“لسان بور توفيق” والرؤية المفقودة.. لا فرق بين مسلم ومسيحي
يروي قصة “الابن العاق” ورهان المشير طنطاوي بعشرة جنيهات!
“بنت موشيه دايان” نقلت أن بعض جنودهم أصيبوا بـ”التبول اللاإرادي”
قاتلت فى “سِتَّك تخاف من الجوافة”
أقول للشباب: عدوّنا كان معروفاً.. وعدوكم خفي!
حوار_ محمد لملوم
عندما وطأت قدماي منزل اللواء د. م. معتز الشرقاوي، لم أكن أدخل مجرد منزل مثل أي منزل، بل وجدت نفسي داخل متحف حيِّ للتاريخ العسكري المصري.
فعلى بوابة المنزل، يلفت النظر شعار الصاعقة المصرية محفورًا بفخر، في مشهدٍ يعكس الانتماء الراسخ والفخر الدائم بسلاحه الذي صنع منه الرجال والأساطير، وكأنك تدخل معقلاً لا يزال ينبض بروح الميدان والانضباط العسكري.
في الداخل، تكتسي جدران مكتبته بأناقة عسكرية مهيبة، حيث تتلألأ الأوسمة والنياشين والتكريمات، شاهدةً على مسيرة قائد بدأها متمرّدًا على رغبة والده، وانتهت به إلى بطل من أبطال حرب الاستنزاف وأكتوبر، وعالمٍ في الهندسة من كندا.
في هذا الحوار، ينفض اللواء الشرقاوي الغبار عن ذاكرة تضج بالبطولات والأسرار؛ يروي لنا قصة رهان “العشرة جنيه” مع المشير طنطاوي، وحكاية “الابن العاق” الذي قاطعه والده عامين لاختياره الصاعقة، وتفاصيل عملية اقتحام موقع العدو بـ140 مقاتلاً التي حوّلت السويس إلى “نهار مستمر”، ليكشف في النهاية عن أن عدو الأجيال الحالية خفي يختلف تماماً عن عدوّه المعلوم الذي واجهه في الميدان.
فى الحوار التالى، نستعرض التفاصيل.
*فى البداية سيادة اللواء، دعنا نبدأ من الجذور، نشأتكم العسكرية تبدو فريدة؛ فقد ذكرت أن والدك، اللواء محمد سعيد الشرقاوي، كان قائد المنطقة الشرقية العسكرية التي تشمل القناة وسيناء والبحر الأحمر، حدثنا كيف شكّلت هذه البيئة مسارك، وما مدى تأثير والدك كأحد قيادات تلك الفترة؟
** نشأتي كانت داخل المعسكرات طوال عمري منذ طفولتى. والدي، خريج الكلية الحربية دفعة إبريل 1939. وكان تخريج الدفعات فى تلك الفترة متتاليا كل ستة أشهر أو أربعة أشهر لأن وقتها كان إندلاع الحرب العالمية الثانية فكانت الدفعات متقاربة جدًا في الكلية وعاشت معًا الحرب العالمية، ثم حروب 48، و56، و67 حتى الانتصار في 73.
والدي كان ضابط مدفعية ووقتها لم يكن موجود سلاح الدفاع الجوى وكانت هناك مدفعية ميدانية وساحلية ومضادة للطائرات، ووالدى كان فى المدفعية المضادة للطائرات. وكان لضباط المدفعية شموخ وإباء زايد عن باقي الأسلحة في ذلك التوقيت نظراً لتميّزهم. وعشت طفولتي معه في معسكرات الطابية ببورسعيد، ومعسكر الجلاء بالإسماعيلية، ومعسكر المثلث بالسويس، وشهدت بنفسي قصف طائرات العدو على المعسكرات في حرب 56، حيث كانت الأُسر ترافق القادة داخل المعسكرات وهذا ما كانت تتبعه ايضاً الجيوش العالمية فى هذا الوقت.
سلاح مختلف!
*لكن في النهاية، اخترت سلاحًا مختلفًا تمامًا. رغم أنك تركت معهد هندسة البترول بالسويس والتحقت بالكلية الحربية برغبتك، لماذا أصَرَّ والدك على سلاح المدفعية تحديداً؟
** والدي كان ضابط مدفعية، وعندما سألني قبل التخرج مباشرة: “عملت إيه؟” وقلت له: “صاعقة”، غضب غضبًا شديدًا وقال لي: “أنت ابن عاق!” وقطع علاقته بي لمدة عامين لعدم دخولي سلاح المدفعية. لكني كنت ولا زلت فخورًا جدًا بالصاعقة.
رهان وثقة
*حدثنا عن قصة “الرهان” الشهيرة مع المشير طنطاوي في الكلية الحربية. كيف بدأ الرهان على حصولك على فرقة الصاعقة؟
** وأنا في الكلية الحربية، كان يدرِّس لنا النقيب محمد حسين طنطاوي تكتيكًا والنقيب محمد عبدالقادر مرعى كان قريب جدا من الطلاب وسألنى: هتاخد فرقة صاعقة؟ فأجبته: نعم. فرد عليَّ ردًّا يتضمن شيئا من السخرية، وتزامن ذلك مع دخول النقيب طنطاوى وسأل: مين مش هياخد فرقة صاعقة؟ فأجابه النقيب مرعى: معتز، فسألنى: هتاخد فرقة صاعقة؟ أجبته بكل ثقة: نعم يا فندم. حينها راهن بـ”عشرة جنيه من جيبه” والنقيب مرعى بعشرة جنيه، وقال أنني سأحصل على فرقة الصاعقة وأطلع الأول. اجتهدت بكل ما أملك لكي لا أخذل النقيب طنطاوي وثقته بي. وتحمّلت تدريبات شاقة وصعبة للغاية لمدة ثلاثة أشهر، وكسبت الرهان والثقة. وفى التخرج بحضور المقدم جلال هريدى- قائد قوات الصاعقة ومدرسة الصاعقة حينها- نظرت للنقيب طنطاوى وداعبته قائلاً: “العشرة جنيه بالنصف” وما زالت العشرة جنيه مغلَّفة داخل برواز ضمن الأوسمة والتكريمات حتى اليوم.
الزواج.. والحرب
*تزوّجت قبل حرب 67 بعشرة أيام فقط. كيف كان وقع قرار الحرب والنزول إلى ساحات القتال على حياتك الشخصية والزوجية الجديدة؟
** كنت أحلم بالاستقرار وتكوين أسرة مثل أى شاب، لكن القدر كان له رأي آخر. لم يكن هناك وقت للتفكير في الحياة الشخصية أو العاطفية. مرارة الهزيمة كانت أكبر من أي مرارة شخصية. زوجتي تقبَّلت الأمر بصبر عسكري، والإحساس بالواجب والانهيار المفاجئ للدولة بعد النكسة جعل الأولوية المطْلَقة هي “البلد”. وعندما دخلت ساحات القتال وبدأت حرب الاستنزاف، لان قلب والدي علىَّ مرة أخرى وعادت العلاقة كما كانت.
صاعقة وأشباح
*تخرّجت في مايو 67، ودخلت حرب النكسة مباشرة. رغم الخسارة. ما الذي يجعلك تفتخر بمشاركتك في تلك الحرب تحديدًا؟
** أفتخر بمشاركتي في حرب 67 رغم الخسارة؛ لأننا كسبنا مئات الجولات في المعارك التي تلتها. وأتعجّب ممن يتذكّرون 67 ويتجاهلون انتصارات ما بعدها، فهؤلاء “مؤيّدو الهزائم”! الجيش لم يأخذ فرصته وقتها، لكننا اكتشفنا أن مقولة “الجيش الذي لا يُقهر” مجرد كلام فارغ عندما دخلنا ساحة المعركة.
طبيعة الصاعقة
*نود أن نعرف ما هي طبيعة عمل قوّات الصاعقة؟
** المهام الأساسية لقوّات الصاعقة، تتمحور حول الكمائن والإغارات كأَسَاس، بالإضافة إلى زرع الألغام والاستطلاع والتصوير وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات. وما يميّز طبيعة عملهم هو اعتمادهم على قوّة محسوبة (الإغارة) وتشكيل الأفراد والأسلحة حسب نوع المهمة نفسها. ويقتصر تسليحهم على الأسلحة الخفيفة (مثل البندقية الآلية والآر بي جي)؛ لأن أقصى مدى لسلاح فرد الصاعقة هو 300 متر، ولهذا لا تُكلّف الصاعقة بالدفاع، الذي يتطلب أسلحة ثقيلة وبعيدة المدى ولكنها تقوم بالعمليات الصعبة.
“الأشباح”
*وما هو السبب وراء إطلاق الإسرائيليين على جنود الكوماندوز المصري لقب “الأشباح”؟
** “بنت موشيه دايان” في كتابها نقلت عنهم أن “شبحًا خفيًا” كان يطلع من الكوماندوز المصرية، يخطف ويقتل ويفجِّر، لدرجة أن بعض جنودهم جاءهم مرض التبول اللاإرادي من الخوف.
ليل السويس نهار
*نُريد معرفة تفاصيل عملية اقتحام موقع العدو التي قادتها قوة من 140 مقاتلاً في عام 69، وتحديداً في بور توفيق؟
** عام 69، وقبل إنشاء خط بارليف، كان هناك موقع محصَّن بالأسلحة الثقيلة ويحتوي على 5 دبابات يستهدف السويس. هذه النقطة كانت تستهدف مدينة السويس ضربت مركبا فى الميناء ومعامل تكرير البترول التى ظلّت مشتعلة لمدة 10 أيام متتالية وحوّلت مدينة السويس بالكامل الى “نهار مستمر”، واستشهد 150 فردًا من رجال عمليات الإطفاء. وحينها طلب قائد الجيش من المقدّم صالح فضل قائد المجموعة: “عاوزين نؤدِّب النقطة دي”. والمجموعة تضم ثلاث كتائب كل كتيبة قوامها ٢٠٠ مقاتل، وتم إجراء مسابقة تنافسية بين الكتائب الثلاث للقيام بالعملية، وفازت الكتيبة 43 صاعقة الشهيرة “برأس العش” وكنت أحد مقاتليها، وقمنا بإنشاء موقع تدريب بجوار ميناء الأديبة تم إستبداله بموقع آخر فى صحراء حلوان نظراً لسهولة انكشاف الموقع للعدو. تدرّبنا بالذخيرة الحيّة لمدة شهر، حتى أن الخبراء الروس وصفونا بالمجانين وطلبنا مغادرتهم. وبلغ إجمالي القوة 140 مقاتلاً. نفّذنا خداعًا بالمدفعية 7 أيام متتالية قبل العملية، ثم تسلّلنا بـ14 قاربًا. ولتجنّب إبلاغ العدو من فرد تابع للأمم المتحدة بموقع العبور لتنفيذ العملية، قام ضابط الاتصال بالقوات المسلحة بشراء زجاجة ويسكي واصطحبه بعيدًا حتى تم العبور.
أصعب لحظة
*ما هي أصعب لحظة واجهتها أثناء تلك العملية؟ وكيف تمت عملية أسْر الجندي الإسرائيلي؟
** أصعب اللحظات كانت عندما دمّرنا أربع دبابات وفوجئت بالخامسة! وجدت مدفعها في وجهي على بعد متر واحد، ونطقت الشهادة. وخرج أحد أفراد الدبابة، فسارعت عليه وطلبت يده، وحملته حيًا على كتفي وعُدنا به أسيرًا. وصدرت أوامر الانسحاب بكلمة السر: “ستَّك تخاف من الجوافة” بعد تدمير الموقع بالكامل. وعدنا 141 مقاتلًا.
*بالحديث عن هذه الفترة الحسّاسة، هل تتذكّر أي تواصل مباشر أو غير مباشر من القيادة العليا في ظل عدم الاستقرار الذي أعقب النكسة؟
** نعم، أتذكّر موقفاً بارزاً قبل عملية رأس العش. فوجئت باتصال الرئيس جمال عبدالناصر بقائد الكتيبة في نفس شهر النكسة، وكانت هناك حالة من عدم الاستقرار في الجيش. قال له نصاً: “بور فؤاد متتخدش”. وتم الرّد عليه بتأكيد اليقين: “تأكّد يا فندم لو بورفؤاد احتلت هيكون فوق جثثنا جميعًا”. كان لدينا يقين بالدفاع عن الأرض حتى لو تطلّبت أرواحنا.
العَلَم الإسرائيلي!
*وسط هذا الكم الهائل من الأوسمة والتكريمات التي نراها في مكتبتكم، يسترعي النظر وجود العَلَم الإسرائيلي معلقًا. ما قصة هذا العلم؟!
**هذا العَلَم واحد ضمن ثلاثة أعلام حصلت عليها واقتنيتها بنفسي من داخل مواقع العدو التي قمت باقتحامها خلال العمليات. بالنسبة لي، هذا العلم ليس مجرد قطعة قماش؛ إنه نموذج فخر واعتزاز يُذكّرني بأننا اقتحمنا مواقعهم، وحقّقنا النصر على أراضيهم. تعليقه هنا هو شهادة مرئية.
التدمير الشامل
*بالعودة إلى عملية الـ140 مقاتلًا، ذكرت أنكم دمّرتم الملجأ بالكامل. هل كان هناك أي توجيه أو قلق أخلاقي بخصوص هذا التدمير الشامل؟
** في الحرب الأمر يتعلق بالحسم أو الموت. هذا الموقع كان يستهدف المدنيين في السويس. التوجيه العسكري كان واضحاً: “تأديب النقطة بالكامل”. لم يكن هناك وقت للقلق الأخلاقي؛ القلق الوحيد كان ضمان نجاح المهمة وعودة الـ140 فرداً سالمين. عندما دخلت الملجأ بعد التدمير، كان شعوري بالانتصار على العدو يفوق أي شيء آخر.
نسيج وطنى
*نود أن نسمع منك عن وحدة الصف والنسيج الاجتماعي بين المقاتلين في ساحات القتال؟
** وحدة الصف كانت صلبة ومتماسكة جداً. لم نشعر بأي تفرقة بين مسلم ومسيحي. في حرب الاستنزاف، كان الشاويش المسيحي شكرى حبيب مجلع يقف يصلّي معنا، فضلاً عن أنه حافظ للقرآن الكريم. كان نسيجًا وطنيًا في أبهى صوره.
معارك العبور
*ما الدور الذي قمت به في معارك العبور؟
** كُلفنا ككتيبة 43 صاعقة بمهاجمة النقطة القوية في لسان بورتوفيق للمرة الثانية. اشتركنا في الاشتباك حتى حدث الاستسلام يوم 13 أكتوبر، وكان انتصاراً مهيناً لهم.
*من وجهة نظرك كعسكري سابق شارك في كلتا الحربين، ما هو الدافع الحقيقي الذي يجعل الجندي يقاتل بهذه الشراسة، وما رأيك في مقارنة دافع العدو؟
** الدافع كان أنني أحارب أكثر؛ لأن اغتصاب الأرض صعب ومهين. هذا الإحساس هو ما كان يوجّه عملياتي. بينما العدو لم يكن لديه أي دافع لأنه على يقين بأنه على باطل، وعندما كنا نباغتهم بالهجوم كانوا يصرخون. هذا هو الفارق بين من يقاتل دفاعاً عن أرضه ومن يقاتل محتلاً.

غياب توثيق
*ذكرت أن خروجك من الخدمة العسكرية كان نتيجة لظلم وسوء استخدام منصب. هل لك أن تصف لنا وقع قرار الهجرة إلى كندا عليك؟
** كان قرار الهجرة صعباً ومريراً، بل كان إحساساً “بالاغتراب الفعلي”. بعد أن كنت أحارب وأنام في تراب سيناء دفاعاً عنها، وجدت نفسي أُجبر على تركها بسبب خلاف مدني. كان وقع الظلم مؤلِماً، لكن العقيدة العسكرية لا تسمح بالانهيار. قرّرت أن أحول هذه الطاقة إلى تحدٍ جديد.
*إلى جانب مسيرتك العسكرية والأكاديمية، التقيت بالرئيس جمال عبدالناصر. هل تتذكر مناسبة جلوسك معه وماذا طلب منك؟
** نعم، التقيت الرئيس عبدالناصر مرتين، وجلس بجواري وطلب مني شرحاً مفصّلًا في العمليات التي قمت بها.
الصورة الحقيقية
*بعد كل هذه السنوات، كيف ترى طريقة توثيق حرب أكتوبر للشعب والأجيال الحالية؟
** أرى أن الدولة بمشمولها الكبير لم تستغل حرب أكتوبر في التوثيق بالتصوير كما تفعل دول العالم، ولم يتم تصوير حتى العمليات الخاصة. هذا لم يوصل للشعب الصورة الحقيقية ويفقد الثقة، لذا يجب أن يكون هناك توثيق بالصورة، لأن “اليقين القاطع يكون بالصورة وليس بالسمع فقط”.
*كيف تحوَّل البطل إلى أكاديمي بعد حصولكم على درجة الدكتوراه في الهندسة؟
** خرجت من الخدمة العسكرية عام 1983. وفى نفس العام سافرت إلى كندا للعمل وبجوار العمل التحقت بالجامعة في كندا في أول دفعة لدراسة هندسة السلامة والبيئة. سجّلت الماجستير ثم الدكتوراه في تخصص معامل تكرير البترول. وبعد 17 عاماً متواصلة، عدت إلى مصر للعمل كخبير هندسى في شركات البترول.
وعي وتحذير
*ما هي طبيعة المبادرات التطوعية التى تقوم بها لتوعية الشباب، وأبرز التحديات التي حذّرت منها خلال تلك الندوات؟
** بعد عودتى من كندا، قمت بمبادرة لإلقاء ندوات توعوية وتثقيفية للطلاب بالجامعات، لسرد قصصًا حقيقية من خلال مسيرتى وخبرتى العسكرية والأكاديمية. الهدف الرئيسي من المبادرة هو توعية الشباب (الذين يمثّلون 60% من التعداد السكاني) “بعدوِّهم” الحالي، والذي حدّده “بحروب الجيل الرابع والخامس” وما يليه، والتي تهدف إلى تدمير الدولة “بدون طَلْقَة أو طائرة” عبر اختلاق الفتن الطائفية، وشقّ وحدة الصف، ونشر المخدرات، وقتل الأمل والطموح، وتحقير الرموز، ونشر العنف والتجنيد للخونة.
رسالة للشباب
*ما هي رسالتك للشباب المصري اليوم من واقع تجربتك في الحربين؟
** أقول للشباب: جيلنا كان عدوّه معروفاً ومعلوماً، أما أنتم فمن عدوّكم؟ العدو الحالي هو الحروب التي نوَّهت عنها: اختلاق الفتن الطائفية، شق وحدة الصف، قتل الأمل والطموح، وتحقير الرموز. ألقي ندوات توعوية للشباب بالجامعات وأقول لهم: “جيل الحرب عدوّه كان معروفًا.. أنتم عدوّكم خفي”.