عندما خلق الله تعالي آدم (عليه السلام) ميَّزَه عن الملائكة بالعلم قال تعالى: (وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِي بِأَسۡمَآءِ هَٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ (31)
فكانت نفحةَ العليم لخليفته في الأرض بعد نَفْخِ الروحِ في الجسد هي “العلم”، وكأن العلمَ روحُ العقل وأساس الحياة.
ونري تدرُّج الإنسان في كل حِقبة من الزمان يتميّز بالعلم ومعرفة الكتابة، فهذه عصور ما قبل التاريخ قبل معرفة الكتابة (العصر الحجري، العصر البرونزي،…) وعصور ما بعد التاريخ وهو عصر معرفة الكتابة، تسجل أحداثاً لنري عصوراً مضي عليها آلاف السنين وكأننا نراها رَأْيَ العين.
ثم تحمل المناهج السماوية رسائل لأهل الأرض ليجعلوا العلم غاية ووسيلة لنقرأ كتاب الله المسطور علي أيدي رسله، ونقرأ كتاب الله المنظور في كونه الفسيح لندرك وجود الإله الواحد فنؤمن به ونمتثل لأوامره ونعمِّر الأرض.
فكان أول نداء من ربّ العالمين لرسوله الكريم (اقرأ)
فيا أمّة اقرأ! يا خير أمّة أخرجت للناس! هل ما زال العلم يرفعنا درجات؟! يقول تعالي: (يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ).
وهذا العلم الذي اقترن بالإيمان هو العلم المُرَبِّي الذي يبني العقول ويُورِّث الأخلاق ويصون الجوارح
فكم نحتاج إلى مُعلّمٍ مُرَبٍّي، وأسرة واعية يخرج من أصلابها طالب يتحلّي بحلية طالب العلم قبل أن يجلس بين يدي معلّمه، ومؤسسات تنهض بالجيل ويكون هذا هو الهدف والغاية.
نتشارك ولا نتعارك، ولا نُلقي باللوم على الطرف الآخر فتضيع الأجيال في الصراعات، فلا صوت يعلو علي صوت الحق (بناء الإنسان).
فلنكن كياناً واحدا مثَلُنا كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عُضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي فتعود أمّتنا خير أمّة أخرجت للناس.
ولنُعلنَها جميعاً مع بداية العام الدراسي الجديد. بداية جديدة، وعهد جديد مع العلم .
فالعلم ميراث الأنبياء من أخذه أخذ بِحظٍ وَافر. مُعلّمٌ، ومُتعلّمٌ، ومعينٌ علي العلمِ.