ملحمة الأجداد أمانة فى أعناقنا نحفظها ونورِّثها لأبنائنا
المستشار جبالي: نستلهم “روح النصر” فى معركة البناء والتنمية
المستشار عبدالوهاب: درسٌ للأجيال في الوطنية والفداء والإرادة التي لا تعرف المستحيل
كتب- مصطفى ياسين:
أكد أعضاء مجلسي “النواب والشيوخ”، من تحتَ قُبَّةِ مجلسِ النوابِ، بيتِ الشّعبِ وصوتِ الأمّةِ، أن ذكرى أكتوبرَ ستظلُّ نبراسًا نهتدي به في مسيرتِنا الوطنيةِ، وأن مَلْحَمةَ الأجدادِ أمانةٌ في أعناقِنا، نحفظُها، ونورِّثُها للأجيالِ القادمةِ، لتظلَّ مصرُ قويةً، عزيزةً، منيعةً، صامدةً أمام كلِّ التحدياتِ.
وتضرَّعوا إلى الله قائلين: رحمَ اللهُ شهداءَنا الأبرارَ، وحفظَ جيشَنا العظيمَ درعَ الوطنِ وسيفَه، وأدامَ على مصرَ نعمةَ الأمنِ والاستقرارِ.
حيث وصف المستشار د. حنفي جبالي- رئيس مجلس النواب- ذكرى انتصار السادس من أكتوبر المجيد، بأنها: ذكرى خالدةً في سِجِلِّ الزمنِ، يوم أشرقتْ فيه شمسُ الحريةِ على أرضِ سيناءَ الطاهرةِ، بعد أن توهَّم المعتدونَ أن بريقَ السلاحِ سيُعمي أبصارَ الحقِّ، وأن حصونَهم التي شيَّدوها على الضفّةِ الشرقيةِ من القناة ستظلُّ عصيّةً على الاقتحامِ، فإذا بأبطالِ مصرَ يُسطِّرون بدمائهم مَلْحَمةً أسطوريةً أبْهَرتْ العالمَ،
وبدَّدوا أوهامًا طالما تردَّد صداها، وأثبتوا أن إرادةَ الشعوبِ أعظمُ من ترسانةِ الحديدِ والنارِ.
تابع: لم يكن السادسُ من أكتوبرَ يومًا عابرًا في صفحاتِ التاريخِ، بل كان فَجْرًا جديدًا للأمَّةِ بأسْرِها؛ يومًا تكسَّرتْ فيه أوهامُ التفوّقِ، وتجلَّتْ فيه أبهى معاني العزّةِ والكرامةِ، وامتزجتْ دماءُ الشهداءِ بترابِ سيناءَ، فصارتْ كلُّ حبّةِ رملٍ هناك قصّةَ بطولةٍ، وصار النصرُ حكايةَ أمّةٍ بأكملِها.
إن هذا النصرَ لم يكن وليدَ لحظةٍ عابرةٍ، بل كان ثمرةَ إعدادٍ طويلٍ، وصبرٍ مريرٍ، ووحدةٍ وطنيةٍ صلبةٍ، جمعتْ المصريينَ على قلبِ رجلٍ واحدٍ: من الجيشِ
إلى الشعبِ، ومن المسجدِ إلى الكنيسةِ، ومن القريةِ
إلى المدينةِ، حتى غَدَتْ مصرُ كلُّها خندقًا واحدًا وميدانًا واحدًا.
وقال: في هذه الذكرى العطرةِ، نُحيِّي بكل فخرٍ وإجلالٍ رجالَ قوَّاتِنا المسلَّحةِ البواسلَ، الذين جسَّدوا معنى التضحيةِ، وصنعوا بأرواحِهم مُعجزةَ العبورِ. فقد كان عبورُ القناةِ عبورًا من اليأسِ إلى الرجاءِ،
ومن الانكسارِ إلى النهوضِ، ومن الهزيمةِ إلى النصرِ.
ونحن إذ نستعيدُ ذكرى أكتوبرَ، فإننا لا نستدعي ماضيًا نتغنَّى به فحسب، بل نستحضر درسًا خالدًا:
أن مصرَ لا تُهزمُ، وأن جيشَها هو درعُها وسيفُها،
وأن عزيمتَها عصيّةٌ على الانكسارِ.
وها هو التاريخُ يشهدُ من جديدٍ، أن قوَّاتَنا المسلَّحةَ لا تزالُ على العهدِ، تحمي الأرضَ وتصون العِرضَ، وتخوض معاركَ العصرِ ضدَّ الإرهابِ والتطرّفِ،
جنبًا إلى جنبٍ مع إخوانِهم من رجالِ الشُرطةِ البواسلِ، بنفسِ الروحِ التي خاضوا بها معاركَ التحريرِ.
إن ذكرى أكتوبرَ تأتي هذا العامَ، ومصرُ تمضي بقيادةِ فخامةِ الرئيسِ عبدِالفتاحِ السيسي، في معركةِ البناءِ والتنميةِ؛ امتدادًا لروحِ أكتوبرَ التي علَّمتنا أن النصرَ لا يتحقّق بالسلاحِ وحده، بل بالصبرِ والتخطيطِ والوحدةِ الوطنيةِ والإيمانِ بقُدراتِ هذا الشعبِ العريقِ.
وهكذا، فإن النصرَ في الحربِ لا يكتملُ إلا بالنصرِ في معركةِ التنميةِ، والنصرُ في معركةِ التحريرِ لا يكتملُ إلا بالحفاظِ على الدولةِ الوطنيةِ، في عالمٍ تموجُ
به الفتنُ والمؤامراتُ.
برقية “الشيوخ”
بدوره أيضا، بعث المستشار عبدالوهاب عبدالرازق- رئيس مجلس الشيوخ- برقية تهنئة إلى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، قال فيها: يطيب لي ولأعضاء مجلس الشيوخ أن نتقدَّم لفخامتكم بالتهنئة بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر سنة ١٩٧٣، ذلك اليوم الذي سطَّر فيه جيشنا العظيم ملْحمة خالدة أعادت الكرامة والعزَّة للوطن.
في تلك اللحظة الفارقة من تاريخنا، حيث أثبت رجال القوَّات المسلَّحة أنهم أبناء مصر الأوفياء، الذين حملوا أرواحهم على أكُفِّهم ليصنعوا مُعجزة العبور والنصر على العدو، وليؤكّدوا أن إرادة المصري لا تُقهر، وأن جيش مصر، كان وسيظل القوّة العظيمة، التي تحمي الأرض والعِرض، والدرع الواقي، والسَنَد المتين للوطن على مرِّ التاريخ وفي كلّ الظروف والأحوال. ولذا فإن ذكرى أكتوبر ليست مجرّد احتفال بانتصار عسكري، بل هي درسٌ للأجيال في الوطنية والفداء والإرادة التي لا تعرف المستحيل.
تابع: انتهز هذه المناسبة الوطنية الغالية، لنؤكِّد لفخامتكم إننا على الدَرْبِ خَلْفَكم ماضون، من أجل رِفعة وطننا الغالي. حفظكم الله ورعاكم وسدَّد خُطاكم.





























