منذ آلاف السنين، قال الطبيب اليوناني الشهير «أبقراط»: «كل الأمراض تبدأ من الأمعاء.»
واليوم، وبعد آلاف الدراسات الحديثة، تبيّن أن هذا القول لم يكن مجرد حكمة قديمة، بل حقيقة طبية مثبتة.
الجهاز الهضمي ليس مجرد «أنبوب» يمر فيه الطعام، بل هو مركز من مراكز المناعة، والتوازن الهرموني، والتأثير النفسي!
– ما دور الألياف والبروبيوتيك في الهضم والمناعة؟
< الألياف توجد في الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، والبقوليات. لا تُهضم بالكامل، لكنها تغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء.
وتساعد على: تحسين حركة الأمعاء، تقليل الإمساك، تنظيم سكر الدم والكوليسترول، الشعور بالشبع لفترة أطول، البروبيوتيك (البكتيريا النافعة)، موجودة في الزبادي، الكفير، المخللات الطبيعية، وبعض المكملات.
تدعم توازن الميكروبيوم (مجتمع البكتيريا النافعة داخل الأمعاء).
فوائدها: تقوية المناعة، تقليل الالتهابات، تحسين امتصاص الفيتامينات، تخفيف أعراض القولون العصبي، العلاقة بين صحة الأمعاء والحالة النفسية.
هل تعلم أن 90% من السيروتونين (هرمون السعادة) يُنتَج في الأمعاء؟
نعم، الأمعاء والمخ متصلان بما يُعرف بـ«المحور المعوي الدماغي»، أي أن: اضطراب الهضم يؤثر على حالتك النفسية. والقلق والتوتر يؤثران على معدتك وجهازك الهضمي.
– الأشخاص الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب، غالبًا ما يشتكون من القولون، الانتفاخ، أو عسر الهضم… والعكس صحيح!
– خطوات بسيطة لتحسين صحة أمعائك: ١- زد من تناول الألياف (على مراحل) مثل الشوفان، التفاح، البروكلي، العدس، بذور الكتان.
٢- تناول أطعمة مخمرة: زبادي طبيعي، لبن رايب، مخللات بيتية (بدون خل صناعي).
٣- اشرب الماء بانتظام: الجفاف يزيد الإمساك ويضعف الهضم.
٤- قلل السكر الأبيض والمقليات لأنها تغذي البكتيريا الضارة.
٥- مارس الرياضة يوميًا حتى المشي يساعد على تحريك الأمعاء.
٦- نم جيدًا وتجنّب التوتر، النوم القليل والتوتر يعكّران صفو الهضم.
٧- استشر الطبيب عند اللزوم، مشاكل مثل الإسهال المزمن، الانتفاخ المستمر، أو آلام البطن تحتاج تقييم متخصص.
<< الخلاصة: صحة أمعائك ليست فقط مسئولية طعامك، بل هي مفتاح لصحة جسمك بالكامل — مناعيًا، هرمونيًا، ونفسيًا.
كل خطوة صحية تبدأ من ما تضعه في فمك، وما تسمح له بالوصول إلى جهازك الهضمي.
فاهتم بأمعائك، لأنها فعلاً «بيت الداء» وربما أيضًا بيت الدواء.
د. ريموندا راهب- أخصائية تغذية علاجية





























