تتجه أنظار العالم- السبت المقبل- لحدث عالمي استثنائي طال انتظاره، هو افتتاح المتحف المصري الكبير، ذلك الصرح الثقافي العملاق الذي يقف شاهدًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة، وإبداع الإنسان المصري عبر آلاف السنين.
يأتي هذا الافتتاح العالمي الذي سيشرِّفه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونخبة كبيرة من قادة وزعماء ورؤساء العالم، ليعلن ميلاد وجهة ثقافية وسياحية تُعد الأضخم من نوعها في العالم، تجمع بين عبق التاريخ وروح الحداثة في أروع تجلٍّ للهوية المصرية.
لا يقتصر المتحف على كونه معرضاً للآثار، مع أنه يضم حوالي 57 ألف قطعة أثرية، وهو ما لم يوجد في أي متحف في العالم، وهذا لأن مصر تملك بمفردها ثلث آثار العالم، بل يُعد مؤسسة علمية وثقافية متكاملة تضم مراكز للترميم والبحث والتعليم والتدريب، مما يجعله منارة للعلم والمعرفة في مجال الآثار والتراث.
إن افتتاح المتحف في هذا التوقيت يحمل دلالات عميقة، فهو رسالة للعالم بأن مصر لا تكتف بالاحتفاظ بماضيها المجيد، بل تجيد توظيفه في بناء حاضرها ومستقبلها. فالمتحف ليس فقط مركزًا لاستعادة أمجاد الفراعنة، بل رمزٌ للنهضة الثقافية والحضارية التي تعيشها مصر الحديثة في ظل رؤية شاملة تهدف إلى جعل الثقافة محورًا للتنمية والسياحة والاستثمار.
ومن المنتظر أن يجذب المتحف ملايين الزوار من مختلف دول العالم، ليكون نقطة التقاء بين الشعوب والحضارات، ونافذة تُطل منها الإنسانية على أقدم حضارة عرفها التاريخ. فكل قطعة أثرية تحكي قصة إنسانية، وكل جدار من جدرانه يروي فصولًا من مسيرة الإنسان المصري الذي شيّد المعابد وكتب على الحجارة دروس الخلود.
بهذا الحدث التاريخي، تثبت مصر أنها ما زالت قادرة على إبهار العالم كما كانت منذ فجر التاريخ، وأنها حارسة الحضارة وراعية التراث الإنساني. وسيظل المتحف المصري الكبير علامة مضيئة في مسيرة الوطن، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين الفن والعلم، ليصبح بوابة مصر نحو المستقبل ومصدر فخر لكل مصري.
وعندما تُفتح أبواب المتحف، ستتجه أنظار الملايين إلى الجيزة، موقع المتحف بقرب الأهرامات الثلاثة، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في مشهد مهيب يروي قصة وطن استطاع أن يحافظ على تراثه ويقدمه للأجيال القادمة بكل فخر واعتزاز. إنه يوم سيُكتب في ذاكرة التاريخ كعنوان جديد من عناوين العظمة المصرية التي لا تنتهي.
ولا شك أن المتحف المصري الكبير سيكون منارة للحوار بين الحضارات، ومقصدًا لعشاق التاريخ من كل القارات. فهو يجمع في طياته رسالة سلام وتفاهم بين الشعوب، ويؤكد أن مصر، التي أنجبت أول حضارة في التاريخ، ما زالت قادرة على أن تُبهر العالم بما تقدمه من إنجازات معاصرة تحترم الماضي وتخاطب المستقبل.
إنه ليس مجرد افتتاح لمتحف جديد، بل ميلاد لعصر ثقافي جديد، تتلاقى فيه عبقرية الماضي مع إنجازات الحاضر، في مشهد مهيب يؤكد أن مصر كانت وستظل قلب الحضارة الإنسانية النابض.
 
		



























