60 عملًا فنيًا تتألق في القاعة المستديرة بدار الأوبرا المصرية
الأزهر والفن يدعمان الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة
الحرف اليدوية والتراث يضيئان في إبداعات “اصنع أخضر”
إضافة نوعية للمشهد الثقافي.. ونموذج يُحتذى به لدعم هذه الفئات
اللوحات الفنية جسدت قصص كفاح وصمود وأحلام المشاركين
متابعة: محمد لملوم
في أجواء مفعمة بالحب والإبداع، احتضنت القاعة المستديرة بنقابة الفنانين التشكيليين بدار الأوبرا المصرية انطلاق فعاليات المعرض الفني الأول لذوي الهمم تحت شعار “لمسات صامدة”، والذي نظمته مبادرة “اصنع أخضر” برئاسة الفنانة التشكيلية الدكتورة عائشة بدوي، تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للغة الإشارة 23 سبتمبر.
شهدت الفعالية حضور نخبة من رموز الفكر والفن وعلماء الأزهر الشريف، حيث افتتح المعرض كل من: الفنان طارق الكومي، نقيب الفنانين التشكيليين، وفضيلة الدكتور محمود الهواري الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أيمن غنام مدير عام الشؤون المالية بمشيخة الأزهر، إلى جانب كوكبة من الفنانين بينهم مرفت السويفي، إيهاب الطوخي، محمد الصبان، محمد شحاتة، وبمشاركة قوميسير المعرض ومؤسس المبادرة، الدكتورة عائشة بدوي.
روح التحد
جاء المعرض تحت شعار “لمسات صامدة” ضمن المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان”، ليشكل محطة مهمة نحو دمج ذوي الهمم في المشهد الثقافي والمجتمعي.
وضم نحو 60 عملًا فنيًا تنوعت بين اللوحات التشكيلية والتصوير الضوئي، فضلًا عن أعمال متميزة في الحرف اليدوية التراثية مثل النسيج والنجارة، في رسالة واضحة مفادها أن الفن ليس مجرد أداة للتعبير، بل جسر يربط الماضي بالحاضر ويحافظ على الهوية الثقافية.
الدمج والتنمية
أكدت الدكتورة عائشة بدوي، مؤسس المبادرة، أن المعارض الفنية تمنح ذوي الهمم فرصة للتعبير عن أنفسهم بطرق مبتكرة، وتسهم في إبراز مواهبهم الاستثنائية. وقالت: “المعرض ليس مجرد منصة لعرض الأعمال، بل نافذة لإطلاق الطاقات الإبداعية الكامنة، وإثبات أن الفن قادر على كسر الحواجز وتغيير المفاهيم، بما يعزز الاستدامة ويحفظ التراث على يد أبناء مصر من ذوي الهمم”.
إشادة واسعة
حظي المعرض بإشادة كبيرة من الحضور الذين أكدوا أن تنظيم “لمسات صامدة” يمثل إضافة نوعية للمشهد الثقافي المصري، ونموذجًا يحتذى به في دعم وتمكين ذوي القدرات الخاصة.
وأشار الحضور إلى أن الأعمال الفنية المعروضة عكست مستوى عاليًا من الموهبة والوعي والإصرار، حيث جسّد المشاركون قضاياهم الإنسانية والاجتماعية والبيئية بأسلوب فني مؤثر.
كما أثنى الفنانون والضيوف الرسميون على جهود الدكتورة عائشة بدوي ومبادرة “اصنع أخضر” في توفير منصة حقيقية لدمج ذوي الهمم، مؤكدين أن مصر تزخر بمواهب مبدعة قادرة على التميز متى ما توفرت لها الرعاية والدعم.
تكريم وإبداع متجدد
في ختام الفعاليات، جرى تكريم جميع الفنانين المشاركين من ذوي الهمم، ومنحهم شهادات تقدير تعبيرًا عن الاعتزاز بإبداعهم وتحفيزًا لهم على مواصلة مشوارهم الفني. وقد جاءت لحظة التكريم لتضفي أجواءً من الفخر والفرح، مؤكدة رسالة المعرض في تعزيز دمج الموهوبين من أصحاب القدرات الخاصة داخل المجتمع.
رسالة إنسانية ومجتمعية
لم يكن المعرض مجرد حدث فني، بل حمل رسالة شاملة تهدف إلى تمكين ذوي الهمم وإبراز طاقاتهم، عبر دعمهم فنيًا وثقافيًا، وتعزيز الوعي البيئي من خلال أعمال قائمة على إعادة التدوير والاستدامة. كما ساهم في بناء الثقة وتنمية الشخصية لدى المشاركين، وتحسين حالتهم النفسية عبر دمجهم في أجواء من التقدير المجتمعي.
وأتاح المعرض الفرصة لاكتشاف مواهب جديدة من ذوي الإعاقة، والمساهمة في نشر الإبداع والحفاظ على التراث من خلال الحرف اليدوية التقليدية، بجانب تبادل الخبرات بين المشاركين والجمهور.
إبداع لا يعرف القيود
جسدت الأعمال المعروضة قصص كفاح وصمود المشاركين، فكانت كل لوحة وكل قطعة تراثية بمثابة رسالة حب وأمل واندماج، لتؤكد أن الإبداع لا يعرف قيودًا أو حدودًا، وأن الفن قادر على تجاوز العقبات وفتح آفاق جديدة لذوي الهمم في المجتمع.
“اصنع أخضر”
ويُعد معرض “لمسات صامدة” امتدادًا لنجاحات مبادرة “اصنع أخضر” التي تحظى بانتشار واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتابعها أكثر من 200 ألف شخص، في دلالة على تأثيرها المتنامي في المجتمع ودورها البارز في دعم قضايا الفن والتراث والاستدامة.
بهذا الحدث، يثبت ذوو الهمم أن قدراتهم وإبداعاتهم تمثل إضافة حقيقية للمشهد الثقافي المصري، وأن الفن كان وسيبقى أداة للتغيير الإيجابي وبناء مجتمع أكثر شمولًا وإنسانية.