كتب_ محمد لملوم
في لفتة إنسانية مؤثرة جسدت معاني العزيمة والإصرار، شهدت احتفالية مقرأة القرآن الكريم بطنطا خلال تخريج الدفعة الثالثة من المجازين بالقراءات العشر تكريم الطالب الكفيف يوسف السيد عبد المعطي السيد الأشعل، ابن قرية كفر حجازي بمحافظة الجيزة، الحافظ لكتاب الله كاملًا، والمجاز بالقراءات العشر ضمن مشروع “المائة مجاز”، ليكون ضمن أئمة التراويح فى قبلة الجامع الأزهر الشريف فى شهر رمضان المقبل. وروى يوسف الأشعل قصة كفاحه مع القرآن، مؤكدًا أنه رغم فقده نعمة البصر إلا أنه لم يفقد بصيرته وإيمانه، فوهبه الله حفظًا متقنًا لآيات القرآن الكريم بأرقامها ومواضعها ورسم صفحاتها، حتى صار نموذجًا يُحتذى به في التحدي والهمة العالية. وقال يوسف الأشعل، إنه يشعر بفخر واعتزاز لا يوصف لاختياره لإمامة المصلين بقبلة الجامع الأزهر الشريف، واصفًا تلك اللحظة بأنها من أعظم المواقف في حياته. وأضاف الأشعل أن هذا التكريم الإلهي جاء تتويجًا لسنوات من الجهد والمثابرة في طلب العلم وخدمة القرآن الكريم، موجهًا شكره لجامعة الأزهر وقيادتها الحكيمة، ولمشايخه في المقرأة الذين رافقوه بالمتابعة والتشجيع حتى نال شرف الإجازة والإمامة. وأكد أن الأزهر الشريف يظل منارة تهدي العالمين إلى الحق، وأن الوقوف إمامًا في رحابه مسؤولية عظيمة ودافع لمزيد من الإخلاص في تلاوة كتاب الله وتجويده ونشر علومه بين الناس. 
وخلال الاحتفالية، أثنى الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، على تفوق الطالب الكفيف وتميزه في القراءات، مؤكدين أنه مثال مشرف لطالب الأزهر الذي يجاهد في سبيل العلم رغم كل الصعاب. وقد قرر رئيس الجامعة ونائبه تكريمه تكريمًا خاصًا، كما وجها باختياره ليكون إمامًا للمصلين بالجامع الأزهر الشريف في صلاة التراويح خلال شهر رمضان المقبل، تقديرًا لتفوقه، ووعدا بتزكيته تشجيعًا لذوي الهمم من حفظة كتاب الله. وأكد الحاضرون أن قصة يوسف الأشعل تجسد رسالة الأزهر الشريف في تمكين طلابه من حفظ القرآن الكريم وتجويده، وترسيخ قيم الإصرار والإيمان والعمل، لتبقى المقرأة منارة للعلم والنور تهدي القلوب إلى كتاب الله العظيم. جاء ذلك خلال الاحتفال الذى نظمته المقرأة بتخريج النسخة الثالثة من مشروع المائة مجاز بحضور قيادات الأزهر الشريف ولفيف من العلماء والقيادات الشعبية والتنفيذية بمحافظة الغربية.
