قليل من عباد الله الذين يعطيهم الله القدرة على تحويل “المحنة” إلى”منحة”، وقد عرفت من هذه النماذج شخصيات كثيرة استطاعت بالصبر والرضا بقضاء الله وقدره أن تجتاز الصعاب والأزمات النفسية حتى تجعل البعض يتعجب من قوة صبرهم وعزيمتهم في تحمل ما قد تنوء منه الجبال.
عايشت يوم الخميس الماضي احتفالية كبرى بالانطلاق الأول للمسابقة القرآنية الكبرى التي نظمها الصديقان العزيزان الحبيبان الدكتور أشرف فؤاد والدكتور علي فؤاد مخيمر، أبنا الحبيب فضيلة الإمام الدكتور فؤاد مخيمر الرئيس الأسبق للجمعية الشرعية ترحما ورحمة وهبة وصدقة جارية على روح ابنته الشابة “أفنان” كريمة د. علي فؤاد التي سبقتنا إلى رحمة ربها من شهور قليلة.
انطلقت المسابقة الوليدة كبيرة في ثلاث محافظات هي الشرقية وبني سويف والقاهرة، على أن تتوسع في السنوات القادمة لتكون على مستوى الجمهورية وسيتم تبني ورعاية شاملة للأوائل لتأهليهم للمسابقات المحلية والدولية داخل مصر وخارجها، لتكون صدقة جارية على روحها الطاهرة وخاصة أنها كانت من حفظة القرآن الكريم كاملا وختمته على يد الدكتور محمد حمدي الذي تم إسناد الإشراف على المسابقة في مختلف مراحلها إليه مع الأستاذ الدكتور أحمد شكم، والأستاذ الدكتور أحمد خيري، أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، بالتنسيق مع الأخ “طلحة” زوج أفنان– المرحومة بإذن الله– وأبو الطفلة البريئة “ليلى” التي أراها من طيور الجنة، لصغر سنها حتى أنها لم تعرف حتى الآن ما حدث لأمها، ودائما ما تسأل عنها لتظل نار الفراق مشتعلة في نفوس بقية الأسرة الذين لم يستطعوا الإفصاح لها عن الحقيقة المؤلمة خوفا عليها من الصدمة النفسية.
لم تتوقف “المنحة” على المسابقة القرآنية بل إنه سيتم قريبا افتتاح مجمع طبي خيري للأطفال المبتسرين والعناية المركزة ومركز للأشعة بأسعار رمزية ومجانا للفئات المستضعفة، وكذلك إنشاء “مائدة إطعام” بكوم حلين– مركز منيا القمح، وكذلك إنشاء “مسجد أفنان” بالسويس، وملحق به “مائدة الرحمن” الدائمة للفقراء وعابري السبيل، وتجهيز وجبة إفطار لكل المصلين يوم الجمعة، مع انتقاء خطباء على أعلى مستوى علمي لتعم الفائدة العلمية، وسيتم خلال أسابيع قليلة افتتاح أكبر مكتبة علمية باسم “مكتبة الإمام” بكوم حلين الملقبة ببلد الأئمة حيث ولد ودفن فيها أثنان من أكبر أئمة الجمعية الشرعية الرئيسية هما: فضيلة الشيخ عبداللطيف مشتهري، وفضيلة الدكتور فؤاد مخيمر، وهي مكتبة كبرى للعلوم الشرعية والعربية والطبية وستقدم خدماتها مجانا لطلبة العلم ليس بالقراءة فقط، بل بالطباعة أيضا.
هنيئا لك يا “أفنان” وتقبلك الله في الصالحات مع أمهات المؤمنين، وشرفت بمعرفة التقي النقي رجل الخير الحاج عبدالرحيم زاهر وحفيده عمر الأزهري.
كلمات باقية:
يقول الله تعالى: “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”.