كلمة “الغرور” مرتبطة دائما بمعاني سلبية، لكن حين نعيد قراءتها بوعي، نجد أنها يمكن أن تكون درعًا يحمي المرأة من أشباه الرجال والجبناء. كوني مغرورة لا تعني التكبر الفارغ، بل أن تعي ذاتك، أن تحترمي نفسك، أن تضعي حدودًا واضحة بينك وبين من لا يستحق. إنها فلسفة استحقاق وليست عقدة نقص.
كوني مغرورة كي يبتعد الضعفاء.
الرجال الذين يخافون من المرأة القوية، المستقلة، الواثقة من نفسها، ليسوا رجالاً بالمعنى الحقيقي. إنهم أشباه رجال، يتغذون على ضعف الآخرين كي يشعروا بأنفسهم. أما المرأة التي تعرف قيمتها، وتضع ذاتها في المقام الأول، فإنها تهز بوجودها أوهامهم، وتجعلهم يتراجعون.
فغرورك هنا يصبح غربالًا: يبعد عنك كل من لا يرى فيك سوى أداة أو ظل، ويبقي حولك من يعرف قيمتك، ويُقدرك بصدق.
الاستحقاق العالي، فلسفة أن تكوني جديرة بكل ما تستحقي.
أنت غالية:
ليست كل الأيادي مسموحًا لها أن تلمسك، وليست كل العيون جديرة بأن تراك ،وليس أي أحد يستحق قربك ووجودك في محيطه .
أنت كيان: وجودك ليس مرهونًا بقبول الآخرين لكي أو إعجابهم، بل بما ترينه أنت في نفسك.
أنت صاحبة القرار: لا أحد يُملي عليك قيمتك؛ أنت التي تحددينها، وترفعينها، وتدافعين عنها.
المرأة ذات الاستحقاق العالي لا تبحث عن ذاتها في انعكاس عيون الآخرين، بل تكتشفها في داخلها وفي عمقها الخاص.
ابحثي عن ذاتك في داخلك
الذات الحقيقية لا تُقاس بعدد المعجبين، ولا تُقاس بكم المديح والثناء عليك. إنما تُقاس بمدى قدرتك على:
أن تحبي نفسك كما هي.
أن ترفضي كل ما لا يليق بك بلا خوف.
أن تختاري من يدخل عالمك ومن يبقى خارجه.
نظرات الآخرين متقلبة؛ اليوم إعجاب، وغدًا جحود. أما ذاتك فهي الحقيقة الوحيدة الثابتة التي لا يخونك اكتشافها ولن تتغير وتتقلب عليك يوما.
لماذا يخافون منك؟
يخافون من المرأة القوية، لأنها لا تُعطيهم السلطة ولا تسمح لهم بالسيطرة.
يخافون من المرأة الجميلة، لأن جمالها يعري ضعفهم ويكشف هشاشتهم.
يخافون من المرأة الذكية، لأنها تدرك ألاعيبهم، وتواجههم مباشرة بالصدق.
إنهم يخافون لأنك مرآة تكشف لهم حقيقتهم: أنهم صغار أمام روحك، وضعفاء أمام استحقاقك.
كوني مغرورة… ولكن بوعي.
الغرور الذي نقصده ليس كبرياء في المطلق، بل هو:
وعي بالذات: أن تعرفي قيمتك بلا تواني أو اعتذار .
حدود واضحة: أن تقولي لا، بثقة.
قوة داخلية: أن تستمري واقفة حتى لو تخلي الجميع.
استحقاق عاطفي: أن تمنحي قلبك فقط لمن يملك رجولة حقيقية، وليس مجرد لقب.
ختاماً، كوني مغرورة، لأن الغرور هنا ليس عيبًا، بل سلاحًا.
كوني مغرورة، لأنك إن لم ترفعي نفسك عاليًا، سيأتي من يُسقطك أرضًا.
كوني مغرورة، لأنك غالية، ولأن قيمتك ليست مشاعًا للجميع.
كوني مغرورة، لأنهم يخافون من المرأة القوية، الجميلة، الواعية، وأنت لابد أن تكوني كل هذا وأكثر.
الدين كرم المرأة ورفع قيمتها من أول كونها إنسانًا كريمًا مكرمًا، لحد مكانتها كأم وزوجة وبنت.
وعز المرأة الحقيقي لا يأتي من المجتمع أو من نظرات الآخرين، لكن من تكريم ربنا لها ومن وصايا النبي.
أردد بيقين دائما :إذا كان إدراكي لقيمتي، وثقتي في نفسي، ووعيي بمتطلباتي في الحياة، وأستحقاقي العالي، غرورا، إذن فأنا سعيدة بغروري.