أتَى النَّبيَّ رجلٌ يشكو قسوةَ قلبِه قال أتحِبُّ أن يلينَ قلبُك وتُدرِكُ حاجتَك ارحَمِ اليتيمَ وامسَحْ رأسَه وأطعِمه من طعامِك يلِنْ قلبُك وتُدرِكْ حاجتَك”، قال في حديث آخر:” مَنْ مسَحَ رأسَ يتيمٍ، لَمْ يمسَحْهُ إلَّا للَّهِ، كانَ لهُ بكلِّ شعرةٍ تَمَسُّ عليْها يدُهُ حسناتٌ، ومَنْ أحسَنَ إلى يتيمةٍ أو يتيمٍ عِندَهُ، كُنتُ أنا وهُوَ في الجنَّةِ كهاتَيْنِ، وقرَنَ بَينَ إصبعَيْهِ، ونبه الرسول لعواقب أكل مال اليتيم، فقال:” اجتَنِبوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ. قيل: يا رَسولَ اللهِ، وما هُنَّ؟ قال: الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقَتْلُ النَّفسِ التي حرَّم اللهُ إلَّا بالحَقِّ، وأكْلُ الرِّبا، وأكْلُ مالِ اليَتيمِ، والتوَلِّي يومَ الزَّحفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ المُؤمِناتِ”.
وأوضح أنه تتعدد أنواع رعاية اليتيم وكفالته، وتقوم بعدة أشكال، أعلاها وأحسنها في اعتباره جزءًا من أسرتك، فاحتضانه ودمجه بين أطفالك وجعله واحدًا من الأسرة التي ستعوضه عما فقده وما يعانيه من حرمان وحنان، فيعيش ضمن الأسرة كأنه فرد منها، لا يشعر بالفقد ويعامل بالمثل كباقي أولادها، ويكون هذا حتى يبلغ الطفل، وهذا النوع الذي كان شائعًا في زمن صحابة الرسول الكريم، أما الشكل الثاني لرعاية اليتيم، فتكون بالإنفاق عليه ضمن أسرته الأساسية، من خلال تلبية متطلباته في المجتمع الذي يعيش فيه، عبر نفقة أو كفالة تكون سندًا له في مواجهة خطوب الحياة عبر المنظمات أو الجمعيات الخيرية أو الأشخاص أنفسهم وهو الشائع في زماننا الحاضر، ومن أشكال رعاية اليتيم المساهمة ماليًا من خلال دفع مبلغ مالي على سبيل المثال لدور الأيتام التي تتولى رعاية الأيتام وتنشئتهم ضمن برامج موحدة في مدارس أو جمعيات أو مراكز مخصصة تعتمد على الدعم الذي يصلها لتقديم الرعاية لهؤلاء الأيتام على كافة الأصعدة سواء المأكل والملبس والتعليم والتربية وغير ذلك، ومن أبرز أشكال رعاية اليتيم احتضانه عاطفيًا وتعويضه عن الحب والعاطفة التي فقدها بخسارة أبيه ولا سيما في سن صغيرة، ويأتي على هيئة دعم نفسي، لاسيما في الأزمات والكوارث، ليتمكن اليتيم من تجاوز الواقع الذي عايشه من فقد وحرمان، ويستطيع إعادة بناء شخصيته ويكون قادرًا على تجاوز الصعاب مستقبلًا بنفسه من خلال التعليم والرعاية النفسية والاجتماعية والدعم المالي والتربوي، لتمكين الأيتام ليصبحوا أفرادًا منتجين ومؤثرين في مجتمعهم، ورغم أنه لم يُذكر اليتيم بشكل صريح من المستحقين للزكاة، فأموال الزكاة لها مصاريف محددة، تكون للفقراء والمساكين والعاملين عليها وابن السبيل، من خصهم الله تعالى بقوله:” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”، إلا أنه قد يكون واحدًا من هؤلاء (فقيرًا أو مسكينًا..)، فيجوز دفع الزكاة له، ولكن إن ميسورًا غنيًا مكتفيًا، فعندئذٍ يخرج من مستحقي الزكاة، لأن بعض الناس يظن أن اليتيم له حق من الزكاة على كل حال، وليس كذلك فإن اليتيم ليس من جهات استحقاق أخذ الزكاة، ولا حق لليتيم في الزكاة إلا أن يكون من أصناف الزكاة الثمانية، أما مجرد أنه يتيم فقد يكون غنيًّا لا يحتاج إلى زكاة.
وأنهى الشيخ خالد كلامه داعيًا الأجيال الجديدة إلى قراءة السيرة النبوية لتأمل ما فيها من عطفه صلى الله عليه وسلم على الضعفاء عامة والأيتام خاصة، فهو القدوة والمثل الأعلى لنا، لقوله تعالى:” لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”، وقوله:”… وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”.





























