منذ شهرين تحديدا جاءتنى رسالة تحمل بين جنباتها كل معانى الظلم والتعنت، فهناك من يشغل منصبا كبيرا جاء أحدهم إليه بوشاية كاذبة عن سيدة، عارية تماما من الصحة، وبدلا من أن يحقق فيها ويتثبت من الحقيقة أصدر قرارا ظالما مجحفا على الفور بوقف هذه السيدة عن أداء عملها الذى هو أصلا خالصا لوجه الله لا تتقاضى عنه أجرا ولا تريد شيئآ إلا رضاء الرحمن، وباتت هذه السيدة تدعو ليلا ونهارا الله سبحانه وتعالى أن يرد لها حقها ممن ظلمها وكذلك ممن سكتوا عن قول الحقيقة ولم يدافعوا عنها، وفى كل يوم يزداد دعاؤها وهى تناجى الله أن يرد لها اعتبارها، وسبحان الله بالأمس القريب انتشرت وشاية ظالمة على نفس المسئول ظلما وافتراء عليه، فما كان منه إلا أن استنكر بشدة من يرمون الناس بالباطل دون التحقق من صحة الأمر! هل هذا هو العدل؟! إذا أنت لم تتحقق من الوشاية الأولى لإحدى رعاياك وكان من الأحرى بك أن تحقق فى الأمر وترد لكل ذى حق حقه، أليس من العدل أن تنصر المظلوم وتأخذ بيديه حتى لا يبات مهموما أو متألما؟! لكننا رفعنا الأمر إلى عدالة السماء وأصبحنا فى كل يوم ندعو على من ظلمنا، وقد جاءت عدالة السماء لتقول: كما تدين تدان؛ ولأنى أعلم أن ما عند الله لا يضيع أبدآ فلا تحزنوا أبدآ (فعند الله تجتمع الخصوم) وسنأخذ حقوقنا كاملة إن لم تكن فى الدنيا فهناك يوم الوقوف بين يدى الديان الذى لا يغفل ولا ينام، نم قرير العين إن استطعت يا من تظلم وتقهر الناس وأنت تعلم، حاول أن تعيش فى سلام وهناك من يلجأ إلى الله فى كل ليلة أن يقتص منك، ووالله ما هى إلا أيام وسيأخذ كل ذى حق حقه، أيها الناس لا تغتروا بالمناصب ولا بالأموال ولا بالصحة، فدعوة واحدة صادقة من مظلوم كفيلة بأن تطيح بكل ظالم هو ومن يعاونوه على الظلم أو حتى سكتوا، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، لذا أقول لكل ظالم ومتجبر ولا يخشى نظر الله إليه: (لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا، فالظلم ترجع عقباه إلى الندم، تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم)، نم إن استطعت واعلم أن عناية الله بالمظلوم شديدة وهى من تحرصه.
وأقول لكل من يظلم أو يساعد على الظلم: {وَٱتَّقُوا۟ یَوۡمࣰا تُرۡجَعُونَ فِیهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ} أرآيتم بأنفسكم كيف ترجع الحقوق لأصحابها! فكما صدقتم وشاية كاذبة ظالمة عن الغير فقد ردها الله لكم وجاء من افترى عليكم بوشاية ظالمة، لذا لكل من يشغل منصبا كبيرا: احذروا فالمناصب لا تدوم وعند الله تجتمع الخصوم.