بقلم الشيخ رسمى عجلان
باحث أزهرى
أحاديث مشهورة لا تصح أسانيدها لسيِّد الأنام (عليه الصلاة والسلام).
قول: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلا بعداً» . وفي لفظ: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له».
يعتبر ضعيفًا أو باطلاً عند بعض العلماء، مثل الإمام الذهبي: قال ابن الجنيد: كذب وزور. وقال الحافظ العراقي: حديث إسناده لين. قال الألباني: باطل لا يصح من قبل إسناده ولا من جهة متنه.
وأجاب عن درجة صحة هذا الحديث د. على جمعة: “ضعيف بصياغته هذه، لأنها مربوطة بالثواب وليس الفريضة”.
وهي مقولة مشهورة، لكنها غير صحيحة بالصيغة المذكورة، والصيغة الأكثر انتشارًا والمُعبَّر عنها بأثر صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه فهو القائل: “من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدًا”. رواه عنه الإمام أحمد في الزهد، كما في كشف الخفاء ومزيل الإلباس. ولكن نسبته للنبي لا تصح.
والبديل الصحيح لهذا الحديث الضعيف، من القرآن الكريم: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}. ولكن الصلاة التي لا تنهى عن المعاصي هي الصلاة الناقصة في خشوعها وكمالها وليست صلاة باطلة تمامًا، فالمصلّي لها أفضل من المُعْرِض عنها بالكلية، ولذلك يُقال “بعض الشَّرِّ أهون من بعض”. وأكدها رسول الله لما قيل: إن فلانا يصلّي الليل كلّه، فإذا أصبح سرق. فقال: سينهاه ما تقول- أو قال- ستمنعه صلاته. رواه أحمد والبزار والطحاوي والبغوي بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة.