“يد الله” معنا.. ولا بديل لقناة السويس
تحسُّن ملحوظ في إيرادات القناة.. وزيادة مستمرة في أعداد السُّفن العابرة
٤٠ مليار دولار إجمالي الإيرادات خلال ٦ سنوات
عبَرنا جائحة “كورونا” بنجاح.. وحقّقنا نتائج إيجابية رغم الأزمة
م. عبدالصادق الشوربجي: قناة السويس الممر الملاحي الأهم عالميا.. وجهود مستمرة لتطوير وتحديث أسطولها
نظَّمت الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة م. عبدالصادق الشوربجي، اليوم الثلاثاء، ندوة موسّعة بحضور الفريق أسامة ربيع- رئيس هيئة قناة السويس- ومشاركة عدد من رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية، ورؤساء تحرير الإصدارات، في إطار تعزيز التعاون وبحث الملفّات المشتركة والوقوف على جهود الهيئة في عدد من المشروعات.

أدار الندوة الإعلامي حمدي رزق- عضو الهيئة- بحضور الكاتب الصحفي علاء ثابت- وكيل الهيئة- المستشار محمود عمار، د. سامح محروس- عضوا الهيئة- مروة السيسي- الأمين العام- د. أحمد مختار- مستشار الهيئة للاستثمار- المستشار مدحت لاشين- نائب رئيس مجلس الدولة والمستشار القانوني لرئيس الهيئة- وليد عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة شركة أخبار اليوم للاستثمار.
ومن هيئة قناة السويس، حضر: م. نشأت نصر الدين مدير إدارة التحركات، د. فتحي عبدالباري مدير إدارة التخطيط والبحوث والدراسات.
في بداية الندوة رحَّب م. الشوربجي، بالفريق أسامة ربيع، قائلا: أرحب بشخصية وطنية مخلصة نقدّرها ونحترمها جميعا، مقاتل في ملحمة البناء والتنمية والتطوير، مسئول مصري اكتسب ثقة واحتراما محليا ودوليا في إدارة الأزمات واحترافية التعامل مع أي طارئ، وقائد الممر الملاحي الأهم عالميا.
وأشاد م. الشوربجي بجهود هيئة قناة السويس المستمرة نحو تطوير وتحديث أسطولها للحفاظ على تنافسيتها الرائدة في المجتمع الملاحي الدولي، مؤكدا أن صحافة مصر القومية دائما ستكون معكم وإلى جانبكم، ترصد الإنجازات وتوثّق قصص النجاح، تواجه الشائعات بالحقائق وتفنّد حملات التشويه بالتوعية والتثقيف والتنوير.

من جانبه، عبَّر الفريق أسامة ربيع عن سعادته بالتواجد في الهيئة الوطنية للصحافة، مقدّما الشكر للمهندس عبدالصادق الشوربجي، على تنظيم هذه الندوة المهمّة، ومعبّرا عن احترامه وتقديره لصحافة مصر القومية ودورها الوطني الكبير في تنمية الوعي والتثقيف والتنوير.
الأهم عالميا
وأكد الفريق ربيع أن قناة السويس هي الممر الملاحي الأهم عالميا، وقد نجحت في مواجهة العديد من التحديات الكبيرة على مدار تاريخها واستطاعت بإرادة المصريين وصبرهم واحترافيتهم من عبورها، وأشار إلى أزمة جائحة كورونا وتعامل الهيئة الناجح في عبور هذه الأزمة العالمية التى أثّرت سلبًا على كثير من دول العالم، والتعامل الاحترافي السريع من الهيئة واتخاذ الإجراءات الإحترازية في التعامل مع أزمة كورونا وخاصة السفن العابرة من شرق آسيا بواسطة مُرشدين القناة الأكفاء، فضلا عن تقديم تخفيضات وحوافز، لتوفير ممر تنافسي، واستطعنا تحقيق مكاسب رغم أزمة كورونا بينما حقّقت ممرات أخرى خسائر كبيرة.
ثم تطرّق الفريق أسامة ربيع، إلى حادثة جنوح السفينة “إيفر جيفن” العملاقة -18 ألف حاوية-، وأكد أنها كانت حادثة معقّدة للغاية، ولم يكن من الممكن التعامل مع إنقاذها بالطُّرق التقليدية، وقال: مهندس شاب بالهيئة كان صاحب فكرة الإنقاذ العملي، ونفّذنا سريعا، وتمّت العملية بنجاح كبير دون أي خسائر بالسفينة، فقد كانت يد الله معنا. فالحل كان غير تقليدي لحادثة غير تقليدية؛ وكانت محلّ اهتمام العالم كلّه، وحصدنا إشادات دولية كبيرة في التعامل الاحترافي مع الحادث وفي وقت قياسي -٦ أيام-؛ حيث كانت الحلول التقليدية من 3 – 6 أشهر.
أضاف: نجحنا رغم حملات التشويه والاستخفاف بالمعدّات المستخدَمة، وكنا المرجع بعد ذلك كخبراء لحلّ أزمات جنوح مشابهة في دول كبرى.
تابع الفريق ربيع قائلا: فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان يتابع الأمر على مدار الساعة، وقال وقتها “سُمعة مصر في رقبتك أنت ورجالك”، وأكد الفريق ربيع أن أزمة جنوح السفينة “إيفر جيفن” كانت دليلا قاطعا علي أنه لا بديل لقناة السويس، فقد كانت هناك قائمة انتظار طويلة للعبور، وخطوط ملاحية ألغت رحلاتها انتظارا لعودة الحركة وليس البحث عن مسار جديد.
أشار الفريق أسامة ربيع إلى التعامل بنجاح أيضا مع الأزمة الروسية الأوكرانية واستطعنا المواجهة، ثم الأزمة الكبرى بتوتّرات المنطقة والشرق الأوسط وأزمة الملاحة في البحر الأحمر.
وأضاف: تم التعامل بمرونة كبيرة لمواجهة التأثيرات السلبية الكبيرة التى نتجت عن هذه الأزمة وتراجع أعداد السفن العابرة وبالتالى الانخفاض الحاد في الدّخل، وتحويل الخطوط الملاحية.
وقال: صمدت قناة السويس خلال المحنة الصعبة، ولكنها لم تقف مكتوفة الأيدي خلال هذه الفترة، وتم تنفيذ إجراءات لعبور الأزمة وتحرّكنا مع الشركات العالمية وكثّفنا الاتصالات، وأكّدت الشركات أنه لا بديل عن قناة السويس ولكن ينبغي توفير الأمن، وقال: قبل الأزمة كان يعبر نحو 75 سفينة يوميا، ووقتها 30 سفينة فقط، وخلال هذه الفترة قدّمنا خدمات إضافية؛ صيانة وإصلاح السفن والإسعاف البحري وخدمات مكافحة التلوّث والتزوّد بالوقود لمواجهة الأزمة وزيادة العائدات، خدمة تبديل الأطقم البحرية، وكان من بين أهدافنا التأكيد للعملاء أن لدينا حلول متنوّعة للتعامل مع أي طارئ.
وتابع الفريق ربيع: في هذه الأزمة صمدنا، عامان ولم نستسلم، وقد شهدت قناة السويس الآن طفرة كبرى، ومن غاب عنا خلال الفترة الماضية سيجد الوضع مختلف تماما الآن، المؤشّرات تتحسّن والوضع أفضل، فكّرنا في منح الحوافز والتخفيضات وهي مدروسة بعناية، والتحسّن ملحوظ في حركة الملاحة بالقناة، منذ شهر سبتمبر وحتى الآن بزيادة قدرها 18.2% في الحمولات.
وحول ما يتردّد عن التنافسية ووجود مسارات بديلة لقناة السويس، قال الفريق ربيع: طريق رأس الرجاء الصالح، غير مستدام، استهلاك وقود زيادة، انبعاثات كربونية تزيد، ومدة زمنية أطول، وفقْد وتضرّر حاويات، ومسار غير مؤهّل لزيادة حركة الملاحة، وليس بديلا لقناة السويس، أما ما يثار من حين لآخر أو قد يتردّد عن استحداث بدائل أخرى فهي بدائل غير واقعية ومشروعات محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ.

المشروع القومي
ثم استعرض الفريق ربيع ملحمة حفر قناة السويس الجديدة، وأشار إلى تكاتف المصريين مع القيادة السياسية لتنفيذ هذا المشروع القومي العملاق في وقت قياسي وأثبتت الفترة الماضية جدواه وأهميته وتأثيراته الإيجابية الكبيرة على حركة الملاحة والعبور.
وقال: نحسِّن باستمرار في أسطول القناة والمجرى الملاحي وننفذ مشروعات تطوير عملاقة للحفاظ على تنافسيتها ومكانتها الرائدة في المجتمع الملاحي الدولي، وكذلك عمل متواصل لزيادة المناطق المزدوجة في القناة واستحداث خدمات جديدة للسفن العابرة وتوطين صناعة الوحدات البحرية (لنشات، وحدات إنقاذ، لنشات إسعاف بحري، معدّيات أفراد ومركبات.. وغيرها، وتوقّعات دولية بتحسّن المؤشّرات والتطوّر في مشروعات الهيئة وقُدرتها على استيعاب أعداد سفن أكبر.
أشار إلى تنفيذ الهيئة عدد من الشراكات والمشروعات الاستثمارية، المزارع السمكية والمصانع المرتبطة والكباري والرعاية الصحية والخدمات التعليمية، محطّات تنقية المياة واستهداف الإعلان عن قناة السويس خضراء بحلول 2030، موضحا أن هناك 29 نقطة عبور سهّلت الحركة من شرق القناة للغرب لدفع عجَلة الاستثمار، فضلا عن إجراءات لزيادة الاستثمارات في ميناء شرق بورسعيد، وإنشاء أكبر مركز تدريب ومحاكاة في الشرق الأوسط، وأكاديمية الإبداع والتميّز، وأكد الاهتمام بالعنصر البشري وتدريب العاملين.
وأوضح الفريق أسامة ربيع، أن إجمالي الإيرادات المحقَّقة خلال الفترة من 2019 حتى 2024 بلغت نحو 40 مليار دولار، وذلك رغم سلسلة الأزمات التي شهدها العالم خلال تلك الأعوام، من جائحة كورونا إلى الحرب الروسية الأوكرانية، وصولًا إلى أزمة الملاحة في البحر الأحمر.
وأكد “ربيع” أن إيرادات قناة السويس بلغت 5.8 مليار دولار في 2019، ثم 5.6 مليار دولار في 2020، وفي 2021 بلغت 6.3 مليار دولار، وارتفعت إلى 7.9 مليار دولار في 2022، قبل أن تصل إلى 10.2 مليار دولار عام 2023، وهو أعلى رقم في تاريخ القناة، وقرابة 4 مليارات دولار خلال عام 2024 متأثّرة بتراجع حركة السفن في البحر الأحمر.
كما أكد ارتفاع أعداد السفن العابرة من 18,880 سفينة عام 2019 إلى 26,434 سفينة عام 2023، قبل أن تتراجع إلى 13,213 سفينة عام 2024 نتيجة تداعيات الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة.

وفي نهاية الندوة، أهدى م. عبدالصادق الشوربجي، درع الهيئة الوطنية للصحافة، للفريق أسامة ربيع، تقديرا لجهوده الكبيرة والمتميّزة.





























