كتب محمد لملوم
كانت ساحة أبو الحجاج بمدينة الأقصر غارقة في أجواء الفرح والبهجة خلال الاحتفال التاريخي بافتتاح المتحف المصري الكبير، الأضواء تملأ المكان، والأعلام ترفرف في أيدي الأطفال، لكن بين كل هذه الوجوه المبتسمة، كانت هناك ابتسامة مختلفة… ابتسامة انتصرت على الألم.
تلك كانت ابتسامة جويرية جمعة عبدالسلام، الطفلة الصغيرة التي خرجت من عباءة المرض لترتدي ثوب الأمل، زيًا فرعونيًا يعكس حضارة وطنها العريق، ووقفت بكل براءة وثقة وسط الجموع في ساحة أبو الحجاج، كأنها إحدى أميرات مصر القديمة عادت من صفحات التاريخ لتشهد الحدث العظيم.
تقول هناء أبو القاسم أحمد أحمد، والدة جويرية، بصوت يخالطه الفخر والدموع لعقيدتى: ” نزلنا مخصوص علشان نفرّحها ونخليها تشارك في هذا الاحتفال الكبير الذى يتابعه العالم كله . الأقصر بلدنا، وإحنا فخورين بيها وبحضارتها، وكان لازم جويرية تكون هنا… تشوف الناس فرحانة، وتفرح معاهم لأن دور العامل النفسى كبير ومهم فى العلاج”.
لكن خلف تلك الابتسامة البريئة تختبئ قصة صبر مؤلمة، فجويرية ليست كبقية الأطفال، إذ تحارب السرطان منذ كانت في عامها الأول. بدأت رحلة الألم عام 2019، وما زالت مستمرة حتى اليوم بين جدران مستشفى 57357، سبع سنوات من الصبر والرجاء، مرت خلالها بانتكاسات مؤلمة، لتعود من جديد بقوة المقاتلة الصغيرة.
تقول الأم: “حالياً جويرية بتعاني من ورم في المخ والظهر، ودي مرحلة متقدمة من المرض. عايشة على المسكنات، لكن الحمد لله على كل حال. كل ما نتمناه حاليًا إنها تسافر للعلاج خارج مصر، يمكن تلاقي هناك أمل جديد”.



































