وافق موعد المدرسة القرآنية بمسجد “شباب أهل الجنة”، بالتجمع الأول، لهذا الأسبوع يوم افتتاح المتحف المصري الكبير، وعادة ما يتألف يوم المدرسة من ثلاث فقرات، أولها: حفظ ومراجعة القرآن: ثم درس من القصص القرآني؛ ثم تأتي الصناعات الصغيرة ليتعلم الأطفال مهارة جديدة.

تقول الداعية م. عبير أنور، مشرفة المسجد، مسئولة التحفيظ: وكأي يوم وبينما أنا في طريقي إلى المسجد قفزت إلى رأسي فكرة أن أخصص الدرس للحديث عن الوطن، وأنه لولا الأمن والأمان ما استطاع المؤمن أن يحقق مراد الله فيه. واستطردت في شرح هذه النقطة فبينت لهم أن الله عز وجل خلقنا لوظيفتين أساسيتين: أولهما العبادة “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”، من صلاة وصوم وزكاة، وأنه توجد عبادة أخرى يحبها الله وهي العبادة التعاملية بأن يأمن الناس شرك، بل تعاملهم بالصدق والأمانة والوفاء والعفو.
أما الوظيفة الأخرى فهي إعمار الأرض “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً” أو بمعنى آخر مسئولياتك، والتي تتغير من مرحلة سنية لأخرى، فاليوم أنت طالب مسئول عن دراستك وقرآنك وبر والديك، وغداً لك وظيفة ولك أسرة مسئول عنها، فلابد من الاجتهاد في العبادة وتحديد ما يقع على عاتقك من مسئوليات في كل مرحلة للقيام بها على أكمل وجه.
تضيف: ثم كان السؤال هل تستطيع ان تقوم بعباداتك ومسئولياتك دون وطن يحميك؟ دون بيئة من الأمن والأمان؟ وجاءت الإجابة: العبادة صلة بين العبد وربه يؤديها المؤمن على أي حال ولكن إعمار الأرض؛ والتعاملات والمسئوليات تحتاج إلى بيئة صالحة؛ فوجب شكر الله على نعمة الوطن ونعمة الأمان ونعمة التطوير.
تستطرد د. عبير قائلة: وامتد بنا الحديث إلى إننا ننتمي إلى وطن عريق، محط أنظار الجميع، فبلادنا جاذبة للسياح من كافة أنحاء العالم، فمن أراد المناخ المعتدل والشمس الساطعة جاءنا، ومن أراد السياحة الثقافية، فبغيته عندنا، فلدينا الأهرامات والآثار والمتاحف. واليوم مصر تتزين بافتتاح ذلك الصرح “المتحف المصري الكبير”. ومن أراد الود والكرم فليأت إلى “أم الدنيا”.
لمثل هذا الوطن يجب أن نعمل وبه نفخر؛ وأول عمل أنت مكلف به؛ أن تبني نفسك، تتعلم وتستذكر دروسك وتصبح نافعا لنفسك ولوطنك.
تواصل د. عبير أنور حديثها قائلة: وبعد الانتهاء من هذه الكلمات تم توزيع الأعلام على الأطفال، وتشاركنا جميعا في أداء النشيد الوطني -بلادي بلادي لك حبي وفؤادي- ولكن لما ينته احتفالنا بعد، بل تم التقاط الصور لجميع الأطفال وقمت باستخدام إحدى التطبيقات الإلكترونية التي تُحول الصور لتحاكي ملوك وملكات الفراعنة وأرسلتها إلى جميع الأطفال، ففرحوا بها واستحسنها الآباء، وشكرت الله عز وجل على تلك الفكرة التي أضفت روحا لليوم، وشكرته تعالى على هذه الأسماع الصغيرة التي رزقنيها بغير حول مني ولا قوة، فالعمل مع الأطفال يمنحك طاقة إيجابية رائعة ومحبة صافية وتلقائية، ونقش كلمات القرآن داخل قلوب صغيرة، اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا، وتقبله خالصا إلى وجهك الكريم.






























