اللواء محرم هلال: القلعة الصناعية المتنوعة.. ركيزة الجبهة المدنية والعسكرية
م. هيثم حسين: ٣٠ ألف فرصة عمل.. ضمن مبادرة الألف قائد
السفيرة مشيرة خطاب: الاعتراف الدولي بفلسطين.. ثمرة جهود مصر
حسام وهب الله
في حفل كبير وبحضور اللواء د. م. محرم هلال، رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، والسفيرة مشيرة خطاب، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، افتتحت مؤسسة عمال مصر برئاسة م. هيثم حسين قاعة د. عزيز صدقي للتدريب وتأهيل القيادات الصناعية ورواد الأعمال بمجمع عمال مصر الصناعي.
أعلن م. هيثم حسين، رئيس مجلس إدارة مجمع عمال مصر الصناعي، إطلاق مبادرة الألف قائد في الصناعة، مؤكدا أن افتتاح قاعة د. عزيز صدقي يأتي في إطار التزام منظومة مجمع عمال مصر الصناعي الاقتصادية بهدفين استراتيجيين رئيسيين هما: أولا: تأكيد دعم المنظومة للصناعة الوطنية من خلال الاستثمار في أهم مواردها وهو رأس المال البشري المتخصص والمؤهل.
ثانيا: تخليد ذكرى القيادات الوطنية العظيمة التي قدمت للوطن الكثير في أوقات صعبة والتي وضعت بصماتها الذهبية في تاريخ النهضة المصرية، فالدكتور عزيز صدقي ليس مجرد اسم في كتب التاريخ بل رمز حي لمن آمنوا بقدرة مصر على. قيادة العالم صناعيا واقتصاديا.

وسلط م. هيثم، الضوء على تفاصيل المبادرة، موضحاً إنها مبادرة طموحة تهدف إلى تخريج ألف قائد صناعي متخصص ليكونوا نواة لألف مشروع صناعي في الصناعات الوسيطة والمغذية بوصفها الصناعات التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد الصناعي المتكامل.
كما أعلن إطلاق مباديء الثورة الصناعية المصرية في العصر الحديث وهي: رؤية شاملة لتحقيق حلم ريادة مصر للعالم صناعيا واقتصاديا، مؤكدا ان المجموعة تضع على عاتقها العمل بجهد وإتقان للوصول إلى هذا الهدف حيث نؤمن بأن مصر بتاريخها العريق وشعبها المبدع وموقعها الاستراتيجي قادرة على استعادة مكانتها كقوة صناعية عالمية. معلناً عن توفير ٣٠ ألف فرصة عمل للشباب في القطاعات الصناعية المختلفة.
ذكرى نصر أكتوبر
من جانبه أكد اللواء محرم هلال، إن اختيار اسم رائد الصناعة د. عزيز صدقي صادف أهله، حيث كان، رحمه الله، أول وزير للصناعة في مصر وأول من أنشأ صناعة الحديد والصلب وكذلك صناعة النسيج والأسمدة والكثير من الصناعات التي نشأت ونهضت في عهده.
أضاف: لا ننسى أيضا دوره الكبير في التجهيز لحرب أكتوبر حيث كان له الفضل، بعد الله تعالى، في إبرام العديد من صفقات السلاح مع الجانب السوفيتي حتى بعد رحيل خبرائهم من مصر بداية عهد الرئيس الراحل أنور السادات. كما ساهم في دعم المصانع الحربية التي أمدت الجيش بالسلاح والذخيرة، وظهرت في عَهده عدة صناعات مثل الثلاجات والبوتاجازات، ومصانع الورق، فاستطاع القطاع الصناعي أن يقف على قدميه بعد نكسة ١٩٦٧م، ويستكمل مسيرة العمل، فتمت تعبئة الموارد لخدمة الجبهة العسكرية من حيث العتاد والمؤن.
كذلك ـ يضيف اللواء هلال ـ ساهمت القلعة الصناعية المتنوعة في خدمة الجبهة العسكرية، مثل مصانع الحديد والصلب والغزل والنسيج والمواد الغذائية. ما جعل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير- رُغم عدم مساندتهما ذلك الوقت- يشهدان بتماسُك الاقتصاد المصري عقب حرب ١٩٧٣م.
تحية لصناع التكريم
وأكدت السفيرة مشيرة خطاب، ضرورة إحياء ذكرى كبار رجال مصر الراحلين، موجهة التحية للمهندس هيثم حسين ومنظومة عمال مصر الصناعية الاقتصادية على الدور الكبير الذي تقوم به لإعداد شباب وكوادر مصرية مؤهلة للمساهمة في النهضة الصناعية والاقتصادية المصرية.
وقالت، إنها تود في هذه المناسبة توجيه التحية والتقدير للقيادة السياسية المصرية والقوات المسلحة المصرية بمناسبة الاحتفال بذكرى نصر السادس من اكتوبر 1973 التي تأتي هذا العام وقد نجحت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قيادة الجهود الدبلوماسية الدولية للاعتراف بدولة فلسطين حرة مستقلة، ولولا الجهد الدؤوب للرئيس السيسي لما كانت هذه التظاهرة العالمية للاعتراف بفلسطين مثلما رأينا الأيام الماضية.
عزيز صدقي
ولد عزيز صدقى 1 يوليو 1920، وتخرج في كلية الهندسة جامعة القاهرة “قسم العمارة” عام ١٩٤٤وحصل على الدكتوراه في التخطيط الإقليمى والتصنيع من جامعة هارفارد الأمريكية ١٩٥٠، وفى ١٩٥١عمل بوظيفة مدرس بكلية الهندسة، وعام ١٩٥٣ عين مستشاراً فنياً لرئيس الوزراء ومديراً عاماً لمشروع مديرية التحرير واختير وزيراً للصناعة ١٩٥٦ ليكون أول وزير صناعة مصرى، ثم نائباً لرئيس الوزراء للصناعة والثروة المعدنية ١٩٦٤، ثم مستشاراً لرئيس الجمهورية في شئون الإنتاج ١٩٦٦.
تقلد صدقى منصب وزير الصناعة والثروة المعدنية عام ١٩٦٨، وأصبح عضواً بمجلس الأمة ١٩٦٩ وعضواً بالمجلس الأعلى للدفاع المدنى ١٩٧٠، وعضواً باللجنة العليا للإعداد للمعركة ١٩٧٢، وفى مارس ١٩٧٢ عينه الرئيس أنور السادات رئيسا للوزراء، ثم مساعداً لرئيس الجمهورية ١٩٧٣ وكان له دور كبير في تحقيق النصر في أكتوبر ١٩٧٣. توفى ٢٥ يناير ٢٠٠٨ في العاصمة الفرنسية باريس عن عمر ناهز ٨٨ عاما.
كان له فضل في تأسيس قاعدة صناعية قوية ومتنوعة وبالأخص في مجال الصناعات الثقيلة في مصر كالسيارات والحديد والصلب والأسمنت وغيرها ، حيث كان عمره ٣٥ عاماً حينما اختاره جمال عبدالناصر وزيراً للصناعة في ١٩٥٦ ثم منحه الشعب لقب “أبوالصناعة المصرية”. هدف صدقى لمحو أكذوبة بأن مصر بلد زراعى فقط و نجح في تشييد قلعة الصناعة الوطنية ، وتم تخصيص مبلغ 12 مليون جنيه كأول ميزانية إجمالية للتصنيع فى مصر فى عهده ، لتشهد الصناعة المصرية طفرة تأسيسية مهمة ، وسعى لتشييد مئات المصانع بهدف الوصول لبناء ألف مصنع. وكان اول من وضع قانون تنظيم حماية المستهلك وأعطى الدولة حق التسعير وقت توليه وزارة الصناعة ، حتى لا يستغل صاحب المصنع احتياج السوق لمنتجه فيرفع السعر ، وعمل على نصرة العمال وتحسين ظروفهم.