في السادس من أكتوبر عام 1973، سجّل التاريخ لحظة إيمانية عظيمة، حين تجلّى نصر الله على أرض الواقع، وأعاد للأمة العربية والإسلامية كرامتها بعد سنوات من الانكسار. لم يكن النصر مجرد انتصار عسكري، بل كان تجسيدًا لقوله تعالى:
“وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” (الحج: 40).
اجتمع الإخلاص مع الإعداد، والصبر مع الثقة بوعد الله، فانقلبت الموازين، وتحطّمت أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”. لقد خاض الجنود الصائمون المعركة في يومٍ مبارك من أيام رمضان، فكان الجهاد في سبيل الله، وتعلّقت القلوب بالنصر من عند الله لا من عند البشر.
لقد علّمتنا حرب أكتوبر أن الإيمان بالله، والاعتماد عليه مع الأخذ بالأسباب، يصنع المعجزات. فالتمكين لا يأتي إلا بعد ابتلاء، والنصر لا يُمنح إلا لمن أعدّ واستعان بالله حقّ الاستعانة.
وهكذا، بقي نصر أكتوبر شاهدًا على أن الأمم حين تعود إلى الله، يفتح لها أبواب العزّة، ويهيّئ لها من النصر ما لم يكن في الحسبان.
د. حسام العوضي – جامعة الأزهر





























