الأزهر ونقابة التشكيليين يلتقيان لدعم مواهب الأطفال
“اصنع أخضر”.. منصة لاكتشاف ورعاية المواهب
متابعة_ محمد لملوم
انطلقت أولى فعاليات المعرض الفني للطفل المبدع بالقاعة المستديرة في نقابة الفنانين التشكيليين بدار الأوبرا المصرية، في مشهد جمع بين البهجة والإبداع، تحت شعار “إبداع– ريادة– استدامة”.
المبادرة أطلقتها الفنانة التشكيلية د. عائشة بدوي، مؤسِسة مبادرة “اصنع أخضر”، فتحت الباب أمام 40 طفلًا من مختلف محافظات الجمهورية ليعرضوا نحو 100 عمل فني متنوع، حمل بصمات براءة الطفولة وعمق الخيال الفني، من لوحات لشخصيات مؤثرة ومناظر طبيعية وزهور وحيوانات، وصولًا إلى مجسمات وأعمال ابتكارية قائمة على إعادة التدوير.
يأتي المعرض برعاية الأزهر، في خطوة تؤكد التقاء الفن بالرسالة التربوية والإنسانية، وتبرز حرص المؤسسة العريقة على دعم الموهوبين الصغار ورعاية قدراتهم، بما يعزز من ثقافة الإبداع والوعي البيئي، ويجعل الفن جسراً نحو مستقبل أكثر استدامة.
حضور رسمي
شهد حفل الافتتاح حضوراً فنياً ورسمياً لافتاً؛ تَقَدمه الفنان طارق الكومي نقيب الفنانين التشكيليين، د. عصام القاضي رئيس قطاع مدن البعوث الإسلامية بالأزهر، د. إيهاب الطوخي أستاذ الفنون التشكيلية بكلية الفنون ومسئول لجنة المعارض بالنقابة، العميد محمد حسين، الفنان أحمد يحيى، إلى جانب القوميسير العام للمعرض د. عائشة بدوي.
جولة فنية
عقب الافتتاح قام الفنان طارق الكومي، ود. إيهاب الطوخي بجولة في أروقة المعرض، حيث تفاعلا مع الأطفال وناقشاهم حول إبداعاتهم وقدما لهم التوجيهات الفنية. وتنوعت الأعمال بين لوحات لعلماء ومشاهير، ومناظر طبيعية وحيوانات وزهور وأعمال فرعونية، فضلًا عن تصميمات مجسمة لمنازل وأشجار عكست خيال الأطفال وطاقاتهم.
براعم الفن
قال الفنان الكومي: إن المعرض يرسخ فكرة رعاية براعم الفن التشكيلي الذين يمثلون أمل المستقبل، مؤكداً أن النقابة تولي اهتماماً خاصاً بهذه المواهب الصغيرة التي تتراوح أعمارها بين 5 و 16 سنة. وأن النقابة تدعم باستمرار معارض الأطفال وذوي الهمم، باعتبار الفن وسيلة علاجية مهمة، موضحاً أن لديهم استراتيجية واضحة لتعزيز قدرات الناشئة.
أشار إلى الدور الكبير للأزهر في دعم هذه المبادرات، موضحاً أن هذا هو التعاون الثاني مع النقابة في مجال معارض الأطفال، معتبراً أن نجاح هذه التجارب يعود إلى خبرة وجهود القائمين عليها.
رعاية المواهب
من جانبه، قال د. إيهاب الطوخي: إن الأعمال المقدمة منطقية وجيدة للغاية، معتبراً أن مشاركة الأطفال إنجاز مهم في حد ذاته. مؤكداً أن النقابة تلعب دوراً محورياً في رعاية المواهب الصغيرة وذوي الهمم، مشيداً بالتعاون بين النقابة والأزهر باعتباره نموذجاً مجتمعياً متميزاً.
وأضاف: أن عدداً كبيراً من الأعمال اتسم برقي الأسلوب وتناسق الألوان، لافتاً إلى توجيه الأطفال للابتعاد عن النقل الحرفي، وتشجيعهم على الرسم من الطبيعة الحية بهدف تطوير ذاكرتهم البصرية وصقل إبداعهم.
أبعاد إنسانية
أما د. عصام القاضي فأكد أن المبادرة تحمل أبعاداً إنسانية وثقافية مهمة، قائلًا “المبادرة الكريمة “اصنع أخضر” تهدف إلى توجيه أبنائنا نحو اللون الأخضر الذي يرمز للحياة. وقدم 40 طفلًا من مختلف أنحاء الجمهورية أعمالهم بجهود ذاتية تعكس وعيهم وفهمهم لأهداف المبادرة.”
أضاف: أن المشاركة في مثل هذه الفعاليات تساهم في رفع ثقافة الأطفال وتنمية قدراتهم الفنية، مشيراً إلى اهتمام الأزهر بالفن ودوره في دعم خطة التنمية المستدامة. وكشف أن هناك لجنة رسمية تابعة لمكتب فضيلة د. محمد الضوينى وكيل الأزهر تختص بالابتكار وريادة الأعمال، تعمل تحت إشرافه بالتعاون مع د. عائشة بدوي، لدعم الطلاب في مختلف المجالات.
واختتم بالتأكيد على أن الأزهر مؤسسة وطنية رائدة تدعم كل الأفكار والمشاريع التي تخدم المجتمع وتنمي قدرات الشباب.
رؤية المبادرة
من جانبها، قالت د. عائشة بدوي، إن المعرض يمثل منصة لاكتشاف ودعم الأطفال الموهوبين وإبراز مواهبهم في المجتمع، مؤكدة أن الأطفال عبّروا بلوحاتهم ومجسماتهم عن أحلامهم وحلولهم للمشاكل البيئية عبر إعادة التدوير بشكل ابتكاري وإنتاجي.
وأوضحت أن المعرض هو الأول من نوعه للأطفال المبدعين، حيث يركز على الإبداع وريادة الأعمال، ويعزز ثقة الأطفال بأنفسهم ويطور شخصياتهم ومهاراتهم الإبداعية. مشيرة إلى أن انطلاق المعرض من نقابة الفنانين التشكيليين وبرعاية الأزهر يمنح الأطفال زخماً كبيراً، لافتة إلى حرص المبادرة على نشر أعمالهم عبر صفحتها التي يتابعها أكثر من 200 ألف.
تكريم المشاركين
وفي ختام الفعاليات، تم تكريم جميع الأطفال المشاركين ومنحهم شهادات تقدير لجهودهم وتحفيزاً لهم على مواصلة مشوارهم الإبداعي، في خطوة تعكس دعم المبادرة لمواهبهم وتشجيعهم على الاستمرار في تنمية قدراتهم الفنية.
امتداد سابق
يُعد المعرض امتداداً لرؤية مصر 2030، كما يمثل استكمالًا لمعرض “رائدات الاستدامة” الذي نظمته المبادرة سابقاً بمشاركة 26 فنانة تشكيلية قدمن أعمالًا في مجال إعادة التدوير.
ويهدف المعرض إلى تعزيز الوعي بالقضايا البيئية عبر الفن، ودعم الأطفال الموهوبين وتسليط الضوء على إبداعاتهم، إضافة إلى نشر ثقافة الاستدامة واكتشاف المبدعين وتطوير قدراتهم، وزيادة ثقتهم بأنفسهم وتنمية مهاراتهم.
واستعرض المعرض نحو 100 عمل فني ومجسم من إبداعات الأطفال، ليؤكد أن الفن يمكن أن يكون جسراً نحو الاستدامة والإبداع المجتمعي.