رؤية: إيهاب نافع
في مشهد حضاري راق وبديع، وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي برفقة ملوك ورؤساء العالم وجها لوجه مع أغلى قطعة أثرية في تاريخ البشرية، وهي ذلك القناع الذهبي للملك المصري توت عنخ آمون. مشهد يتخطى حدود التاريخ والجغرافيا والحضارة والإبداع والرُّقي، إلى آفاق أكثر رحابة تتمثل في شهود العالم أجمع لهذا المحفل التاريخي المهم الذي تتبَّعه الجميع- محبّين وكارهين- كلٌّ بأُمِّ عينيه، لكن يقيناً يبقى الحاضر بقوّة كون تلك القوة الناعمة والتأثير الدولي لهذا الاحتفال العظيم ممتدا ومؤثرا وحاضرا وبقوة يجري توظيفها في رسائل سياسية غاية في الأهمية ولا تنفصل أبدا عن الواقع السياسي في الشرق الأوسط.
فمن واقع الحضور السياسي والتمثيل المشرّف لقادة العالم ما بين رؤساء وملوك وأمراء ورؤساء حكومات وزوجاتهم ووزراء وكبار الشخصيات. وكذلك وكالات الأنباء العالمية وهو ما سيمتد أثره المباشر في الدعاية للمتحف والسياحة الثقافية والترفيهية، وذلك في ذاته عظيم وبديل لمليارات كانت ستُنفق على الدعاية المباشرة للسياحة المصرية ولن تأتي بذات المردود.
إن مصر وهي تفتح أبواب المتحف المصري الكبير لتمد من جديد أذرعها بقوّتها الناعمة والتأثير القوى الحاضر مع كل قادة دول العالم شرقاً وغرباً، وأعظم من توظيف ذلك واستغلاله في مشهد متكامل لم تنفصل فيه مكونات الصورة من شرم الشيخ حيث قمة توقيع خطة وقف الحرب في غزة، بحضور ترامب وقادة دول العالم والتي كانت فيه مصر محط أنظار العالم لوقف أقسى حرب في العصر الحديث، إلى مشهد بروكسل والقمة المصرية الأوروبية التي اجتمع فيها الرئيس السيسي بكل قادة أوروبا، وهو يبدو بابتسامة الرئيس المنتصر، بحسب وصف رئيسة البرلمان الأوروبي نفسها خلال لقائهما معا.
ثم يأتي مشهد افتتاح متحف مصر الكبير لتكتمل الصورة التي لا تخطئها عين، بأن مصر الحضارة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ الإنساني، هي ذاتها مصر أرض السلام التي تطفئ الحرائق المشتعلة في الشرق الأوسط بيد القوى الظلامية الكارهة السلام المنتقدة للتحضُّر الذي نحن أهله.
فلم تخل جلسة للرئيس السيسي بأي من قادة العالم من ضيوف الافتتاح عن غزة وما يجري فيها والسودان وما تشهده من كارثة إنسانية ولبنان وما ينتظرها من مستقبل صعب، ولم تألو مصر جهداً في كل تلك الملفّات مجتمعة ومتفرقة بإيمان ويقين ثابتين مستندين لقوّة الجيش المصري العظيم الذي يحمي ويبني ولا يهدم ولا يهاجم لكنه يبقى في ذاته وبقوّته ومكوّناته ودون أن يطلق طلقة واحدة قوّة ردع تُعد الأقوى تأثيرا على المسرح الدولي.
وتبقى مصر باكتمال كل تلك الخطى تتقدّم بسياستها الرشيدة الحكيمة كلاعب مؤثّر في النظام العالمي الجديد وقوة مؤثّرة ومقدَّرة من كافة الأطراف الإقليمية والدولية والأقوى تأثيراً في العالم فلم يعد بالإمكان لأي من القوى الإقليمية أو الدولية أن تتواجد في نطاق النفوذ الإقليمي المصري دون تنسيق كامل والاستماع لصوت مصر الذي ثبت بالدليل أنه الأكثر قوّة وصدقا وإنصافا وحضورا.





























