عندما شاهدت الافتتاح المبهر والتاريخي للمتحف المصري الكبير والجديد الذي قاده الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي قدم للعالم أكبر تجمع أثري في العالم، سمعت هاتفا من داخلي يقول: “عظيمة يا مصر يا أم التاريخ”.
“تحيا مصر” التي كرمها الله قبل خلقه، فإذا كان الله فضل الأماكن علي بعض؛ فضل البيت الحرام وبيت المقدس وطور سيناء علي كل الأماكن؛ فأقسم بها في القرآن الكريم فقال تعالي: “وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ”، فقد شرف الله أرض مصر وجعلها آمنة، فقال تعالي، علي لسان نبيه يوسف عليه السلام:” وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” كما أن سيدنا محمد رسول الله ﷺ أوصي بأهلها خيرا فقال: “أحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً”.
مصر مكرمة في الكتب السماوية وخاصة القرآن الكريم، وكذلك في السنة النبوية المطهرة، فهي أرض الأنبياء والصحابة والصالحين، فقد ذكرت في العهدين القديم والجديد 698مرة، ومن ذلك ما روي عن كعب الأحبار قال:” مصر بلد معافاة من الفتن مَن أرادها بسوء كبه الله على وجهه”. وذكر الله تعالى مصر في أربعة مواضع في كتابه الكريم، وفي ذلك تشريف لها وتكريم، فقال:” وَقَالَ ٱلَّذِي ٱشۡتَرَىٰهُ مِن مِّصۡرَ لِٱمۡرَأَتِهِ…”، وقال سبحانه:” وَقَالَ ٱدۡخُلُواْ مِصۡرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ”، وقال كذلك:” وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُيُوتٗا وَٱجۡعَلُواْ بُيُوتَكُمۡ قِبۡلَةٗ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ”، وقال سبحانه قاصاً قول فرعون:” قَالَ يَٰقَوۡمِ أَلَيۡسَ لِي مُلۡكُ مِصۡرَ وَهَٰذِهِ ٱلۡأَنۡهَٰرُ تَجۡرِي مِن تَحۡتِيٓۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ”، وذكرها سبحانه إشارة في مواضع عديدة تبلغ قرابة الثلاثين.
مصر ليست دولة فقيرة لأن الله وصفها في القرآن بأنها خزائن الأرض فقال سبحانه وتعالى قاصاً قولَ يوسف عليه الصلاة والسلام:” قَالَ ٱجۡعَلۡنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلۡأَرۡضِۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٞ”. وما ذلك إلا لكثرة خيراتها، وجودة أرضها، وخزائن الأرض لأن قيمة مصر في ذلك الوقت تعادل الكوكب الأرضي بأسره.
ولم يذكر نهر من الأنهار في القرآن سوى النيل، وذلك في قوله تعالى:” وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَرۡضِعِيهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ..”، وأجمع المفسرون على أن المقصود باليم هنا هو نيل مصر، وقال الكندي: “لا يُعلم بلد في أقطار الأرض أثنى الله تعالى عليه في القرآن بمثل هذا الثناء، ولا وصفه بمثل هذا الوصف، ولا شهد له بالكرم غير مصر”. وأقسم بها في القرآن الكريم فقال الله تعالي:” وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ”، لما لا؛ فهي منزل للأنبياء والأماكن المقدسة، فمصر مليئة بالأماكن المقدسة ومهبط لكثير من الأنبياء، ففيها سيناء التي ذكرها الله في القرآن أكثر من مرة، فقال تعالى:” وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ”.





























