أكد خبراء الإعلام وشئون المرأة، أهمية دور المرأة الحيوي في التواصل الحضاري، مشيدين بما حققته المرأة من تقدّم حضاري في شتّى مجالات الحياة وعلى كافّة المستويات، لافتين إلى أن الإسلام أعلى من مكانة المرأة وكرّمها.
جاء ذلك فى المؤتمر العلمى “دور المرأة في التواصل الحضاري”.. الذى عقد بمقر الجامعة الحديثة بالمقطم، تحت رعاية الشيخ د. محمد بن عبدالكريم العيسى- رئيس رابطة الجامعات الإسلامية- د. ألفت كامل- رئيس الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات- ونظّمته رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع مركز بحوث الإعلام والمرأة والنوع الاجتماعي بكلية الإعلام، اليوم الأربعاء بقاعة المؤتمرات بالجامعة. في إطار اهتمام الرابطة والجامعة الحديثة بدعم قضايا المرأة وتعزيز دورها في بناء الجسور الثقافية والحضارية بين الشعوب، وإبراز إسهاماتها الفعالة في الحوار بين الثقافات وتطوير منظومة القيم الإنسانية المشتركة.
ترأَّس المؤتمر د. سامي الشريف- عميد كلية الإعلام، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية- فيما تولّت د. ولاء يحيى مصطفى- مدير مركز بحوث الإعلام والمرأة والنوع الاجتماعي- مهام الأمين العام للمؤتمر.
أكدت د. أُلفت كامل- رئيس الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات- أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يأتي في إطار اهتمام المركز بدور المرأة في المجتمع ومكانتها الريادية. مشيدة بالدعم الكبير الذي توليه الدولة والقيادة السياسية للمرأة المصرية والعربية، والتي كانت ولا تزال ركيزة أساسية في بناء الحضارة ودفع مسيرة التنمية في مختلف المجالات.
كما أعربت عن فخرها بما حققته المرأة المصرية من إنجازات غير مسبوقة، إذ أصبحت قاضية ونائبة وعميدة ورئيسة، مؤكّدة أن هذه المكانة جاءت ثمرة لثقة القيادة السياسية في قُدرات المرأة ومنحها فرصًا واسعة للمشاركة في الحياة العامة والتمثيل النيابي.
أشار د. سامي الشريف- الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية- إلى أن المؤتمر يأتي تأكيدًا على أهمية إبراز الأدوار الفاعلة للمرأة في المجتمع، فضلا عن توضيح دورها في التواصل الحضاري. موضحا أن المرأة كانت عبر التاريخ رمزًا للتواصل الحضاري، وقد سُطِّر اسمها في صفحات التاريخ من خلال المَلِكَات وما قمن به من اتفاقيات دولية خلّدت أسمائهن، إذ لم تخلُ أية مرحلة زمنية عبر التاريخ من تفاعل المرأة وإسهاماتها.
وأكد أن الحضارة الإسلامية كرّمت المرأة وأعلَت من شأنها، حيث أكّدت الشريعة الإسلامية مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الكرامة والحقوق، واستشهد بقوله تعالى: «يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور»، لافتًا إلى أن تقديم الإناث في الذِكر دليل على تكريم الله لهن. موضحا أن قوله تعالى: «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ» يعبّر عن تكريم المرأة بمنحها حقها في الاستقرار والكرامة داخل الأسرة.
وأكدت د. نورهان الشيخ- الأمين العام المساعد لرابطة الجامعات الإسلامية، عضو مجلس الشيوخ- أهمية هذا الحدث العلمي الذي يعكس الاهتمام المتزايد بدور المرأة في المجتمع ومشاركتها الفاعلة في مختلف المجالات. مستدركة أن الطريق ما زال مفتوحًا أمام مزيد من الجهود لمنح المرأة كامل حقوقها وتعزيز حضورها في جميع المجالات، موجّهة التحية لجميع الرموز النسائية المصرية والعربية التي أسهمت في ترسيخ مكانة المرأة على المستويين المحلي والدولي، مؤكدة أن خدمة المرأة والإنسانية تظل من أنبل صور العطاء وأسمى الرسالات.
أوضحت د. ولاء يحيى- مدير مركز بحوث إعلام المرأة والنوع الاجتماعي بالجامعة الحديثة- أن هذا المؤتمر يعد أولى الفعاليات العلمية للمركز، ويمثّل خطوة مهمة نحو تعزيز البحث العلمي المتخصص في قضايا المرأة والنوع الاجتماعي. وأن المؤتمر يستهدف إلقاء الضوء على قضايا المرأة من منظور علمي وموضوعي بعيد عن التهوين أو التهويل، مع التركيز على مناقشة مختلف القضايا التي تهم المرأة وتؤثّر في مسيرتها المجتمعية والإنسانية والحضارية.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية تم تكريم عدد من النماذج النسائية المشرّفة داخل مصر والوطن العربي، تقديرًا لإسهاماتهن المتميزة في دعم قضايا المرأة والمجتمع في مختلف المجالات. شمل التكريم عددًا من الرموز القضائية والفنية والإعلامية والعلمية، من بينهن: المستشارة أمل عمار- رئيس المجلس القومى للمرأة- التي تُعد من أوائل ثلاثين قاضية التحقن بسلك القضاء في مصر، تقديرًا لمسيرتها الرائدة في مجال العدالة ودعمها المستمر لقضايا المرأة.
الفنانة القديرة سوسن بدر، لما قدّمته من أعمال درامية وفنّيّة متميّزة عكست واقع المرأة المصرية والعربية وأسهمت في إبراز قضاياها بصورة راقية ومؤثّرة.
كما شمل التكريم عددًا من الشخصيات الإعلامية والعلمية البارزة من داخل وخارج الوطن العربي، تقديرًا لجهودهم في خدمة المجتمع وتعزيز الوعي بدور المرأة الحضاري في التنمية والبناء، منهن “فضيلة” رئيسة رابطة صفحيين الإمارات.
شهد المؤتمر حلقتين نقاشيتين، جاءت الأولى بعنوان: “المرأة في الإعلام والشأن العام” أدارتها د. منى الحديدي، بينما جاءت الحلقة الثانية بعنوان: “المرأة وقيادة العمل السياسي والتطوعي” وأدارتها د. نورهان الشيخ.




























