ها نحن نستقبل عامًا جديدًا يحمل بين طيّاته بشائر الأمل وتجدّد الطموحات، وهكذا تمضي بنا الحياة بين وداع واستقبال، حتى يقضي الله أمره في عباده، وفي هذا العام المرتَقب نتطلّع إلى ارتقاء في الأخلاق، ورُقي في السلوك، وسُمو في الهِمم، إذ بالعلم تُبنَى الأمم، وتُرفع مكانتها عند الله أولًا، ثم بين الناس ثانيًا، قال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11].
وفي ظل ما نشهده من انطلاقة مباركة تسعى بها الدولة المصرية لتطوير التعليم، أتوجّه بخطابي إلى صنَّاع الأجيال ومشاعل النور من المُربِّين والمُربِّيات: أنتم من ائتمنكم الله على عقول أبنائنا وقلوبهم، وأنتم النبراس الذي يضيء دروبهم نحو المعالي، فلتكن علومكم نافعة، جامعة بين خيري الدنيا والآخرة، ولتغرسوا فيهم الإيمان مع العلم، والخُلُق مع المعرفة،
كما أهمس بكلمة محبّة في آذان أولياء الأمور الكرام: كونوا قدوة لأبنائكم في طلب العلم والعمل به، واغرسوا في قلوبهم حبّ المعرفة، وإجلال العلماء والمعلّمات، واحترامهم وتوقيرهم، ولنعلِّم أبناءنا الأدب قبل العلم، ولنحرص على أن يكون القرآن الكريم رفيقهم في مسيرتهم، فهو أشرف العلوم، وبه تستقيم سائر المعارف وتُضبط بميزان الأمانة.
وأخيرًا*، إلى أبنائنا الطلبة الأحبَّة: جدِّدوا عزائمكم، واصبروا وصابروا، واحتسبوا جهدكم عند الله. واعلموا أن الغايات النبيلة لا تُنال بالأماني، وإنما تُدرك بالعمل والاجتهاد مع صدق التوكّل على الله؛ فمن توكّل على الله كفاه، ومن أخذ الله بيده يسَّر له طريق الخير، وفتح له أبوابه.