مع كل بداية جديدة يجب علينا أن نقف وقفة سير نعيد فيها ترتيب أوراقنا، قد تكون بداية عام جديد أو بداية سنة دراسية أو الالتحاق بعمل جديد، وأيًّا كانت البداية فيجب التحدّث إلى نفسك بواقعية كي تُحدِّد إمكاناتك وتحصر الفرص المتاحة لك وتعظِّمها لأنه من عادة النفس أن تنشغل بالمفقود ولا تهتم إلى الموجود، مع أن هذا الموجود هو طوق النجاة والباب المفتوح للسعي والرزق وتحقيق الذات. ولكنه من تلبيس إبليس أن يُزَهِّدَك فيما تستطيع ويعلِّق قلبك بما لا تستطيع! فيجعلك أسير التمنِّي ضعيف الهمِّة لا ترى إلا ما حُرِمت منه! بينما الأمل كلّ الأمل في المتاح فهو بؤرة النور التي يحجبها الشيطان عنك فيقعدك ويلهيك “إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” بينما المؤمن الحقّ هو من يتنبَّه لتلبيس إبليس ويجاهد نفسه التي تميل إلى الخمول فينتفض باحثاً عن كل فرصة سانحة فيجتهد بها وكأنّها دنياه كلّها فيضع الأهداف ويرسِم الخطط ويُحسن الظنَّ بالله ويتحلَّى بتقوى الله “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ” فتأتي بعدها الفتوحات وتزداد الفرص وتنفتح أبواب جديدة وتستمر النجاحات. وعندما ينظر إلى الوراء يجد أن ما حقّقه لم يكن إلا بسبب الخطوة الأولى التي أخذها ولم يركَن إلى الراحة. الأبواب المُغلقة ليست طريقك والمفقود خارج دائرة استطاعتك “عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ”، لك فقط أن تَنفُذ من الثقب المضيء حتى تنفتح الأبواب.