صرح ثقافي يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة
د. أحمد غنيم: التصميم مُستمد من الخطوط الهندسية لأهرامات الجيزة
57 ألف قطعة أثرية والمسلة المعلّقة والبهو والدرج العظيم
12 قاعة رئيسية منها “الملك توت عنخ آمون” و”مراكب الملك خوفو”
“مركز الترميم”.. للتعليم والبحث والتدريب في علم المتاحف والمصريات والآثار
الزوَّار 20 ألف يومياً.. بعد الافتتاح الرسمي
تقرير: أحمد شعبان
في الأول من نوفمبر، وفي مشهد ينتظره الجميع بشوق ولهفة، يشهد العالم حدثًا ثقافيًا وتاريخيًا استثنائيًا يتمثل في الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، أيقونة معمارية وثقافية تُعد الأكبر من نوعها لعرض حضارة قدماء المصريين، وأحد أهم المتاحف الأثرية على مستوى العالم.
يمثّل هذا الحدث نقطة تحوّل في عرْض التراث الفرعوني، حيث يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون.
عظمة الحضارة المصرية
ويُعد الافتتاح تتويجًا لسنوات من الجهد والتخطيط، مما يعزّز مكانة مصر كمركز حضاري وسياحي عالمي، ويؤكد على التزامها وريادتها في الحفاظ على تاريخها العريق وتراثها الإنساني، وتقديمه للأجيال القادمة بأسلوب معاصر يليق بعظمة الحضارة المصرية، ويضعها في صدارة المشهد الثقافي العالمي، كوجهة لا غنى عنها لعشاق التاريخ والحضارة.
وتعد الدولة المصرية لاحتفالية كبرى؛ بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، بحضور عدد من قادة ورؤساء الدول وكبار الشخصيات البارزة في العالم.

حضارة واحدة
يقول د. أحمد غنيم- الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير-: المتحف المصري الكبير يُعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وهي الحضارة المصرية القديمة، ويجسّد رؤية حديثة لعرض التاريخ باستخدام أحدث تقنيات القرن 21.
وحول مراحل إنشاء المتحف، أشار د. غنيم إلى أن مساحة موقع المتحف 117 فدانًا أي حوالي 490 ألف متر مربع، وتم وضع حجر الأساس عام 2002، وبدأ العمل في إنشاءات المبني عام 2012، ولكن كانت وتيرة العمل بطيئة حتى 2016 التي تعد نقطة إطلاق الأعمال حتى تم الافتتاح التجريبي والانتهاء من جميع الأعمال والإعلان عن الافتتاح الرسمي له في 1 نوفمبر المقبل.
هندسة الأهرامات
أوضح د. غنيم، أن تصميم المتحف مُستمد من الخطوط الهندسية لأهرامات الجيزة، حيث اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.
أضاف: يرتكز سيناريو العرض المتحفي حول ثلاثة محاور هي: المجتمع، والملكية، والمعتقدات الدينية، ويضم المتحف 57 ألف قطعة أثرية، والمسلَّة المعلَّقة للملك رمسيس الثاني، والبهو والدَرَج العظيم، والقاعات الـ12 الرئيسية.
أشار إلى أنه يضم أيضاً قاعات الملك توت عنخ آمون، أيقونة المتحف، والتي ستُفتتح مع الافتتاح الرسمي الكامل له، لتعرض لأول مرة في مكان واحد المجموعة الكاملة للملك الذهبي منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922.
ولفت د. غنيم، إلى أن المتحف يضم مراكب الملك خوفو: ويعرض به المركب الأولي التي تم نقلها من مكان عرضها بمنطقة أّهرامات الجيزة، والمركب الثانية التي تم اكتشافها ونقلت ألواحها ليتم ترميمها وإعادة تركيبها أمام الزائرين بمتحف المراكب، ومتحف للطفل لتعريف الأطفال بالحضارة المصرية العريقة.
كما يضم “مركز الترميم”، وهو مركز عالمي تعليمي بحثي تدريبي لعلم المتاحف والمصريات والآثار، ويحتوي على معامل متعددة في كافة التخصصات ومجهّز بأحدث أجهزة التكنولوجيا الحديثة.
رحلة افتراضية
وحول الوسائل التكنولوجيا الحديثة التي يتميز بها المتحف، أوضح د. غنيم أنه يشتمل على شاشات رقمية بالبهو تسمع بالتصوير الشخصي وتعرض معلومات عن المتحف ومحتوياته، وبه قاعات محاكاة رقمية لمقابر من عصر الدولة الوسطى، تعرض تصميم المقابر ومقتطفات من نقوش ورسومات الجدران.
أضاف: كما يضم المتحف قاعة مخصصة لتقنية الواقع المختلط (HoloLens)، والتي تتيح للزائر عبر نظَّارات خاصة رحلة افتراضية لتطوّر أساليب الدفن في مصر القديمة منذ البئر وحتى بناء الهرم، ويقدّم عروضا تفاعلية بقاعات الملك توت عنخ آمون تشمل محاكاة لمقبرته وقصة اكتشافها، وعرض رقمي لمجموعة من أبرز القطع التي عُثر عليها داخل المقبرة.
20 ألف زائر
وحول أعداد الزائرين (التشغيل التجريبي- المتوقَّعة بعد الافتتاح)، أشار الرئيس التنفيذي إلى أنه يتراوح متوسط عدد الزائرين اليومي حالياً (التشغيل التجريبي) بين 5,000 و6,000 زائر، وأعداد الزائرين المتوقعة بعد الافتتاح سوف تتراوح ما بين 15,000 و20,000 زائر يومياً.





































