إن هذه القمة التاريخية جاءت في توقيت بالغ الحساسية، حيث تشتد الأزمات السياسية والإنسانية في قطاع غزة وجميع الأراضي الفلسطينية، وتتعالى أصوات المجتمع الدولي مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، والبحث عن حلول دائمة وشاملة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وتوجت الجهود المصرية بعقد قمة شرم الشيخ التي تمثل اليوم فرصة حقيقية لإعادة بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة، والدفع باتجاه وقف دائم لإطلاق النار، وفتح المسارات السياسية من جديد على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين.
كما تُعد هذه القمة التي أقيمت على الأراضي المصرية بمثابة منصة دولية جامعة، تجمع قادة إقليميين ودوليين، للتأكيد على أن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقهما بالقوة، بل عبر الحوار والتفاهم المشترك.
وفي ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، تمثل هذه القمة الناجحة فرصة ذهبية لتفعيل العمل العربي المشترك، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية ما زالت في قلب أولويات العالم العربي، كما فتحت الباب أمام خارطة طريق جديدة نحو استقرار دائم، يعيد للمنطقة أمنها، ولشعوبها حقها في التنمية والعيش الكريم.
وفي الختام، يثبت الدور المصري الذي لا يزايد عليه أحد مرة أخرى أنه حجر الزاوية في معادلة الأمن الإقليمي، وأن السلام العادل والشامل لا يمكن أن يُبنى إلا بإرادة سياسية صادقة، تقودها دول تمتلك الرؤية والخبرة، مثل مصر الوسيط الأكثر ثقة وفاعلية، حفظ الله مصر قوية وشامخة بشعبها وجيشها ورئيسها.