شهدت المسابقة العالمية السادسة والعشرون التي تنظمها حاليا وزارة الأوقاف بقيادة د. محمد مختار جمعة، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشاركة أفريقية كبيرة حتى أنها تعد أكبر قارة مشاركة في هذا العرس القرآني الذي يتم في ظل قيادة مصر للاتحاد الأفريقي.
أعرب المشاركون الأفارقة عن اعتزازهم بالتنافس في حفظ القرآن في مصر الأزهر، التي تعد الداعم الأكبر لقارتها الإفريقية عبر التاريخ مما يؤكد وحدة المصير في للماضي والحاضر والمستقبل.
أشار بعض المتسابقين الأفارقة إلى أنهم أبناء الأزهر درسوا فيه وتلقوا العلوم العربية والشرعية ليعودوا الى بلادهم مستقبلا دعاة ينشرون العلم الشرعي بين عامة المسلمين في بلادهم بلغاتهم الأصلية، وكذلك تعليم لغة القرآن لمواطنيهم حتى يستطيعوا قراءة وحفظ وفهم معاني القرآن عن طريق معرفة اللغة العربية التي نزل بها.
من هؤلاء المتسابقين الأفارقة الأزهريين شمس الدين إبراهيم- من نيجيريا- يدرس بالفرقة الرابعة بكلية الشريعة والقانون، والمتسابق خالد شعيب آدم- من نيجيريا- ويدرس اللغة العربية في مركز الشيخ زايد لتعليم العربية لغير الناطقين بها التابع للمنظمة العالمية لخريجي الازهر.
وثمَّن الأفارقة الأزهريون دور الأزهر ووزارة الاوقاف في تشجيعهم على تعلّم علوم الدين والتنافس الشريف في حفظ القرآن باعتباره من افضل واشرف مجالات التنافس، ولهذا فهم يتطلعون الى مزيد من الدعم وزيادة المنح الدراسية وإرسال مبعوثين من مصر لتعليم الافارقة مبادئ وتعاليم دينهم في مختلف دول القارة التي تشهد حملات معادية للاسلام لتشكيك المسلمين في دينهم واقتلاعه من قلوبهم، وافضل من يقوم بترسيخ الاسلام في قلوب اتباعه هم دعاة الازهر، باعتدالهم ووسطتيهم وعقلانيتهم المشهود لهم بها عبر ، ولهذا فان دعاة الازهر يعدّوا افضل وسائل القوة الناعمة لدعم الوجود المصري في قلوب الافارقة المحبين لها، لأنها كعبة العلم الشرعي التي تعلّم فيها عشرات الآلاف من طلاب مختلف الدول الافريقية، ولهذا فهم يتطلعون الى مزيد من الوجود الازهري في ظل رئاسة مصر للاتحاد الافريقي.
ولم يقتصر الوجود الافريقي في المسابقة العالمية على الافارقة الازهريين بل ان هناك وجودا فاعلا لمن حفظوا القرآن في بلدانهم حفظا متقنا ثم جاءوا الى المسابقة ليتنافسوا فيها بقوة مثل: بنيامين سيد محمد- من دولة جزر القمر- والبالغ من العمر ٢٢ عاما، وحفظ القرآن في مركز سعد بن معاذ التابع للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم.
أما المتسابق محمد عمير- من موريشيس- البالغ من العمر ٢٩ عاما، فقد حفظ القرآن في مسجد دار السلام في بلاده، وسبق له المشاركة في مسابقات قرآنية في السعودية ودبي.
والمتسابق نومينجنحار جولين خالد- من مدغشقر- فقد حفظ القرآن في مسجد ابو بكر الصديق في عاصمة بلاده، وكذلك المتسابق عيسى جمعة- من اوغندا- البالغ من العمر ٣٣ عاما، وحفظ القرآن في المركز الاسلامي في العاصمة الاوغندية كمبالا، كما حفظ المتسابق ابو بكر سو- ابن الثالثة عشر عاما من غينيا كوناكري- القرآن الكريم في مركز الفتح المتخصص في تحفيظ القرآن في بلاده، وكذلك محمد ثاني عيسي- ابن الثانية عشر من نيجيريا- حفظ القرآن في مراكز القرآن في بلاده.
اما النيجيري محمد هارون، المتسابق في الفرع حفظ القرآن كاملا بمعانيه، فهو خريج جامعة نيجيريا وحفظ القرآن بمعانيه بإتقان كبير، وحفظ المتسابق الرواندي “محفوظ جيمانا” القرآن في معهد الهداية ببلاده، وما يزال طالبا في الصف الثاني الثانوي.
اما المتسابق الكيني عبدالعليم عبدالرحيم، فقد حفظ القرآن على يد والدته، وقد حصل مؤخرا على الثانوية العالمية ويتطلع الى الالتحاق بالجامعة.
وكذلك حفظ بعض المتسابقين الافارقة القرآن الكريم خارج بلادهم ليكونوا مجاهدين بحق في تحصيل العلوم الشرعية، ومنهم المتسابق الكاميروني محمد الحبيب آدم- ٢١ عاما- ويدرس بالجامعة الاسلامية بالمملكة العربية السعودية ويتطلع الي ان يكون داعية كبيرا ويحفِّظ القرآن لمسلمي الكاميرون.