هناك كلمات جارحة مؤلمة تذيب النفس ،عندما نسمعها تؤذينا بشدة خصوصا إذا كانت من المقربين لنا، بل أحيانا نجد وقعها على القلب فى شدتها كالرصاصة التى تدمى ولا تميت، ولو يعلم هؤلاء الذين يؤذون غيرهم تأثير هذه الكلمات الموجعة على النفس والأمراض التى من الممكن أن تصيب الإنسان جراء جرح الكرامة لما أقدموا على التفوه بلفظ جارح، وليس هذا فحسب بل تجد عند الكثير حدة شديدة فى إلقاء اللوم على من جاء إليهم يطلب منهم النصح فى موقف ما أو الوقوف بجانبه، فتجد كلامهم لاذعا، قاس، مع أن الرسول صل الله عليه وسلم قال: (الكلمة الطيبة صدقة)، نعم صدقة تتصدقوا بها على أنفسكم وعلى غيركم وتربتوا بها على كتف من يحتاج إلى كلمة واحدة تنتشله وقت الضيق من متاعب الحياة إلى لحظات صفاء يرتاح فيها من التوتر المستمر.
والحقيقة أن الإنسان يحتاج دائما لمن يعينه على صدمات الحياة ويقف بجواره حتى يصل إلى بر الأمان، ولكن المؤسف فى الأمر أن هناك أشخاصا لا يتحملون النقد المستمر، فليس معنى وجود أشخاص قريبة منا أن نظل نتحمل سخافاتهم وأسلوبهم المستفز باستمرار، دعونا نتعلم سويا معنى أرقى من ذلك فى التعامل، فالحياة مليئة بالضغوط التى نعيش فيها، وإذا كان هناك أناس يتسببون لنا فى نغص العيش، فهؤلاء البعد عنهم مكسب كبير وراحة، ولأن الحياة لا تحتمل أكثر من ذلك من الهموم والغموم، لذا علينا أن ننجوا من براثن هؤلاء الذين يصيبونا بالأمراض النفسية التى قد تصل فى بعض الأحيان إلى الاكتئاب، ونصيحة لكل شخص ابتلى فى حياته بهؤلاء الأشخاص ناكرى الجميل، الذي يخرج السم من أفواههم وهم يتكلمون، الذين يقلبون الحقائق فيأذونك ويدعوا عليك بأنك من أخطأت فى حقهم وتجدهم دائما ينتقدوك سواء فى كلامك أو أفعالك أو حتى ربما طريقة ملابسك، ودائما يتهموك بأنك تتصرف دون حكمة وكأنك طفل صغير لا تعى تصرفاتك وأفعالك!
عزيزى القاريء تلك المشكلة أتت من عدة أشخاص بنفس الكلمات، لذا أقول لهم ولكم جميعا: الحياة أعطاها الله لنا هدية جميلة كى نعبده حق العبادة، وكذلك لنعمر الكون ونستمتع بنعم الله علينا الكثيرة فى هذه الدنيا، والحياة قصيرة لا تحتمل هذا النكد المستمر والزعل الذى يؤدى إلى كثير من الأمراض، فافرحوا بالحياة واستثمروا أوقاتكم فى طاعة الله ورسوله، وافعلوا الخير فى كل وقت وحين، ومن يؤذيكم بالقول أخرجوهم من حياتكم وحاولوا ملء وقت فراغكم بما ينفع، أما هم فلا شك فيه محاسبون من الله تعالى، فإذا كان جبر الخواطر عبادة كبيرة يؤجر عليها الإنسان، فكذلك كسر الخاطر يحاسب عليه أشد الحساب، فالحياة لا تحتمل كل هذا العناء والجهد فى التعامل مع هؤلاء الأشخاص، وحقا أصبحنا لا نحتمل المشاكل والنكد المستمر، وكفاكم حزنا وألما، فالحياة بها ما يكفى، فلا تهتم بكلام هؤلاء ولا تحزن ولا تحسب لتلك الكلمات حسابا، وثق فيما عند الله لك من الخير وكفى بالله أن يكون عليهم حسيبا، فما عند الله لا يضيع أبدا وثق بأنه عند الله تجتمع الخصوم وعند الله أبدا لا تضيع الحقوق.


























