مصر- السيسي أوقفت الحرب.. وقضت على “التهجير”
تقارير إسرائيلية: الدولة المصرية أحبطت خطط نتنياهو بحق الفلسطينيين
حسام وهب الله
في اعتراف نادر، أقرَّت الدوائر الاستخباراتية والدبلوماسية الإسرائيلية بنجاح مصر، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في وأد فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والقضاء على الفكرة برُمَّتها، في الوقت الذي أيدتها بعض الدول العربية.
وفي تقرير دبلوماسي نشرت مقتطفات منه قناة 14 الإسرائيلية، أوضحت الخارجية الإسرائيلية أن مصر بقيادة الرئيس السيسي لم تقف عند وأد فكرة استقبال وإيواء أهل غزة في سيناء، بل أجرت اتصالات دبلوماسية على كافة الدول، التي تم طرح اسمها كبديل لمصر في إيواء أهالي غزة، ونجحت ـ مصر ـ في إقناع تلك الدول بعدالة القضية الفلسطينية وأن تهجير أهل غزة إلى أي مكان في العالم يعني القضاء على حق شعب كامل في بناء دولته المستقلة.
أشار التقرير الإسرائيلي إلى أن نجاح مصر في وأد فكرة التهجير أجبر إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على الاتجاه لحلٍّ آخر لوقف الحرب، لتأتي الخطة البديلة من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهي الخطة التي توافقت مع الرؤية المصرية للحل، وفي نفس الوقت أبقت على الحلم الفلسطيني في بقاء شعب غزة في غزة والتمهيد للاعتراف الدولي المتتالي بدولة فلسطين كدولة مستقلة.
هزيمة نتنياهو
وفي تقرير ثان نشره موقع (ديفا) المتخصص في الأمور الاستخباراتية داخل إسرائيل، جاء إن مصر نجحت في هزيمة كافة الخطط الإسرائيلية التي سعت للوقيعة بين الدولة المصرية من جهة والفلسطينيين وأهل غزة من جهة أخرى، حتى أن إسرائيل بقيادة نتنياهو عملت على نقل مفاوضاتها مع قطاع غزة إلى أماكن أخرى بعيدا عن مصر في محاولة لإبعاد مصر عن الملف، لكن كانت محصِّلة الجولات التفاوضية صفر في كل مرة تتم بعيدا عن مصر! ولم تنجح مفاوضات وقف القتال أكثر من مرة إلا بوجود مصر، سواء على الجانب الأمني المخابراتي أو الجانب الدبلوماسي، وهو الأمر الذي وضع نتنياهو في الحرج أمام أجهزته الاستخباراتية التي نصحته أكثر من مرة بعدم التفاوض بعيدا عن الدور المصري بوصفها الأكثر قُدرة على لعب الدور الكبير في نجاح جهود التفاوض والوساطة.
وأشار التقرير إلى أن الخبراء العسكريين والأمنيين وجهوا نصيحة واضحة للحكومة الإسرائيلية مؤخّرا مفادها: إن إسرائيل ليست قادرة على دخول مصر لقائمة أعدائها وعلى الحكومة التفاعل بجدية وإيجابية مع الجهود المصرية لوقف الحرب، خاصة بعد أن أصبحت صورة إسرائيل أمام العالم رسميا وشعبيا في أدنى مستوياتها.

من الهدنة لوقف الحرب
يذكر أنه وفي إنجاز دبلوماسي جديد يُحسب لمصر وقيادتها السياسية، نجحت جهود الوساطة المصرية بمشاركة قطر والولايات المتحدة وتركيا في التوصل إلى اتفاق حول آليات تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، بعد مفاوضات شاقة استمرت لأسابيع متواصلة.
تتويج الجهود المصرية
اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة وعقد قمة شرم الشيخ للسلام بحضور الرئيس الأمريكي ترامب وبمشاركة أكثر من عشرين دولة، جاء تتويجا للجهود الدبلوماسية والسياسية المصرية المكثفة التي تقودها القاهرة منذ نحو عامين لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تعد مصر من أوائل الدول التي تحركت باستضافة مؤتمر القاهرة في أكتوبر 2023، والذي حذرت فيه من اتساع رقعة الصراع في الإقليم.
وركزت جهود مصر على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والدفع نحو إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى النازحين الفلسطينيين، رغم فرض الاحتلال الإسرائيلي حصار خانق يعرقل دخول أية مساعدات لأبناء الشعب الفلسطيني، إلا أن الضغوطات المصرية نجحت في فك الحصار، لضمان وصول المساعدات للمدنيين المحاصَرين في غزة.
وحشدت الدولة المصرية كافة أدواتها الدبلوماسية خلال السنوات الأخيرة دعما للقضية الفلسطينية وحقوق أبناء الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتأكيد على ضرورة تفعيل مسار حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لوقف الصراع والتصعيد في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أدركته الدول الأجنبية والأوروبية التي اختارت الاعتراف بدولة فلسطين والتأكيد على ضرورة حل الدولتين اتساقا مع الرؤية المصرية، ودعما للمبادرة السعودية الفرنسية بهذا الخصوص.
ونجحت جهود الوساطة المصرية في التوصل إلى هدنة إنسانية في غزة يناير الماضي، وذلك بعد تقديم القاهرة رؤية كاملة وشاملة تضمن التوصل لاتفاق، وهي الرؤية التي تبنَّتها الولايات المتحدة الأمريكية وقطر، إلا أن الجانب الإسرائيلي تنصَّل من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق لرغبته في استمرار الحرب على غزة.

تظاهرة حب لمصر
وشهدت شوارع غزة رفع الفلسطينيين صور الرئيس عبدالفتاح السيسي وأعلام مصر، تعبيرا عن تقديرهم للموقف المصري في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. حيث رُفعت الأعلام المصرية على سيارات المواطنين الفلسطينيين، في وقت كانت المساعدات تتدفق إلى القطاع عبر الأراضي المصرية.
وأكد مشاركون أن هذه اللفتة تأتي عرفانًا بالدور الريادي الذي لعبته مصر في دعم الشعب الفلسطيني، مشيرين إلى قيادة القاهرة للتحركات السياسية والإنسانية الرامية إلى إغاثة القطاع، لا سيما من خلال فتح معبر رفح لإدخال المساعدات العاجلة.