أحاديث مشهورة بين الناس لا تصح أسانيدها لسيد الأنام، قول «الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهائم الحشيش». وفي لفظ: «الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب».
هذان القولان لا أصل لهما في السنة النبوية، حيث أن كلاً منهما يعتبر حديثاً ضعيفاً أو موضوعاً، وهذا يعني أنهما لم يثبتا عن النبي.
وقد أوضح ذلك الحافظ العراقي فقال: لم أقف له على أصل، وقال عبدالوهاب ابن تقي الدين السبكي: لم أجد له إسناداً، وقال الألباني: لا أصل له. ومعنى لا أصل له: أنه ليس له وجود في شيء من كتب السنة.
وقال فضيلة الشيخ عطية صقر (رحمه الله): وأما ما اشتُهِر على الألسنة من قولهم: إنَّ النبي قال: (الحديث في المسجد يأكل الحسناتِ كما تأكل النَّار الحطب) فهو كذب لا أصل له.
والبديل من السنة الصحيحة. ما رواه ابن حِبان في صحيحه أن النبي قال: (سيكونُ في آخرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يكون حديثهم في مساجدهم ليس لله فيهم حاجة) وظاهر الحديث أن الكلام في المسجد أيًّا كان نوعه مَمْنوع.
لكن المُحَقِّقين من العلماء قالوا: إنه يجوز في الأمور المُهمة في الدِّين والدُّنيا ما لا حُرْمَة فيه ولا باطل.
لما رواه الإمام أحمد عن جابر قال: شهدت النبي أكثر من مائة مرة في المسجد وأصحابه يتذاكرون الشعر وأشياء من أمر الجاهلية، فربما يبتسم معهم).
فالحديث الممنوع هو الباطل الذي يُشَوِّش على المُصلين، أو الذي يذهب بكرامة المسجد وآدابه.


























