أكدت دراسة جامعية أن مسألة القضاء والقدر هى إحدى القضايا الشائكة والوعرة فى زمننا المعاصر، وهى من أهم قضايا العقيدة الإسلامية التى ترتبط بقوة إيمان المرء وحسن إسلامه، فالإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة، التى لا يصح إسلام المرء إلا بالتسليم بها.
وأوضح الباحث حنفى محمود احمد الوالى، إمام وخطيب بالأوقاف، ان الإيمان بعلم الله وقدرته من شيم أهل السنة والجماعة، وأن الله عليم بكل شئ قبل وقوعه، وكتبه فى اللوح المحفوظ هو فعال لما يريد، ولا يخرج شيء إلا بمشيئته، فلا يجبر العبد على فعله بل يفعله بإرادته وقدرته التى خلقها الله فى البشر، وأن التوسط فى فهم القضاء والقدر هو الجمع بين القضاء والقدر، والأخذ بالأسباب والتوكل على الله فى كل شئ فى طلب ما ينفعه والأخذ بالأسباب الدنيوية والدينية، مستعينا بالله فى كل الأمور، وليس معنى الإيمان بالقدر ترك العمل.
وحذر الباحث فى رسالته للماجستير فى الفلسفة الإسلامية “التوسط فى فهم القضاء والقدر وأثره فى صحة العقيدة”، بمعهد الدراسات الإسلامية، بتقدير امتياز، من السلبية والكسل معللا، ان الإيمان بالقضاء والقدر لا يعنى تعطيل الأسباب وترك العمل. فالإيمان بالقضاء والقدر هو أعلى درجات السعى والعمل مع الاعتماد على الله، فإذا تخلى العبد عن العمل ظنا منه أن القدر سيسير دون جهد فهذا فهم خاطئ. مشيرا إلى أن التسليم بالقضاء والقدر أمر يورث فى نفس العبد الراحة والطمأنينة، وأن الأرزاق مكتوبة، فيجمل فى الطلب ويترك التكالب على الدنيا، ويتحرر من رق المخلوقين. كما أن الإيمان بالقضاء والقدر يورث فى النفس قوة العقيدة بالله، فلا يخشى المؤمن الفقر أو الموت، لكونه يؤمن بأن الأمر كله بيد الله، وهذا يمكن المؤمن من الإقدام والثبات فى مواجهة صعوبات الحياة.
وتناولت الرسالة عدة مسائل فكرية فى العقيدة والإيمان بالقضاء والقدر، وقدمت عدة تساؤلات أهمها: هل القضاء والقدر فعل وترتيب إلهى محتوم؟ أم خيار فيه؟ أم فعل العبد؟
تكونت لجنة المناقشة من: د. خالد عبدالعال، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالمنوفية، د. على عثمان، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، د. حسين بودى، أستاذ العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر بأسيوط.