اختيار “رمضان” لبدء الحرب توفيق إلهي
شيوخ الأزهر والقساوسة قدَّموا جرعة إيمانية ووطنية عظيمة
اتّهام الطيارين بـ”نكسة” 67 ظلم.. وهذا ما فعلته شخصيا
حوار- جمال سالم:
يحمل اللواء أركان طيار ساجي لاشين- كبير الياوران الأسبق برئاسة الجمهورية- ذكريات كثيرة تمثِّل جزءًا هامًّا من تاريخ مصر والتحوّل من الكبوَة في نكسة 1967 ثم حرب الاستنزاف التي مهَّدت الطريق لنصر أكتوبر وأعادت العزَّة الكرامة لكل العرب والمسلمين بعد تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر.
ثم تتويج رحلته في التفاني في حبّ الوطن طيَّارا تحت قايدة اللواء طيّار محمد حسني مبارك، وانتهاءً بكبير الياوران برئاسة الجمهورية، بعد أن اختاره الرئيس مبارك بنفسه.
من هنا تأتي أهمية الحوار معه.
* ما هي رحلتك مع الطيران الحربي؟
** لا تتعجب إذا قلتُ لك: إن حكايتي مع الطيران
بدأت عندما كنتُ طفلا صغيرا، كان يراودني حلم أن اصبح طيّارا، في المدرسة الإعدادية أثناء اشتعال العدوان الثلاثي عام1956، وفي أحد الأيام هاجمت بعض الطائرات مطار ألماظة بمصر الجديدة، وشاهدتُ جنديا مصريا يصوِّب بندقيته البدائية على الطائرة، لأن مصر لم يكن لديها طيّارين تحارب بهم، ويومها قلتُ: هذه الطائرة تحتاج إلى طيّار ولا يمكن قتالها ببندقية. وطوال طفولتي ومراهقتي درَّبت نفسي على تقوية القُدرات الجُسمانية، وعندما التحقت بكلية الطيران، كنت الأول على دُفعتي، وحصلت على كأس يحيى حامد للتميُّز في الألعاب البهلوانية، وتخرّجت فى الكلية الجوّيّة 1963م، وحصلت على العديد من فِرق التدريس للطيران، والدفاع عن سماء مصر على الطائرات الأسرع من الصوت النهارية بالليل، وخُضت ثلاثة حروب هي 1967 والاستنزاف والسادس من أكتوبر/ العاشر من رمضان.
أجواء قبل الحرب
*صف لنا الأجواء قُبيل حرب الكرامة والعزّة كما وصفتها؟
** كانت التدريبات متقدِّمة جدًّا، وقبيل الحرب بنحو ثلاثة أشهر اجتمع الرئيس الراحل أنور السادات مع قادة الأسراب المقاتلة، وتحدّث معنا حول الحالة التى تعيشها مصر فى ذلك التوقيت، وأكّد أن الجيش سيُحارب لا محالة، حتى يستعيد الجندى المصرى كرامته وسُمعته، وخط بارليف لن يحمى إسرائيل من هجماتنا، ولابد من استعادة كامل مُدن سيناء، ونفتح قناة السويس للملاحة الدولية.
تجهيز معنوي
*نريد بتفصيل أكبر. ماذا قال لكم الرئيس الراحل السادات كتجهيز معنوي مسْبق للحرب؟
** اجتمع الرئيس قبل الحرب بالقاعدة الجوية بثلاثة أشهر وقال لنا: “أنا عارف أنكم قلقانين من حالة اللاحرب واللاسلم، ولابد أن تعرفوا هنحارب ولازم نحارب، لازم نرجَّع سيناء ودهب وشرم الشيخ ولازم تعرف إسرائيل أن خط برليف مش هو اللى هيحميها ولازم نرجّع سيناء ونفتح قناة السويس للملاحة العالمية”.
من وقتها شعرنا بأن أيام الانتظار أصبحت وشيكة لاستراد سيناء، ودخلنا الحرب وحرَّرنا الأرض وبعد انتهاء معاهدة السلام سَخِر الإسرائيليون من “مناحم بيجن” قائلين: “السادات المصرى ضحك عليك. ادَّاك ورقة وخد سيناء أرض الفيروز”!، لذلك لم ينسحبوا من منطقة طابا بسهولة رغم صِغر مساحتها، والحقيقة أن الرئيس حسني مبارك رفض الاستسلام لأي ضغوط، وكان له دور كبير من استعادتها، فقد لجأ للمحاكم الدولية واستعادها.
توقيت المعركة
*وماذا عن عِلْمِكم كطيّارين بتوقيت بدء المعركة؟
** الوضع فى القوّات الجويّة يختلف عن القوّات البرّيّة، فلابد أن يدرس الطيار المهمّة التى ينفّذها جيدًا ويحدّد أهدافه بمنتهى الدّقّة، بالإضافة إلى تنسيق توقيتات التحرّك من مختلف المطارات والقواعد الجوية، لذلك يعرف قائد السِّرب قرار الحرب قبلها بنحو 24 ساعة تقريبًا، حتى يعدّ كامل قوّاته وطائراته ويعيد تقييم الموقف وِفق ما لديه من قُدرات وإمكانيات، ولا يمكن بأى حال مفاجأة الطيارين الساعة العاشرة صباحًا بأنهم سيضربون أهدافًا فى إسرائيل الساعة 2 ظهرًا.
ذكريات لا تُنسى
*وما هي ذكرياتك يوم السادس من أكتوبر؟
** كنت قائدًا لأحد الأسراب المقاتلة القاذفة، وكنت مكلَّفًا بتدمير مواقع صواريخ الهُوك فى سيناء، حتى يتم التمهيد للقوّات البرّيّة وتتمكّن من التحرّك فى أعماق سيناء، وفى أثناء الاستعداد لتنفيذ الضربة وجدت قوّات العدو فى طابور اصطفاف، فكان علىَّ أن أُفاضل بين ضرب الطابور أو ضرب موقع صواريخ الهوك، وقرّرت فى ثوان معدودة إطلاق قذيفة على الطابور، ثم انخفضت بالطائرة وقصفت موقع صواريخ الهوك، لأفتح للقوّات البرية طريقًا آمنًا للدخول إلى سيناء.
أخطر طلْعة جوية
*ما هي أهم وأخطر طلْعة طيران قُمت بها فى حياتك خلال حرب أكتوبر المجيدة؟
** أهم وأغرب طلعة قُمت بها كانت يوم 23 أكتوبر، خلال الاشتباك مع العدو حول منطقة الثَّغرة فى الدفرسوار، وعقب خروجى تم إصابة طائرتى بصاروخ جو- جو بعد محاصرتى بـ4 طائرات ميراج إسرائيلية وسط اشتباكات، فضربتُ الطائرة التى أمامى بمدفع، فقاموا بضربى برشّاشات فى الجناح الأيمن للطائرة، فسقط على الأرض، وبعدها حاولت القفز بعد اشتعال الطائرة، لكننى فشلت وكانت الساعة 11,53 دقيقة ثم بدأت أقرأ القرآن الكريم مسترجعا شريط حياتى بعد أن ارتفع مؤشِّر حرارة الطائرة وقاربت على الانفجار، وعلى الفور جاء طيّار إسرائيلى وضرب الجناح الأيسر فسقط، ثم نزلت بالباراشوت محاولا ضربى بعد نزولى عند الكيلو 101 شمال أو جنوب جبل عويد، وبعدها قمت بالاختباء خلف الجبل فشاهدنى العقيد حمدى الشهابى فأنقذ حياتى أثناء سيره بسيارته مع جنوده، وبعدها رجعت إلى المطار بعد 4 ساعات وكان الرئيس الراحل مبارك قائد القوّات الجوية وقتها قد علم باستشهادى وعندما اتّصلت به قال: «أنت زىّ القُطط بسبعة أرواح، أنت مرحتش المستشفى ليه على طول؟! فقلت له: عندى طلعات أخرى وعند انتهائها هروح المستشفى»، وكنت مصابا بكسْر فى العصعوص والـ5 فقرات العصعوصية والقَطَنية وحروق متفرّقة بأنحاء جسمى، ذهبت إلى المستشفى مساء بعد أن أرسل إشارة بوقف جميع مهام اللواء الجوّى تحت قيادتى، وعقب إجراء الكشف والفحوصات وتمّ حجزى إلا إننى صمَّمت على الرجوع إلى المطار لاستكمال الحرب، ورفض اللواء طبيب “بهى الدين سلامة” مدير المستشفى مغادرتى وقال: لا أتحمَّل مسئوليتك يا ساجى، فقام بالاتصال باللواء حسني مبارك لشرح حالتى ورفضى البقاء بالمستشفى، فاتصل مبارك بى قائلا: “ارجع المطار، لو حطّيت رجلك فى الطيّارة هكسرهالك، أنت مالكش حل”.
حرب رمضان
* كيف ترى اختيار العاشر من رمضان شهر الصيام لبدء حرب العزّة والكرامة؟
** بفضل الله، أرى أن اختيار العاشر رمضان فى استرداد سيناء توفيق إلهي لأبطال مُخلصين محبِّين للوطن، حيث يأتى هذا التوقيت قبل اكتمال القمر وبعده، لأن الإضاءة ستكون طبيعية وستساعد المقاتلين في القيام بالمهام المطلوبة، كما أن هذا التوقيت من أهم محاور الخداع الاستراتيجى لأن الجندى يحارب بشكل أفضل لأنه شهر جهاد وقتال وانتصارات والطيّارون المصريون تخلّوا عن قواعد الغذاء العالمى ليحرِّروا أرضهم، وفي نفس الوقت هو توقيت مستبعَد جدّا لدى العدو لذي كان في حالة استرخاء والاحتفال بعيد الغفران اليهودي.
التوفيق الإلهي كذلك تجلَّى في رؤية القادة العسكريين للتأثير الإيجابي للصيام على عبور الجنود للضفّة الشرقية للقناة لأنهم كانوا يثقون فى قُدرة المقاتل المصرى باعتباره “خير أجناد الأرض”.
الضربة الجوية
*وما دور الضربة الجوية في تحقيق النصر المنشود؟
** الضربة الجوية كانت بمثابة الهدف الرئيسى لفتح أبواب النصر بعد أن عبرت 220 طائرة مصرية من مصر، و8 طائرات مصرية من سوريا الساعة 2 ظهرا فى وقت واحد، وعبرت خط الحدود، وقامت بتنفيذ المهام الموكَلة إليها باقتدار من تدمير الدُشَم ونسْفِ المطارات، لأن القيادة العامة للقوّات المسلّحة تضع خطّة وتقوم بتخصيص مهام لكل تشكيل سِرب من الأسراب فى ضربه لمطار كذا، مثلا طلعة ضرب مطار فى السويس والأخرى فى شرم الشيخ.
من الكبوة للانتصار
*أنتم كطيّارين تجرَّعتم مرارة هزيمة نكسة يونيو. كيف كان شعوركم بعد نجاح الضربة الأولى في حرب أكتوبر المجيدة؟
** بمجرد أن علِمنا أن نتيجة الضربة الجوية الأولى التي تعدَّت نسبة نجاحها 95% أحسَسْنا بحماس شديد، بل إن هذا الحماس وصل إلى الفنّيين الذين يعملون على الطائرات، ويكفي أن الفنيين حطَّموا الزمن اللازم لإعادة تزويد الطائرة بالوقود والذخيرة إلى مستويات غير مسبوقة، فقد كانوا يحملون الصواريخ التي يتم تركيبها على الطائرات بأيديهم دون الانتظار للرافعة الميكانيكية المخصّصة لذلك.
حرب الاستنزاف
* ما هي ذكرياتك خلال فترة حرب الاستنزاف التي كانت خير تمهيد لحرب أكتوبر 1973؟
** أتذكَّر أنه يوم 5 يونيو 1967 كنت فى إجازة، واستيقظت على صوت والدي فى الساعة التاسعة صباحًا، وهو يخبرني بأن الطيران الإسرائيلى ضرب الأراضى المصرية، وقال لي:” روح المطار بتاعك الحرب بدأت، قُمت بسرعة شديدة لبست الأفارول الميرى ونزلت من بيتى على الفور، ولم تكن معى سيارة آنذاك، واستوقفت تاكسى من سكني بمصر الجديدة، وطلبت منه أن يوصّلنى إلى مطار كبريت حيث قاعدتى الجوية، مقابل أى مبلغ مالى يطلبه، وبالفعل اصطحبنى السائق إلى مقرّ مطار كبريت، ورفض تقاضى أى مليم واحد، وقالى لى:” عيب لما تكون أنت رايح تحارب وتدافع عنّى وأنا أنتظر أُجرة التاكسى، ودعا لى بالنصر والسداد”. وكانت أول طلعة عمليات قُمت بها يوم 6 يونيو 67، لتأمين انسحاب لواء مدرَّع من سيناء، وتغطيته حتى الإجلاء إلى الضفّة الغربية لقناة السويس، وبالفعل قُمنا بالطلعة من خلال المَمَر الفرعى بعدما دمَّر الطيران الإسرائيلى المَمَر الرئيسى بشكل كامل، وبتوفيق الله تمكَّنتُ من الإقلاع من أصغر المَمَرات لكى أمدّ المساعدة للواء المدرّع الذى كان محاصرًا وذلك بـ4 طائرات فقط، حمدت الله، وبعد إتمام العملية هبطت فى مطار المنصورة، ثم تمّ استدعائى للمشاركة مع الطائرات المصرية فى الحرب بسوريا وجنوب لبنان، وقمت بعشرات الطلعات الجوية، ثم عدت إلى القاهرة مرة أخرى للتدريب على حرب أكتوبر الكرامة والعزّة.
الدعم الديني
* ما تأثير الدعم المعنوي من علماء الدين والقساوسة للمقاتلين على الجبهة؟
** لعب الجانب الديني– الإسلامي والمسيحي- دورا كبيرا في رفع الروح المعنوية والوطنية لدى الأبطال، فكانت للزيارات الميدانية لشيوخ الأزهر والقساوسة مفعول السِّحر، كما أفتى العلماء للجنود أنهم وقت القتال من حقّهم أن يصوموا أو يفطروا إذا كان ذلك سوف يؤثِّر عليهم، ولكن الجنود رفضوا الإفطار، بل إن إخواننا المقاتلين المسيحيين كانوا يتسَّحروا معنا ليالي الحرب، واستطعنا أن نشتبك بنجاح وتفوّق مع الطيران الإسرائيلى وكبَّدناه خسائر فادحة.
ذكريات مع مبارك
* أنتم من القلائل الذين كانوا حول مبارك، واقتربوا منه عندما كان قائداً للقوّات الجوية، حتى أصبح رئيسا، وكذلك انتقالكم لمنصب «ياور جوِّى» برئاسة الجمهورية، نودّ التعرّف على بعض تفاصيل رحلتكم معه؟
** تعرَّفت على الرئيس مبارك عندما كنت طالباً بكلية الطيران، حيث كان معلِّماً برُتبة رائد، والفرْق بينه وبينى 15 دفعة، واستمرّت المعرفة حتى تولّيه منصب قائد القوّات الجوية وحينها كنت قائد سِرب، بدأت علاقة العمل لأن هذين المنصبين يجب أن يكون بينهما اتصال مباشر طوال الوقت دون أى وساطات وفقاً لطبيعة العمل، بحُكم أن عدد الطيّارين كان قليلا جداً، فجميع الطيّارين يعرفون بعضهم جيداً، وتربطهم علاقات عائلية، والحقّ يُقال أن الرئيس مبارك منذ عرفته كان مُهندماً جداً فى ملابسه، وخلوقًا فى معاملاته ومنضبطا جداً فى مواعيده، وعلى مستوى قيادته العسكرية كان يسأل كثيراً قبل اتخاذ القرار.
أدلّة وطنية
* ما الموقف الذي لا تنساه معه للتدليل على ما قولك؟
** أتذكَّر أحد المواقف بيننا عندما كنت قائد سِرب فى مطار الغردقة العسكرى، واحترقت إحدى الطائرات وبعد السيطرة على الحريق حضر مبارك إلى المطار وكان وقتها قائداً للقوّات الجوية، وأول شىء سأل عليه عند نزوله من الطائرة: هل أصيب أى من الجنود أو الضباط؟ قبل أن يسأل عن الطائرة، وما كان عليها من صواريخ، ومنذ هذه اللحظة قويت علاقتى به.
من المواقف أيضا التى أتذكّرها عندما خدمت تحت قيادته فى القوّات الجوية أنه كان لدىَّ تفتيش على سِرب الطيران الذى كنت قائداً له، وأهمل ضابط إدارى فى ملابس الجنود فأمرت بمجازاته 15 يوما حجزا داخل الوحدة، وهذا أمر يؤثِّر على حركة ترقيات الضباط فقال لى: “لا تسجِّلها له حتى لا تضرّه فى مستقبله”، وأتذكّر أيضاً موقفا حدث فى مطار الغردقة عندما كنت أخدم به برُتبة رائد، فى زيارة لمبارك وهو قائد القوّات الجوية مع وزير الدفاع للمطار سألنى ضابط برتبة عميد عن: ماذا سنقدّمه للوزير فى وجبة الغداء؟ فرددت: سنقدِّم له ما يأكله الطيّارون فى المطار، مما أثار استياء العميد وذهب يحكى لحسنى مبارك، فأُعجب مبارك بردِّى.
وعندما كان رئيساً، أثناء حرب الكويت والعراق، أرسلنا قوّات مصرية للكويت ذهب ليسلِّم على القوّات قبل السفر وقال لهم: «دافعوا عن الكويت دون قتل عراقى».
رئاسة الجمهورية
*وماذا عن انتقالكم للعمل برئاسة الجمهورية؟
** تولّيت المنصب عام 1984،وأبلغني بالخبر آنذاك اللواء محمد حلمي، قائد القوّات الجوية حيث أخبرنى أن الرئيس طلبنى بالاسم وطلب منى الذهاب للرئاسة صباح اليوم التالى، وقابلت الرئيس بعدها بثلاثة أيام، حيث كنت أتعرّف خلال هذه الأيام من السكرتارية على كيفية ممارستى لمهام عملى، عندما قابلته لأول مرة سألنى عن حال القوّات الجوية، وعمّا يُقال عنه خارج قصْر الرئاسة، وأسئلة أخرى تتعلّق به، وأبلغنى بعملى كـ«ياور جوّى»، وكان وقتها اللواء “حسن الأخرس” هو كبير الياوران، ثم أنا، ثم جاء من بعدى اللواء ممدوح الزهيرى، كنت في البداية نائبًا للياوران لنحو 4 أعوام، ثم حصلت على منصب كبير الياوران لمدّة عامين، وكنت بحُكم عملي أجلس معه يوميًا لمدة 10 دقائق نتحدّث عن أمور العمل، بخلاف المراسِم والتنقّلات التي لابد من حضوري معه فيها، لأن الرئيس الأسبق هو من اختارني بنفسه، وطلبت منه انتهاء عملي عام 1990.