الداعية م. عبير أنور
في رحاب عصر التكنولوجيا والانفتاح الواسع على العالم الخارجي يبدأ البعض بمقارنة أحواله بما يرى وما يسمع فينقم على حاله أو على اقل تقدير يخجل من حاله ويرى نفسه في قلة، فالتطور سريع ولا سقف له ولا سياج يحمي من هذه المتابعة البغيضة.
وفي هذا الشأن لابد لنا من وقفة ننتبه فيها إلى عدة نقاط، أولها: أنه كلما اتسعت العين ضاق الصدر؛ فلا يشغلك المفقود عن الامتنان للموجود واستشعار النعمة وشكرها. وثانيها: أن الله عز وجل قد وضع معياراً للتفاضل بين الناس في قوله تعالى: “ا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ”، فلا يجوز لنا وضع معايير أخرى لتنشيط حركة حياتنا. لا ننكر أن للدنيا معايير معتادة نراها في القوة والمال والمنصب ولكنها جميعا ليست لها قيمة إن لم تكن في حدود تقوى الله -المعيار المُنجي-.
ثالثا: الشيطان الذي يوسوس ويزين لبنى آدم ويجعله ينقلب على حاله، فإن أصابه الهم أقعده فلم يعد يسعى في رزقه أو يجتهد في عبادته “إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا”. فعلى الإنسان أن يركز في أساسيات شخصيته ليبنيها ويطورها، فقيمتك في شخصيتك وأخلاقك وحضورك، تلاث نواحي يجب أن يهتم بها الإنسان ويعمل على تطويرها ثم يبات مطمئنا فلا داعي للخجل، فليس الشكل معيارا ولا اللبس ولا المقتنيات، فقيمة الإنسان في نفسه، وكما علمنا المصطفى صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وأعْمَالِكُمْ”.