شارك الدكتور مولاي منير القادري بودشيش- شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، ورئيس مؤسسة الملتقي- في فعاليات الندوة الوطنية التفاعلية الكبري التي نظمتها مؤسسة الملتقى بشراكة مع مبادرة مستقل، بمدينة الدار البيضاء في المغرب تخليدًا للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفّرة، حول موضوع: “المغرب الصاعد، الشباب في قلب الدولة الاجتماعية” وذلك بمشاركة 800 مشارك، حيث قدّم مداخلة أبرز فيها دور الشباب والقيم الروحية في بناء المغرب الجديد.
وشهدت الندوة الوطنية الكبرى مشاركة وازنة عكست أهمية المرحلة التنموية التي يمرّ منها المغرب، في ظل قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي بصم مساراً حداثياً واستباقياً جعل من الإنسان محور كل السياسات العمومية والمشاريع الإصلاحية.
استهل د. منير القادري حديثه بالاستشهاد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، مؤكداً أن هذا التوجيه النبوي يشكّل أساساً للعمل المشترك في خدمة الوطن، وداعياً إلى تعبئة جماعية من أجل الإسهام في مسار بناء المغرب وتعزيز مكانته بين الأمم.
أوضح أن المغرب يعيش اليوم “ولادة جديدة” لمسار تنموي متجدّد، قائم على الانفتاح والتعددية والقيم الإنسانية، مشيراً إلى أن الجميع- مؤسسات وأفراداً-منخرطون في خدمة البلاد والارتقاء بأوضاع المواطنين.
كما أبرز شيخ القادرية البودشيشية، أن الدبلوماسية المغربية، بتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أصبحت نموذجاً يُحتذى به على المستوى الدولي، بفضل رؤيتها الواقعية والمتبصِّرة وإنسانيتها المتجذّرة. وأكد أن هذا التميّز مكَّن المغرب من تعزيز حضوره الإقليمي والدولي والتقدّم نحو احتلال المكانة التي يستحقّها بين دول العالم.
وأكد أن النهضة الشاملة التي يعيشها المغرب ليست وليدة الصدفة، بل هي ثمرة رؤية مَلَكية بعيدة المدى، أتاحت للمملكة تحقيق إنجازات استراتيجية في قطاعات متعدّدة، شملت البِنى التحتية والطاقات المتجدّدة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، كما ساهمت هذه الرؤية في تعزيز المكانة الدولية للمغرب كفاعل أساسي في نشر قيم السلام والتعاون بين الشعوب.
وشدّد “القادري” على الدور المحوري الذي تضطلع به مكوّنات المجتمع المدني والزوايا الصوفية، وفي مقدّمتها الطريقة القادرية البودشيشية، في دعم المشروع المجتمعي الذي يقوده جلالة الملك، حيث اعتُبر التصوّف المغربي الأصيل رافعة روحية وأخلاقية تُواكب المسار الإصلاحي وتُعزّز قيم التلاحم والتماسك الوطني.
كما أبرز “القادري” أن المغرب أصبح اليوم نموذجاً يُحتذى في مجال الحكامة الرشيدة والتدبير الاستراتيجي، بفضل رؤية ملكية إنسانية وعميقة وضعت البلاد على سكّة الإقلاع الاقتصادي والتنموي، وجعلت منها دولة صاعدة بخطوات ثابتة نحو المستقبل.
تابع: في ظل التحديات والتقلّبات التي يشهدها العالم، يواصل المغرب مساره الإصلاحي بثقة واقتدار، مؤسساً نموذجاً متميّزاً في الاستقرار والتنمية المستدامة، ومكرِّساً قيم التضامن والعيش المشترك بين مختلف مكوّنات الأمّة.
واختتم شيخ القادرية البودشيشية مداخلته بالتأكيد على أن الحفاظ على الهُوية الثقافية والقيم الروحية يشكّل دعامة أساسية لاستمرارية النموذج المغربي، داعياً إلى مواصلة العمل المشترك لبناء مستقبل واعد يقوم على التضامن والمسئولية والابتكار.





























