المتحدث باسم الأوقاف:
يجمع بين علم الشريعة وفهم الواقع.. والإجراءات الإدارية بدأت والانتهاء منها قبل رمضان
كتبت- إسراء طلعت
أثار إعلان وزارة الأوقاف عن دوري الأئمة النجباء، عدة تساؤلات عن الهدف من تلك المسابقة؟ وكيف سيتم الانتقاء من بين آلاف الأئمة على مستوى الجمهورية؟ ومتى ستنطلق؟ وهو ما أجاب عنها د. أسامة رسلان المتحدث باسم وزارة الأوقاف في تصريحات خاصة لـ”عقيدتي” في السطور القادمة.
قال د. رسلان: إن مسابقة «الأئمة النجباء» تُعد واحدة من أبرز المبادرات النوعية التي أطلقها د. أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في إطار خطة شاملة تهدف إلى رفع الكفاءة العلمية والفكرية للأئمة في مختلف المحافظات، مشيرًا إلى أن المسابقة تمثل خطوة عملية نحو تجديد الخطاب الديني من خلال الاستثمار في العنصر البشري والارتقاء بمستوى الأئمة علميًا وثقافيًا ومهاريًا.
أوضح، أن الوزير وضع تصورا متكاملا للمسابقة لتكون نموذجا يحتذى في تأهيل الدعاة وتنمية مهاراتهم في فهم الواقع ومخاطبة الجمهور بلغة معاصرة تتسق مع روح العصر، لافتاً إلى أن المسابقة تعتمد على نظام المراحل، حيث تبدأ المنافسات داخل الإدارات الفرعية، ثم على مستوى المديريات في كل محافظة، لتُرشح كل مديرية 10 أئمة يمثلون صفوة الدعاة المتميزين، قبل أن تُختتم المنافسات بمرحلة نهائية يشارك فيها 270 إمامًا من 27 محافظة؛ يتنافسون على المراكز الثلاثة الأولى.
أضاف: الجوائز المخصصة للمسابقة تُعد الأكبر من نوعها في تاريخ الوزارة، إذ يحصل الفائز بالمركز الأول على 100 ألف جنيه، والثاني 70 ألفا، والثالث 50 ألفا، إلى جانب مكافآت تشجيعية للمديريات المتميزة التي تُظهر التزامًا وكفاءة في إعداد أئمتها وتدريبهم.
وأشار «د. رسلان» إلى أن المسابقة تمثل ترجمة عملية لتوجيهات الوزير بضرورة الجمع بين علوم الشريعة وعلوم الواقع كعلم النفس والاجتماع والقانون والإعلام، حتى يكون الإمام قادرًا على التعامل الواعي مع قضايا المجتمع، وتحليلها وتقديم الحلول الشرعية لها بروح علمية رصينة، مؤكدًا أن الإمام العصري يجب أن يكون قدوة فكرية ومجتمعية يمتلك أدوات التأثير في الشباب، ويمثل نموذجًا يحتذى به في الوعي والانفتاح والانضباط.
تابع: “إن أولى خطوات تجديد الخطاب الديني تبدأ من تدريب القائمين عليه، ولذلك حرص د. أسامة الأزهري منذ توليه المسئولية على إطلاق برامج تدريبية متقدمة، تستهدف إذكاء معارف الأئمة وتنمية مهاراتهم الاتصالية والفكرية والثقافية، وفق معايير دولية تقوم على فكرة «تدريب المدربين»، ليصبح الإمام مؤهلًا لتقديم رسالة التجديد والوعي بصورة نقية وعلمية راقية داخل مصر وخارجها”.
وأكد «د. رسلان» أن الوزارة تعمل حاليا على دمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في منظومة التدريب والدعوة، من خلال تطوير المحتوى الرقمي وتدشين تطبيقات ومنصات تعليمية تُسهم في توسيع قاعدة المستفيدين من البرامج العلمية، إلى جانب إعداد مكتبة إلكترونية علمية متخصصة تُتيح للأئمة والواعظات الاطلاع على أحدث الدراسات والبحوث في الفكر الإسلامي وقضايا المجتمع.
وأشار إلى أن المسابقة ليست مجرد نشاط داخلي، بل هي مشروع وطني متكامل يهدف إلى بناء عقل الإمام وتنمية ملكاته الفكرية وتحفيزه على الاجتهاد والإبداع، مضيفًا: أن المنافسة الشريفة بين الأئمة تُعزز روح الانتماء للرسالة الدعوية وتُرسخ قيم العمل الجماعي والتكامل بين المديريات المختلفة.
وحول موعد انطلاق المسابقة، أوضح د. رسلان أن الاجراءات الإدارية للمسابقة بدأت بالفعل، كما أنه من المتصور أن يتم الانتهاء منها قبل شهر رمضان المقبل.
واختتم د. رسلان تصريحه قائلا: “تسعى وزارة الأوقاف من خلال هذه المبادرة إلى صناعة جيل جديد من الأئمة النجباء الذين يحملون راية الوسطية والتجديد، ويقدمون الإسلام في أبهى صورة من الفهم والاعتدال والعلم الراسخ، مؤكدًا أن الوزارة ستواصل تنظيم هذه المسابقة بصفة دورية سنوية، مع التوسع في فروعها داخل كل المحافظات، حتى تشمل جميع الإدارات الدعوية، لتصبح نموذجًا مؤسسيًا لتأهيل القيادات الدينية وتطوير الخطاب الديني في مصر”.





























