رغم أنف الأعداء والأقزام الذين يحاولون تحجيم دور مصر في الاستقرار في الشرق الأوسط فإن الأقدار الإلهية تؤكد للعالم كله مكانتها عند الله وليس البشر فحسب، وأكبر دليل على ذلك حضور زعماء العالم أمس لتوقيع “اتفاق شرم الشيخ للسلام” لوقف حرب الإبادة والمحرقة الصهيونية التي لم تنجح في اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بعد إصرار مصر على رفض التهجير وصفقة القرن رغم الإغراءات الشيطانية.
يكفي التكريم الإلهي لمصر التي ذكرت في القرآن الكريم قرابة الـ 35 مرة بصورة مباشرة وغير مباشرة، وكرِّمت في كل الكتب السماوية، رغم أنف بعض المتأسلمين الذين ينكرون أو يضعفون أو يفسرون بعض النصوص الدينية وفق قلوبهم وعقولهم المريضة الكارهة.
الغريب أنهم ينكرون وصية الرسول- عليه الصلاة والسلام- بأهل مصر عندما قال:” إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحماً”. ومن المعلوم أن النسب والصهر هو لسيدنا إبراهيم بزواجه من السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل، وزواج سيدنا محمد من السيدة مارية القبطية، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم:” الله الله في قبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله”، وكذلك إنكارهم لقول الرسول الكريم: “إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض. فقال أبو بكر: ولم يا رسول الله؟ قال: لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة”، وقد كان لأنبياء الله فيها نسبا وصهرا ومقاما وحماية، كسيدنا عيسى عندما احتمت أمُّه السيدة مريم في مصر وأهلها من بطش الرومان، ولم تذهب إلى الشام أو صحراء الجزيرة، وسيدنا يوسف، وسيدنا يعقوب وموسى، وسيدنا أيوب عليهم جميعاً السلام.
ولم يتوقف حقدهم عند ذلك بل شكَّكوا في حديث يؤكد كون أصل نهر النيل من الجنة، وشككوا في أن مصر المقصودة بقوله تعالى:” وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ” عند حديث القرآن عن دخول المسيح عيسى ابن مريم وأمّه إلى مصر، هربًا من ملك بيت المقدس من قِبل قيصر، وبلغت الوقاحة ذروتها في ارتباط نبي الله يوسف وأبيه يعقوب، بمصر ودخولهما فيها رغم النصوص الصريحة في سورة يوسف!
ولمن لا يعرف قدْر مصر ومكانتها عند الله والرسل والأنبياء عليهم السلام، وكذلك الأولياء والصالحين وأنها ذكرت في الكتب المقدسة وخاصة القرآن، فليقرأ كتاب ابن الكندي عن فضائلها في كتابه:” فضائل مصرالمحروسة”.
حفظك الله يا مصر الأزهر كعبة العلوم الشرعية وقلعة الإسلام واسألوا التاريخ عنها.
كلمات باقية:
يقول الله تعالى:” فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ”.