التصوف الحقيقي هو سلوك روحي عميق يقوم على تزكية النفس وتهذيبها، والسمو بالروح نحو القُرب من الله تعالى بالمحبّة والإخلاص، بعيدًا عن المظاهر الشكلية أو الادعاءات الزائفة. إنه جوهر الدين الذي يدعو إلى الصفاء القلبي، ونقاء النيّة، والعمل الصالح في صمْت وتواضع.
المتصوف الحق لا ينعزل عن الناس، بل يعيش بينهم بالخير والإحسان، ينشر قيم الرحمة والتسامح، ويجسّد الأخلاق النبوية في سلوكه ومعاملاته. فالتصوف ليس غموضًا ولا خرافة، بل طريق للإيمان الواعي الذي يجمع بين العبادة والعمل، بين المعرفة والخُلُق.
لقد كان أعلام التصوّف عبر التاريخ نماذج في الزهد والورع، أسهموا في نشر الإسلام بقيمه السمحة وسلوكهم الراقي، فحازوا محبّة الناس واحترامهم.
وهكذا يبقى التصوّف الحق مدرسة للروح والعقل، تُعيد الإنسان إلى أصالته، وتغرس في قلبه حبّ الله والخلق جميعًا، فيسير في الحياة بسلام، مؤمنًا أن الصفاء الداخلي هو أعظم طريق إلى الله.





























