كتبت- مروة غانم:
تتجدَّد المُطالبات والدعوات، من وقت لاخر من قبل الكثير من أساتذة كليات البنات، بضرورة تعيين “نائبة” لرئيس جامعة الأزهر لفرع البنات، خاصة مع خلو المنصب، بعد استقالة د. فكرى خضر من منصبه.
وفى ظل إجراء المشاروات والمناقشات لاختيار من يشغل المنصب، مبرِّرين ذلك بأن المرأة أدرى بمشكلات وقضايا الفرع، لأنها تعيشها ولا تحتاج من ينقلها لها، فضلا عن أن الكثير من أعضاء هيئة التدريس يُفضِّلن التعامل مع السيّدات عن الرجال لا سيما فى بعض القضايا الشائكة.
وبمجرّد استقالة د. خضر، الأسبوع الماضى، تجدَّدت المطالبات لشيخ الأزهر ورئيس الجامعة، باختيار “سيّدة” لشغل المنصب أسوة بتعيين د. إلهام شاهين مساعدًا للأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وكذلك اختيار د. نهلة الصعيدى مستشارة لشيخ الأزهر وعميدة لكلية الوافدين .
يؤكد د. إبراهيم الهدهد- الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر- أنه لا يمانع من تعيين “نائبة” لفرع البنات فهو مع ترشيح الكُفء لتولّى هذا المنصب، بغضِّ النظر عن النوع، فالفيصل هو الكفاءة والقُدرة على إدارة الأمور واتّخاذ القرارات الصائبة.
وتشير د. آمال الرومى- العميد السابق لكلية العلوم ببنات القاهرة- أن فكرة تعيين سيدة لفرع البنات قديمة وقائمة, فبعد تعيينها عميدة لكلية العلوم فوجئت بأن د. ابراهيم الهدهد- حينما كان رئيسا للجامعة- قام بترشيحها من بين خمسة أشخاص لتولّى منصب نائب فرع البنات، وقام بتسريب هذا الخبر لها أحد أعضاء هيئة التدريس، لكن بعد تولّى د. أحمد حسنى- رئاسة الجامعة- قام بتغيير هذه الترشيحات وعيَّن نائبا لفرع البنات وليست “نائبة”.
تضيف: لقد تم تمكين المرأة فى بعض المناصب القيادية بمؤسسة الأزهر فى السنوات الأخيرة، لذا ليس مُستبعدا أن يتم ترشيح واختيار “سيدة” لتولّى شئون فرع البنات. وأعلن تأييدي بشدة لتعيين “سيدة” لفرع البنات، فلا يوجد فرق بين الرجل والمرأة، ولا يوجد ما يمنع المرأة من تولّى أى منصب بشرط توافر الكفاءة والخِبرة والمعرفة الجيّدة باللوائح والقوانين .
توافقها الرأى د. ثناء الشيخ- رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر- موضحة أن المرأة لها الحقّ فى تولّى المناصب المختلفة دون تمييز فى الفُرص العلمية والفقهية والسياسية والاقتصادية، وهذا يمكِّنها من الارتقاء بقُدراتها المتميّزة وتحقيق ذاتها لتُفيد مجتمعها على قَدَمٍ وساق .
تضيف: طالما أنه لا يوجد نصٌّ شرعيٌّ يحرِّم عمل المرأة وتولّيها المناصب المختلفة، بشرط أن تكون موفِّقة بين عملها فى بيْتها ونشر العلم والفضيلة، فلا تفرِّط فى أمانتها ومسئوليتها أمام الله .
وتتدخل د. نادية قطب- أستاذ مساعد الإعلام ببنات الأزهر- فتقول: أنا كـ”سيدة” أتفق مع وجود “نائبة” لفرع البنات، لأن وجود رجل فى المنصب قد لا يكون هو الصواب على طول الخط، لكن وجود امرأة أيضا ربما يزيد الوضع سوءًا فى بعض الأحيان! خاصة أن المرأة تتّصف بالعاطفة وهذا ليس عيبًا فيها إنما طبيعة خُلِقَت عليها، وهذه العاطفة قد تدفعها لاتّخاذ بعض القرارات غير الصائبة! وهذا يضرُّ أكثر مما يفيد، لا سيما مع فرع البنات والمشكلات الكثيرة التى تُثيرها الكلّيات وأعضاء هيئة التدريس بها .
تستطرد: للأسف الشديد قد يكون فى بعض الأحيان عمل المرأة مع امرأة مأساة بكل المقاييس! خاصة إذا كانت غير محايدة! لكن لا مانع من تعيين امرأة نائبا لفرع البنات، بشرط الخبرة والكفاءة والحياد والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، وإنصاف المظلوم ورَدِّ الحقوق وتطبيق اللوائح والقوانين على الجميع دون استثناء، فهذا فى الصالح العام.