كتبت- مروة غانم:
فى واقعة فريدة من نوعها، وخطوة استباقية لم تحدث من قبل داخل جامعة الأزهر، شهدت الجامعة تقدُّم د. محمد فكرى خضر- نائب فرع البنات- باستقالته من منصبه للإمام الأكبر د. أحمد الطيب- شيخ الأزهر- عبْر بيان نشره على صفحته الرسمية على فيس بوك .
ولم يعلن “د. خضر” عن سبب استقالته المفاجئة إلا قوله “حفاظا على سُمعتى وسُمعة أُسرتى الكريمة” و”نظرا لما يتم تداوله على مواقع التواصل من إساءة لشخصى وافتراءات كاذبة ليس لها أى أساس من الصحَّة”، مُعربًا عن شكره وامتنانه لفضيلة الإمام الأكبر وثقته فى تعيينه نائبا لرئيس الجامعة لمدة أربع سنوات متتالية ثم تجديد الثقة له منذ عدّة أشهر.
اللافت للنظر فى البيان الذى نشره “د. خضر” أنه تقدَّم بالشُكر لشيخ الأزهر وزملائه نواب رئيس الجامعة ومدير عام الجامعة وأمينها العام وعمداء الكليات وكل من عمل معهم، لكنه لم يشكر د. سلامة داوود- رئيس الجامعة- والذى يُعتبر رئيسه المباشر والذى لا يمُر يوم إلا ويلتقي به ويتناقشا سويا فى كافة الأمور والقضايا المتعلّقة بالجامعة! وهذا شيء غير معتاد ويثير الشكوك ويجعلنا نفكِّر فى بعض الأخبار التى نُشرت على السوشيال ميديا وتُلَمِّح لوجود ثمَّة خلافات بينهما، فقد نُشر على إحدى الصفحات أن د. سلامة منعه من حضور مجلس الجامعة! كما منعه من التوقيع على “البوستة اليومية”! هذا فضلا عن ضغط رئيس الجامعة عليه لتقديم استقالته، كما جاء فى الخبر (والعُهدة على الرّاوي)!
من جانبا تواصلنا مع بعض مصادرنا داخل إدارة الجامعة للوقوف على حقيقة الاستقالة ومُلابساتها وتأكّدنا من صحّتها وأنها على مكتب شيخ الأزهر من يوم الخميس الماضى، وانقسمت مصادرنا إلى فريقين: الأول تحفَّظ فى الكلام مكتفيًا بأن الاستقالة صحيحة لكنها غير مسبَّبة ولا يعلم شيئا عن ملابساتها! أما الثانى فأكَّد بأن الكثير مما نُشر على السوشيال ميديا بخصوص بعض مخالَفات نائب فرع البنات صحيحة! مشيرين إلى ورود شكاوى كثيرة من طالبات وأعضاء هيئة التدريس لرئيس الجامعة من النائب .
وإحقاقا للحق فالدكتور خضر كان يتمتّع ويحظى بشعبية كبيرة داخل فرع البنات، فقد كان دائم الدعم لكليات الفرع النظرية والعملية على حدٍّ سواء بشهادة عميدات الكليات والمنتسبات لها، كما كان دائم الحضور فى كل الفعاليات والمؤتمرات التى تنظّمها الكليات والأقسام المختلفة، فضلا عن تذليله لكافّة العقبات التى تواجه الكليات.